سي إن إن
—
أي عام نحن الآن؟ قد تشير بعض الإطلالات على السجادة الحمراء في مهرجان البندقية السينمائي الحادي والثمانين إلى أن العام هو 1924 وليس 2024. فمنذ يوم الأربعاء، أعطى الحاضرون إشارات أنيقة إلى بريق هوليوود القديم: من فساتين السهرة التقليدية إلى الإكسسوارات المستوحاة من الطراز القديم.
في الليلة الماضية، في العرض الأول لفيلم “ماريا” للمخرج بابلو لاريان – وهو فيلم سيرة ذاتية يتتبع الحياة المضطربة للسوبرانو ماريا كالاس في القرن العشرين – بدا أن بطلة الفيلم أنجلينا جولي تحاكي نظيرتها على الشاشة. مرتدية فستانًا بلون البشرة من تصميم تامارا رالف، أكملت جولي إطلالتها بفستان من الفرو الصناعي على طراز الثلاثينيات، ودبوس على شكل وردة ذهبية وأحمر شفاه أحمر غامق. في حين أن قطعة جولي تشبه تمامًا السترات القصيرة التي ارتدتها أمثال مارلين ديتريش وجوان كروفورد وجريتا جاربو، فإن إعادة تصور تامارا رالف للإكسسوارات القديمة تجلب الإكسسوارات القديمة إلى العصر الحديث.
ولكن لم تكن جولي الضيفة الوحيدة في عرض فيلم “ماريا” التي استلهمت من نجمات الماضي. فقد ظهرت تايلور راسل على السجادة الحمراء مرتدية فستانًا من الحرير الأصفر الباهت مع وشاح من نفس اللون متصل بالذيل. وكان لهذا الفستان، الذي صممته لويفي خصيصًا، طابع مميز يعود إلى ثلاثينيات القرن العشرين بفضل وشاح السهرة المنسدل ببراعة، والذي استحضر مارلين مونرو في فيلم “الرجال يفضلون الشقراوات” عام 1953 – حيث ارتدت مونرو فستانًا مرصعًا بالجواهر النارية ارتقى به وشاح شيفون برتقالي اللون. كما ارتدت كوكو شانيل في مجموعتها لربيع وصيف 1930 فساتين من الكريب الحريري مع ياردة إضافية من القماش مصممة بأناقة حول الرقبة.
وقد سارعت إيزابيل هوبير، رئيسة لجنة تحكيم المهرجان، إلى تقديم إطلالتها في العرض الأول لفيلم “Beetlejuice” بعقدين من الزمن. ووفقًا لمجلة فوغ البريطانية، فإن معطف الأوبرا “الأحمر البابا” مستوحى من رواد المسرح في الخمسينيات. وقد ارتدت هوبير فستان السهرة، الذي استوحته من مجموعة الأزياء الراقية الخمسين لدار بالنسياغا والتي صممت في عام 2021، مع قفازات بيضاء حول الكوع ومجموعة من أساور كارتييه على كل معصم.
وبالمثل، أعادت الممثلة التشيلية ماريانا دي جيرولامو إحياء صورة ظلية قديمة لظهورها في مهرجان البندقية السينمائي. كان فستانها الأسود المزخرف من شانيل، الذي ارتدته في عرض فيلم “إل جوكي”، بمثابة درس في تسخير تاريخ الموضة – حيث كانت الدار تصمم عباءات السهرة الدرامية منذ ما يقرب من قرن من الزمان. كانت نسخة دي جيرولامو براقة ولكنها بسيطة، مع خطوط متلألئة مصنوعة من الخرز المطرز والترتر.
الدرس بسيط، ويمكن تطبيقه على كل من الموضة والأفلام: في بعض الأحيان يكون القديم ذهباً.
