الفيلم الإماراتي «دلما» يعرض في صالات السينما اليوم
ت + ت – الحجم الطبيعي
شباب إماراتيون عملوا بجهد وتفانٍ لإنتاج فيلم «دلما»، الذي تم اختياره ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي 2023. وهو أول فيلم من الإمارات يحصل على منحة من إنتاج الصندوق العربي للثقافة والفنون «آفاق»، في بيروت.
الفيلم للكاتب والمنتج والمخرج حميد السويدي، بدأ أول عرض له أول من أمس، بحضور صناع الفيلم، في «ستار سينما» بمركز الغرير في دبي، وسيكون متاحاً للجمهور في صالات السينما، اليوم.
والفيلم هو دعوة مفتوحة لعشاق الأفلام الشبابية المستقلة، لأخذ فكرة عن الجهود الفردية التي يقوم بها شباب الإمارات للنهوض بصناعة السينما المحلية، ووضع بصمة خاصة بهم في هذا العالم الواسع، والذي يحتاج لجهود وتمويل وعمل مستمر، لا يمكن الاستهانة به.
جهود متناغمة
وأكثر ما يميز الفيلم أن بطلي الفيلم الرئيسين والكاتب والمنتج والمخرج والمنتجين المنفذين والمنتج المساعد ومسؤول الديكور ومساعد الكاميرا الأول والمونتير والملحن والموزع ومسؤول الترجمة، جميعهم من شباب الإمارات الموهوبين، الذين تمكنوا من الاجتماع في فيلم واحد، ليظهر مواهبهم المتعددة، والتي تبشر بمستقبل واعد في هذا المجال.
يحكي الفيلم قصة امرأة تدعى «دانة»، تجسده الفنانة هيرا محمود، وهي البطلة الرئيسية، تنتقل من مدينتها للعيش في جزيرة دلما، بعد وفاة والدها الذي أورثها بيتاً قديماً متهالكاً على تلك الجزيرة، حيث تقرر البقاء فيها، وإعادة ترميم المنزل، وترى فيه فرصة سانحة ليكون فندقاً للسياح الذين تسمعهم في أكثر من موقف يتحدثون عن غلاء أسعار الفندق الوحيد الموجود، لتقرر أن تستثمر ذلك الإرث، وتبدأ بترميمه على الفور، لتبدأ سلسلة من المشاكل مع أهل وسكان الجزيرة.
تذهب «دانة» لتناول الطعام في المطعم الوحيد الموجود على الجزيرة، لتكتشف أن طعامها يحتوي على حشرة، وقبل أن تسأل صاحب المكان ومعد الوجبة عن الأمر، تبلغ السلطات المعنية بالأمن الغذائي، ليصلوا على الفور، ويغلقوا المطعم ويخالفوا الرجل البسيط «فؤاد»، الذي أتى من بلاد بعيدة، ليكون ذلك المكان لرزقه وعائلته، وسرعان ما ينتشر الخبر في الجزيرة الصغيرة، التي يبدأ الجميع بالتحدث فيها عما حصل.
5 دقائق
تبدو «دانة» صارمة جداً في مختلف المواقف، وشريرة أيضاً بشكل لا يمكن تفسيره، حتى يصل المشاهد إلى مشهد تحاول فيه زيارة طليقها، وتتوسله لرؤية ابنتها لمجرد خمس دقائق لا أكثر، فيسمح لها على مضض، إلا أن اللقاء بينها وبين ابنتها، التي ما زالت طفلة لم تدخل للروضة بعد، يكون لقاء بارداً، على عكس المتوقع، حيث تنظر لها الطفلة نظرة خالية من أية مشاعر، وتكمل لعبها، رافضة التواصل مع والدتها، في مشهد يختصر قصة غاية في الصعوبة، واجهتها دانة في زواجها وأمومتها، حيث ينادي والد الطفلة ابنته، ويسألها هل تعرفين من هذه، لتجيبه «هي أمي ولكنها ليست أمي»، فيما يبدو أنه المبرر الوحيد في الفيلم لتصرفات دانة غير المنطقية، بل والعدائية تجاه كل من تقابله، وترفض المساومة والتنازل عن أي شيء، مهما كان بسيطاً، ويمكن حله دون اللجوء إلى السلطات، خاصة أن الحياة أبسط من كل التعقيدات التي تظنها دانة، وأكبر دليل على ذلك، تلك الجزيرة البسيطة بمبانيها وأهلها البسطاء جداً، والتي لم تشهد مظاهر الحضارة الشديدة في العمران والترفيه، إلا أن الوسائل الأساسية للحياة متوفرة فيها.
تنتقل دانة في مشاداتها بدءاً من صاحب المطعم، مروراً بالمقاول الذي يعمل مع عماله على ترميم بيتها الذي ورثته، ثم بالطبيب «البطل الآخر في الفيلم»، الفنان راشد حسن، الذي تلجأ إليه لمعالجة إصابة في يدها، والذي يحاول أن يثنيها عن شكواها على صاحب المطعم، ليشتد الحوار بينهما، ومن ثم يصبح هو أيضاً ضمن من تشتكي عليهم، فيخسر عمله في المستشفى، رغم أنه طبيب ماهر درس وتخرج في أمريكا، ورفض كافة عروض العمل خارج الجزيرة، مكتفياً بالحياة الهادئة وخدمة أهلها، وبعد صراعه مع نفسه، يذهب إليها في مطعمها الذي افتتحته في نفس المكان الذي كان مطعماً في السابق، واشتكت على صاحبه، وأغلقت مطعمه لتستثمره هي بطريقتها الخاصة، لجذب السياح إليها، والتكسب بطريقة لا تخلو من الاستغلال، وعندما لا يجد منها أية مبادرات للتعاون، يبدأ بتكسير المكان، فينتهي به الحال في السجن، بسبب شكواها عليه.
تستمر المشاحنات والمواقف المتلاحقة من دانة مع أهل الجزيرة، الذين لم يعتادوا على تصرفاتها الغريبة، لينتهي بها المطاف مقتولة على يد الطبيب «غيث»، بمساعدة من «فؤاد» صاحب المطعم، وينتهي الفيلم، والتحقيقات لم تصل للفاعل الحقيقي، لغياب تلك الشخصية التي اختلف عليها الجميع.