أسباب دينية وتجارية وانضباطية.. لماذا يمنع خلع القميص عند الاحتفال بتسجيل هدف؟
هناك العديد من القوانين والقواعد في لعبة كرة القدم التي تثير العديد من التساؤلات والجدل أيضا، خاصة إذا لم يكن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) قد أصدر ما يوضح تلك القاعدة أو ذلك القانون.
ونشرت موقع مجلة “جي كيو” – في نسخته الإيطالية- تقريرا تحدث عن أحد القوانين في كرة القدم الذي قد يبدو غريبا لكنه يطبق على الجميع، وهو قانون منع خلع القميص أثناء الاحتفال بعد تسجيل الأهداف، وهو التصرف الذي قد يكلف اللاعب بطاقة صفراء.
وكان آخر ضحايا القانون قائد منتخب الكاميرون فنسنت أبو بكر الذي تلقى بطاقة صفراء ثانية وطرد من مواجهة منتخب بلاده التي انتهت بفوز تاريخي على البرازيل 1-صفر في ختام الدور الأول لكأس العالم 2022.
وتساءل تقرير موقع مجلة “جي كيو” عما إذا كان طرد لاعب للاحتفال بتسجيل هدف أمر عادي أو لا؟ مشيرا إلى أن هذا القانون يبدو غريبا بعض الشيء لكن جميع اللاعبين سواسية أمامه.
ولفت إلى أن هذه الطريقة في الفرحة من اللاعبين تبدو غير مفهومة، إذ يجهل حتى الآن السبب أو الدافع للفرحة بهذا الأسلوب، ومع ذلك فلوائح كرة القدم واضحة وتمنع ذلك، فكانت العقوبة غريبة على غرابة الطريقة، إذ لا يعقل وضع عقوبة على ابتهاج اللاعب، ولكن من الناحية العملية، للأسف نعم، وهو ما يطرح التساؤل عن بداية تطبيق هذا القانون؟
ماذا تنص اللوائح؟
ويبين التقرير أن المادة رقم 12 من لوائح العقوبات للاتحاد الدولي لكرة القدم تنص بوضوح على أنه “يمكن للاعبين الاحتفال بتسجيل هدف، لكن يجب ألا يكون هذا الاحتفال مفرطا، ويشمل ذلك نزع القميص”.
وأشار إلى أن أشهر لاعب تلقى إنذارا بسبب نزع القميص هو الإيطالي أنطونيو كاسانو سنة 2004، من قبل الحكم الشهير كولينا، في مباراة بين روما ويوفنتوس بعد أن قام بالإضافة إلى خلع قميصه بركل عمود راية الركنية وكسره.
لماذا هذا القانون؟
وأفاد التقرير بأن القاعدة التي بموجبها يقوم الحكم بإنذار اللاعب الذي يفرح بخلع قميصه تعود رسميا إلى سنة 2004، مشيرا إلى وجود العديد من الروايات حول السبب وراء هذه القاعدة، وكلها نظريا معقولة، رغم أنها لا تعد تفسيرات رسمية بل مجرد تكهنات مختلفة تحاول فهم هذا القانون منطقيا.
ويشير السبب الأول إلى أن هذا القانون مرتبط بتجنب إضاعة الوقت، ولكن هذا الأمر لا يتوافق مع كون الحكم سيحتسب وقتا بدل ضائع في كل الأحوال، وهناك تفسيرات أخرى مرتبطة بالرغبة في تجنب أي حوادث محتملة، لأنه سبق أن حدث في الماضي أن القميص الذي ألقاه لاعب باتجاه المدرجات احتفالا بهدفه، تسبب في اضطراب عنيف بين المشجعين الذين أرادوا الحصول عليه.
بالإضافة إلى ذلك، هناك سبب آخر ديني بحت، كما أشار الرئيس السابق للجنة الحكام الألمانية فولكر روث منذ فترة، حين قال “في الدول الإسلامية ليس من اللائق خلع قميصك أمام الناس، ونظرا لأن اللائحة تطبق في العالم بأسره، شعرنا بأنه من الضروري توسيع القاعدة بشكل موحد على الجميع”.
وقد يكون المنع بسبب الكتابات والشعارات التي تحت القمصان، والتي يتعمد اللاعبون إبرازها لنصرة القضايا أو التضامن السياسي.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن النظرية الأكثر واقعية هي أن سبب فرض هذه القاعدة يعود لأبعاد تجارية؛ إذ يعتقد كثيرون بأنه عندما تم فرض حظر على خلع القميص سنة 2004 كان السبب مرتبطا بفرحة لاعب إيطالي آخر، وهو كريستيان فييري، الذي كان يرفع قميصه بعد كل هدف يسجله مع نادي “إنتر ميلان” ليكشف عن إعلانات تجارية.
كما أن الجهات الراعية عارضت أسلوب خلع القميص، لأن لحظة الهدف هي لحظة ثمينة لظهور الراعي الرسمي للفريق، فهي ثوان ثمينة من اللقطات التلفزيونية للعلامات التجارية التي تدفع بسخاء لوضع اسمها على قمصان الفرق، ومهما كان الدافع فالقانون موجود ولا مفر للاعبين من احترامه.