الإطار يهدد واشنطن ويطالب بطرد القوات الأمريكية دون حوار
ومازال الموقف “ضبابيا” في واشنطن، حيث يسود جدال حول استمرار عمليات الرد، ووجود اتفاق “ايراني- امريكي” على تجنيب الاولى الضربات الانتقامية.
واستهدفت الولايات المتحدة ليلة الجمعة على السبت الماضية، 3 مواقع في غربي الانبار، طالت مقرات القيادة والدعم اللوجستي، وكتيبة الدبابات لأكثر من فصيل.
وتعهد محمد السوداني رئيس الوزراء، بعد ساعات من الهجوم، بـ”دعم خاص” من قبل الحكومة لرجال الحشد في الانبار، خلال لقائه مع مجموعة من مقاتلي الحشد هناك.
وكان الرد الامريكي الاخير قد تسبب بسقوط اكثر من 40 قتيلاً وجريحاً بين عسكريين ومدنيين في القائم، غربي الانبار، وفق البيان الحكومي.
وبلغت عدد المواقع التي استهدفتها الغارات الامريكية، 85 هدفا في سبعة مواقع مختلفة (3 في العراق و4 في سوريا)، وفق واشنطن.
ووجه رئيس الحكومة عقب ذلك بإعلان الحداد الرسمي لـ”ثلاثة ايام”، فيما زار رئيس البرلمان محسن المندلاوي ورئيس اركان الحشد عبد العزيز المحمداوي (ابو فدك) موقع الحادث.
وفي اليوم التالي للهجوم، قال هادي العامري زعيم منظمة بدر، احد قيادات “الاطار”، خلال تشييع ضحايا القصف، انه “يجب طرد قوات التحالف فورا من العراق” وانه “ليس هناك حاجة للحوار”.
وكانت الحكومة قد اعلنت الاسبوع الماضي، عن بدء أولى جولات الحوار مع القوات الامريكية لتنظيم شكل وجود هذه القوات في العراق بعد انتهاء العمليات ضد “داعش”.
وفي اول تهديد صريح من مسؤول في الدولة قال فالح الفياض رئيس الحشد إن العدوان الأمريكي على مقر عمليات الانبار للحشد “لن يمر مرور الكرام”. وأضاف الفياض وهو رئيس كتلة عطاء، واحد قيادات “الاطار”، خلال تشييع ضحايا الحشد “لن نقبل بان تكون دماء أبنائنا مادة سياسية رخيصة”، مشدداً على “وجوب تطهير ارض العراق من الوجود الأجنبي”.
وكانت هيئة الحشد قد كشفت في بيان، ان الهجوم الامريكي استهدف المقر الجوال لعمليات الأنبار وكتيبة إسناد اللواء 13، والتي شهدت حصيلة ثقيلة من الضحايا (سبعة شهداء وسبعة جرحى)، وفق الهيئة.
واللواء 13 يتزعمه قاسم مصلح الذي اعتقل في بغداد عام 2021 بتهمة قصف القوات الامريكية وعلاقته بتصفية ناشطين، ثم أطلق سراحه بعد ذلك بأيام قليلة.
وأضاف بيان الحشد ان القصف طال “مقر الدعم اللوجستي (جريح واحد)، موقع المدفعية (شهيد وأربعة جرحى)، موقع مقاتلة الدروع (ثلاثة شهداء عشرة جرحى)، وموقع كتيبة الدبابات (أربعة جرحى)”.
كذلك اكد البيان ان الهجوم استهدف موقعين تابعين للواء 45 (11 جريحا)، واللواء الاخير ضمن التشكيلات التابعة لكتائب حزب الله التي اعلنت قبل ايام تعليقا “مؤقت” للهجمات ضد قوات التحالف.
كما اكد الحشد استهداف مستشفى عصام البلداوي التابع للطبابة (خمسة شهداء)، والموقع لم يجر فيه اخلاء، بحسب بعض التسريبات، واغلب الضحايا كانوا من الأطباء حديثي التخرج.
وسبق ان اخلى الحشد اغلب مقراته، بحسب وثيقة تسربت قبل ايام من الرد الامريكي، كما اوقف كل التدريبات.
وفي داخل امريكا، يتحدث السياسي والنائب السابق مثال الالوسي، نقلا عن مصادر عن ان هناك وجود “اتفاق امريكي- ايراني” افضى الى ضرب الاراضي السورية والعراقية وتجنب استهداف طهران.
وطالب منافسو بايدن الجمهوريون الاخير بتوجيه ضربات الى ايران، فيما كان سلفه دونالد ترامب أمر في 2020 باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد.
ويعتقد الآلوسي في حديثه مع (المدى) بان حجم وقوة الضربات الامريكية الان “تعتمد على ردة فعل الشارع في الولايات المتحدة”.
ويقول ان “حديث ادارة الرئيس بايدن عن ايام وحملات للرد هي جس نبض للشارع هناك وتتعلق بشكل أكبر بالدعم الانتخابي للرئيس”.
ويضيف :”الادارة الامريكية اذا وجدت ان ضربات اقوى ستزيد من شعبية بايدن سوف توجه واشنطن هجمات اكبر، وبالعكس سوف تكتفي بالضربات الاخيرة”.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن عقب الهجوم الاخير “ردّنا بدأ اليوم. وسيستمرّ في الأوقات والأماكن التي نختارها”، فيما قال وزير الدفاع لويد أوستن إن الرئيس “أمر بإجراءات إضافية” لمحاسبة الحرس الثوري والميليشيات التابعة له.
ويرى النائب السابق ان وجود القاصفة (B1) التي نفذت الهجوم الاخير، وهي من اقوى الطائرات الامريكية الحربية، قد يشير الى “دوافع امريكية اخرى غير معلنة بالمنطقة، وتهدد بكل الاحتمالات”.