اتجاهات الأخبار والمعركة السردية في تكنولوجيا محركات البحث
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس 17 أكتوبر 2024، عند حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر (4 مساءً)، عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يحيى السنوار، أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس). أكثر المطلوبين في إسرائيل والعقل المدبر الأول لعملية فيضان الأقصى.
وتصدرت الأخبار نشرات الأخبار العربية والعالمية وأصبحت “الاتجاه” رقم 1 في معظم دول العالم.
وخارج شاشات الأخبار، تغذي الأخبار محركات البحث العالمية، وعلى رأسها جوجل، حيث بحثت ملايين عمليات البحث حول العالم عن «السنوار».
وبما أن محركات البحث دقيقة في تقييم الكلمات الرئيسية التي يبحث عنها المستخدمون، فقد تصدرت كلمتان جميع الكلمات المتعلقة بالاتجاه الإخباري لهذا الحدث، وكانت الكلمات الأكثر رواجا التي بحث عنها الجمهور على مستوى العالم باللغة العربية هي كلمة “السنوار”. و”يحيى السنوار”.
بدأت الكلمتان في الانتشار حوالي الساعة الرابعة، وتحديدًا بدأ الاتجاه يتشكل عند الساعة الثالثة والأربعين دقيقة (3:40)، مع وصول ذروة عمليات البحث عند الساعة السادسة مساءً (6:00 مساءً). . واستمروا في ذروتها حتى التاسعة مساء (التاسعة مساءً). بعد ذلك، بدأ حجم البحث بالانخفاض، حتى فجر الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول، قبل أن يستقر عند معدل بحث لم يعد “مسعى”. الاتجاه العالمي.”
ويقدر عدد عمليات البحث التي تتم يوميا عبر محرك بحث جوجل بحوالي 8.5 مليار عملية بحث عن المعلومات في مختلف المجالات.
وتشير التقديرات أيضًا إلى أن Google يتعامل مع أكثر من 99000 عملية بحث في الثانية.
ونسبة البحث باللغة العربية من هذه الأرقام في وضع جيد، خاصة وأن مجال عملنا هو “البحث باللغة العربية”. وينعكس ذلك بوضوح عند البحث عن كلمة “السنوار” في جوجل خلال الساعات الـ24 المتعلقة بالحدث، فيظهر جوجل حوالي 303 ألف نتيجة، ارتفع بعدها العدد لاحقاً إلى نحو 79 مليون نتيجة.
وتعكس هذه الأرقام الأهمية الكبيرة لمواقع الويب التي يمكنها إتقان الكلمات الرئيسية، سواء في البحث اليومي عن مئات الآلاف من الكلمات الرئيسية التي يبحث عنها الجمهور، أو من خلال كونها في طليعة حدث أصبح ترندًا خلال ساعات. ونتيجة لذلك سوف يتلقون عشرات الآلاف من الزيارات.
هذه الزيارات الكبيرة تحول مواقع القنوات الفضائية إلى معركة “سردية” ومعركة رقمية للسيطرة، ونتيجة لذلك تؤثر على عشرات الآلاف من الجماهير التي تبحث عن هذه الكلمات المفتاحية.
المعركة الرقمية من أجل السرد
ويمكننا تعريف القصة في ضوء التزاحم الرقمي بأنها الأسلوب الذي يشكل ويوجه الرأي العام ويعيد صياغة الأحداث وفق رؤية محددة تؤثر في كيفية فهم الجمهور للواقع.
ولذلك فهو لا يقتصر على نقل الأخبار أو المعلومات فحسب، بل هو عملية تكوين صورة ذهنية للجمهور من خلال ما يركز عليه الجمهور في البحث.
تتجاهل القصة نفسها أحيانًا أو تخفي ما تناقضها عندما لا تستطيع تبريرها، أو حتى تتجاوز الحقائق التي لا يرضى عنها المقص.
هذه السيطرة على تفسير الأحداث تؤثر في نهاية المطاف على العقل الجماعي للجمهور وتشكل رأيا عاما يمكن التركيز عليه في رؤية القصة.
كيف تلتقط المواقع القصة؟
تعتمد المواقع التي تتحكم في السرد بشكل أساسي على التحكم في الكلمات الرئيسية المهمة على جوجل، سواء أصبحت هذه الكلمات ترند في مرحلة ما، أو كلمات تم العمل عليها مسبقًا لتقوية الموقع وتهيئته لأي عملية بحث متوقعة.
هذا التوقع لا ينشأ من فراغ أو حدس، بل ينطلق من خلال استراتيجيات وأدوات متقدمة لاستهداف الكلمات الرئيسية الأكثر بحثا من قبل الجمهور من خلال تحسين المواقع لمحركات البحث، وهو ما يسمى “تحسين محركات البحث”.
وهنا يأتي احتكار القصة من خلال تقديم محتوى عالي الجودة، لا يشمل الأخبار فحسب، بل يكون متشابكًا مع مواد أخرى، لأن الأخبار غالبًا لا تصنع القصة أو تؤثر عليها، بل بعد مرور ساعتين إلى أربع وعشرين ساعة تموت. معظمه ويختفي أثره، ونادرا ما يعود إليه الجمهور.
لكن ما يتحكم في احتكار القصة هي التحليلات والمقالات والتصريحات والآراء التي تحتوي على كلمات مفتاحية تتناسب مع حجم عمليات بحث الجمهور عنها، وتخضع لجزء فني مهم للغاية لا يمكن التحايل عليه، ومن خلاله يمكن للمواقع الالتزام بـ معايير محركات البحث، وأشهرها جوجل، ونتيجة لذلك تظهر في الصفحة الأولى منه، والتنافس على التحكم في السرد الذي يحدد كيفية فهم الجمهور للحدث.
إثبات التواجد الرقمي
وهذا يسلط الضوء على أهمية ترسيخ حضور رقمي على محركات البحث وأهمها جوجل، والاستثمار في مواقع الويب المختلفة، بما في ذلك تلك التي تمتلك قنوات فضائية، بما يسمح لها بإخراج قصتها وبالتالي المنافسة. مع أن المنافسين.
وهذا الدليل الرقمي هو بالضرورة نتيجة لخطط استراتيجية واضحة في إعداد المواقع لمعايير جوجل وفق آليات تحسين محركات البحث (SEO)، وهو ما سنتحدث عنه بالتفصيل في مقال لاحق.
سلطة المجال وتسييل اتجاه الأخبار
وتتجلى قوة مواقع القنوات الفضائية بوضوح في تصدرها قمة محركات البحث والاستثمار في اتجاهات الأخبار خلال الساعات الحرجة من خلال تغطية الأحداث العاجلة، مثل إعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ويحيى السنوار، أن قدرة هذه المواقع الإخبارية على الظهور بشكل ملحوظ في أعلى نتائج محركات البحث.
وتكشف الإحصائيات التي تم فحصها بعد 10 ساعات فقط من الإعلان، والتي سيتم مراجعتها قريبا، عن سيطرة بعض هذه المواقع القوية على النتائج، وتعتبر هذه الفترة القصيرة هي الأصعب للوصول إلى المركز الأول على جوجل. إذ لا يمكن للمواقع أن تحقق هذا العمل الفذ إلا إذا تم إعدادها فعلياً.
التنافس على الظهور في نتائج البحث الأولى خلال الساعات الأولى من الحدث يتطلب جاهزية فنية عالية وقوة هيكلية على الموقع، وهنا تأتي قوة Domain Authority كعامل حاسم في هذا السياق، لأنها تتيح مواقع ذات قيمة إثيريوم عالية ممكن. المجال لتحقيق ما يلي:
- المشاكل بسرعةالنجاح في الظهور في أعلى نتائج البحث خلال 10 ساعات فقط من الإعلان عن الحدث.
- تدمير المنافسين: استغلال قوة النطاق الأثيري لتوليد مئات الآلاف من الزيارات العضوية بسرعة، على حساب المواقع الأخرى.
- الاستثمار في اتجاهات الأخبارالاستعداد لاستغلال الأحداث العاجلة من خلال استراتيجيات تحسين محركات البحث (SEO) المعدة مسبقًا.
لا يأتي هذا التفوق من مجرد نقل الأخبار بسرعة، بل هو نتيجة استثمار طويل الأمد في بناء قوة النطاق من خلال تحسين محركات البحث والروابط الخلفية وتقديم محتوى جذاب وجديد.
كانت المواقع العشرة التي سنراجعها جاهزة للاستجابة بسرعة كبيرة، مما أدى إلى توليد مئات الآلاف من الزيارات العضوية في وقت قصير مع إبقاء المنافسة في وضع حرج.
سلطة النطاق هو مقياس يستخدم لتقييم قوة وترتيب موقع معين في محركات البحث، من تطوير Moz، ويتم حسابه على مقياس من 0 إلى 100. ويأخذ هذا المقياس في الاعتبار عدة عوامل أهمها: عدد ونوعية الروابط الخلفية التي تشير إليه، وجودة المحتوى، وتجربة المستخدم، وتحسين الموقع لمحركات البحث.
كلما ارتفعت سلطة النطاق، زادت احتمالية حصول الموقع على مرتبة عالية في نتائج البحث، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأحداث الجارية أو اتجاهات الأخبار.
السنوار والمواقع العشرة الأكثر تنافسية
وهنا نقدم نبذة مختصرة عن أفضل 10 مواقع قنوات إخبارية استطاعت أن تتصدر محرك البحث جوجل خلال صعود الاتجاه الرئيسي (السنوار)، مما أهلها لتصدر قصتها على حساب عشرات الآلاف من المواقع الأخرى .
المواقع العشرة الأولى هي التي ظهرت في الصفحات الثلاث الأولى من محرك البحث جوجل، وكانت جميعها مواقع حصرية لوسائل الإعلام. ولم يظهر في المقدمة أي موقع من أي نوع سوى مواقع القنوات الإخبارية، وهذا يستثني مئات المواقع الموسوعية أو غيرها التي تقدم المعلومات في الأصل وفق قوالب. محتوى مختلف، لكن معظمهم لا يأخذون في الاعتبار جميع معايير خوارزميات جوجل في عملهم، ونتيجة لذلك فإن الوصول إليها منخفض جدًا كما أنها منخفضة جدًا. الابتعاد عن مجال المنافسة في القصص والحصول على زيارات عالية.
المواقع العشرة الأكثر شعبية
عند البحث في جوجل بكلمة السنوار ستظهر سلسلة من البيانات المهمة التي تسلط الضوء على ترتيب المواقع الإخبارية من حيث عرض الأخبار المتعلقة بالحدث:
- المركز الأول في التصنيف العالمي: الجزيرة نت، التي حصلت على المركزين 1 و4 من أصل 8 أخبار ظهرت في الصفحة الأولى.
- الموقع الثانيقناة الحرة حيث حصلت على المركزين الثاني والسابع في الصفحة الأولى.
- الموقع الثالث: “بي بي سي عربي” التي حصلت على المركزين الثالث والسادس.
- الموقع الرابعوجاءت سكاي نيوز في مكان واحد، والخامس على الصفحة الأولى.
- الموقع الخامس: قناة العربية حيث ظهر الخبر في الصفحة الثانية في الموضع 2 و 3.
تجدر الإشارة إلى أن الصفحة الثانية من نتائج البحث سيطرت عليها مقاطع الفيديو، إلى جانب نتيجتين لموقع سكاي نيوز، بينما ظهرت في الصفحة الثالثة عدة مواقع حسب الترتيب أدناه، ولم يحصل كل منها إلا على نتيجة واحدة:
- الموقع السادس: فرنسا 24.
- الموقع السابع: الشرق الأوسط.
- الموقع الثامن: سي إن إن العربية (سي إن إن).
- الموقع التاسع: دويتشه فيله الألمانية.
- الموقع العاشر: هسبريس المغربية.
- الموقع الحادي عشر: روسيا اليوم عربي.
أما البحث بكلمة “يحيى السنوار” فلم تختلف النتائج كثيراً، وكان الفارق الوحيد هو ظهور موقع “روسيا اليوم” في الصفحة الثانية من نتائج جوجل.
وحدث “السنوار” هو مثال على الترند الإخباري، وتبرز كل يوم عشرات القضايا المختلفة، بعضها عالمي ويسعى إليه مئات الآلاف، وبعضها أقل من ذلك ويسعى إليه عشرات الآلاف. ومن ناحية أخرى، هناك آلاف الكلمات المفتاحية المتنوعة في الأخبار والصحافة التي يبحث عنها الجمهور يومياً، كما أن المواقع ذات القنوات الفضائية أو المواقع الإخبارية والموسوعات تفقد جمهورها، سواء من حيث الزيارات أو من حيث المنافسة في السوق. قصة.