إسرائيل تعزز دفاعاتها وسط غليان بالشرق الأوسط وترقب لرد إيران بعد الهجوم على قنصليتها
في ترقب للرد الإيراني المحتمل، باشرت إسرائيل تعزيز جاهزيتها الدفاعية عبر تعليق منح تراخيص المغادرة للجنود والتشويش على إشارات نظام تحديد المواقع واستدعاء جنود احتياطيين إضافيين. يأتي هذا في ظل حالة الغليان والصدمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بعد قصف قنصلية طهران في دمشق ومع اقتراب الحرب مع حماس في غزة من دخول شهرها السابع.
نشرت في:
5 دقائق
قال الجيش الإسرائيلي الخميس إنه يعمل على تعزيز إجراءاته الدفاعية، في ظل حالة الغليان التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط إثر الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق الإثنين، والذي أودى بحياة سبعة من أفراد الحرس الثوري.
وكان ضمن قتلى الهجوم سبعة عناصر في الحرس الثوري، بينهم عميدان. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان خمسة مقاتلين سوريين وآخر من حزب الله.
وبعد إعلان تعليق منح تراخيص مغادرة للوحدات القتالية مؤقتا وحجب إشارات نظام تحديد المواقع (جي بي إس) في بعض المناطق وتعزيز التأهب، توعّد نتانياهو بإلحاق الأذى بمن يؤذي بلاده.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: “منذ سنوات تعمل إيران ضدنا سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائها، لذا فإن إسرائيل تعمل ضد إيران ووكلائها دفاعيا وهجوميا”. مضيفا: “نعرف كيف ندافع عن أنفسنا وسنعمل وفقا لمبدأ بسيط مفاده من يؤذينا أو يخطط لإيذائنا ، سنؤذيه”.
مزيد من الجنود والتشويش على “جي بي إس”
كما أعلن الجيش أنه “تقرر تأجيل الأذونات الممنوحة للوحدات القتالية مؤقتا”، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية “في حالة حرب ويتم مراجعة مسألة نشر الجنود باستمرار وفقا للاحتياجات”. وقال أيضا إنه يدعو إلى إرسال جنود احتياطيين إضافيين لوحداته الجوية والاستخبارات والدفاع المدني.
وأكد المتحدث باسمه دانيال هاغاري التشويش على إشارات نظام تحديد المواقع في خطوة دفاعية بمواجهة أسلحة معينة مثل الصواريخ والطائرات المسيّرة. وأضاف: “قمنا بتعزيز تأهب وحداتنا القتالية حيث تدعو الحاجة.. عززنا الأنظمة الدفاعية ولدينا طائرات جاهزة للدفاع وجاهزة للهجوم في سيناريوهات مختلفة”.
وآثرت تل أبيب عدم التعليق على هجوم دمشق، لكن محللين اعتبروا الضربة تصعيدا إسرائيليا في حملة ضد وكلاء إيران الإقليميين، ما ينطوي على مخاطر اندلاع حرب أوسع نطاقا.
موجات صدمة هزت الشرق الأوسط
يرى محللون بأن هذه الضربة تشكل تصعيدا خطيرا في الحملة الإسرائيلية الأوسع نطاقا لتقويض النفوذ الذي اكتسبته إيران في سوريا على مدى العقد الماضي. وتسببت الطريقة التي وقع بها الهجوم في موجات صدمة هزت المنطقة المضطربة بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة.
في هذا السياق، قال غريغوري برو المحلل في مجموعة يوراسيا: “من وجهة نظري الأمر غير مسبوق”. وأضاف أنه لا يتذكر قيام أي دولة باستهداف مباشر للوجود الدبلوماسي لدولة أخرى بتلك الطريقة. وتابع: “اعتقد ضباط الحرس الثوري، على الأرجح، أنهم في مأمن طالما بقوا في المجمع الدبلوماسي.. لا أتخيل أن أي ضابط في الحرس الثوري يشعر بالأمان حاليا”.
ومع تعهد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالثأر، تنطوي تبعات الهجوم على مخاطر زيادة تصعيد الصراع الذي يتمدد بالفعل في الشرق الأوسط منذ اندلاع حرب غزة. وجاء في منشور خامنئي بالعبرية: “بعون الله سنجعل الصهاينة يندمون على جريمتهم العدوانية على القنصلية الإيرانية في دمشق”.
وقال مسؤول إيراني بارز إن الجمهورية الإسلامية مضطرة لاتخاذ رد فعل جدي لردع إسرائيل عن تكرار مثل تلك الهجمات أو التصعيد. لكنه أضاف أن مستوى الرد سيكون محدودا ويهدف للردع دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وأحجم مكتب العلاقات العامة للحرس الثوري الإيراني عن التعليق.
وقال مصدر أمني إيراني آخر إن بلاده ستعدّل أساليبها في ضوء الهجوم.
ولحظ مصدر إقليمي مقرب من طهران أنه لم يعد هناك أي مكان آمن في سوريا بعد تعدي إسرائيل على الأعراف الدبلوماسية.
“إضعاف القدرات العملياتية لمحور المقاومة”
اعتبرت صنم وكيل نائبة رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد “تشاتام هاوس” بأن الهجوم هو الأحدث الذي يظهر الطبيعة الدقيقة لمعلومات المخابرات الإسرائيلية في سوريا والمنطقة على نطاق أوسع. وأشارت إلى غارة إسرائيلية أدت في الثاني من يناير/كانون الثاني إلى مقتل قيادي كبير في حماس بلبنان، معقل جماعة حزب الله. والجماعتان جزء من “محور المقاومة” الإقليمي المرتبط بإيران.
The strike is the most serious escalation with deliberate intent to put Iran on the defensive” said Sanam Vakil “Israel’s war is not just against Hamas, but very clearly designed to strike across the axis of resistance to weaken & deter multiple groups”
https://t.co/8yjEI867VG— Sanam Vakil صنم وكىل (@SanamVakil) April 2, 2024
وأضافت صنم: “لقد شهدنا عمليات قتل على مستوى عال جدا لمسؤولين يضطلعون بمسؤوليات إدارية..”، مضيفة بأن الهجوم الأخير الذي استهدف زاهدي “يتعلق بهدف إسرائيل الأوسع المتمثل في محاولة إضعاف القدرات العملياتية لمحور المقاومة على مدى الأشهر الستة الماضية”.
من جهته، وصف قاسم محب علي، المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم، بأنه نقطة تحول في هجمات إسرائيل على الحضور الإيراني بسوريا. وقال إن إسرائيل “توخت الحذر فيما سبق وعزفت عن استهداف مسؤولين إيرانيين ومواقع دبلوماسية إيرانية”.
وخلص محب إلى أن “الحرب المباشرة مع إسرائيل ليست في مصلحة إيران بأي شكل من الأشكال”. وتابع: “دخول تلك الساحة لن ينتهي فقط بخوض حرب مع إسرائيل، قد يتصاعد الصراع وقد يشترك لاعبون آخرون مثل الولايات المتحدة”.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز