القوى الشيعية تجري اجتماعات لوقف مهاجمة المعسكرات وخشية من مغادر
يأتي ذلك عشية اجراء محمد السوداني رئيس الحكومة، اتصالات هاتفية مع وزيري الدفاع والخارجية الامريكيين حول “اتفاق الشراكة” بين البلدين، و”حماية المستشارين الامريكيين” في العراق.
واصدرت فصائل بيانا غاضبا من موقف الحكومة الاخير الذي دعا الى “ملاحقة مهاجمي القواعد العسكرية”، معترضة على وصف تلك القواعد بـ”العراقية”، وقالت ان “صهاينة يعملون ضمن قوات التحالف”.
ونصحت الولايات المتحدة يوم الاثنين، مواطنيها بتجنب السفر الى العراق خوفا من “الاختطاف”، فيما وجهت بتقليص حجم البعثة الدبلوماسية، وعدم استخدام مطار بغداد بسبب وجود تهديدات.
وجاء ذلك بعد تعرض 3 مواقع عسكرية، تتواجد فيها القوات الامريكية الى هجمات بـ7 مسيرات وصواريخ، غداة اعلان فصائل الحرب على المصالح الامريكية في العراق بسبب الحرب في غزة.
وتقول مصادر شيعية لـ(المدى) بان “الحكومة وأطراف في الاطار التنسيقي تعمل منذ ايام على تطويق الازمة ومنع استمرار الهجمات”.
وتتضارب الانباء فيما لو استطاعت تلك المساعي من وقف الهجمات، خصوصا بعد اعلان الحكومة ملاحقة المنفذين.
وتفيد المصادر باحتمال التوصل الى اتفاق “بمنع الهجمات ضد المعسكرات في الداخل” التي تصفها الحكومة بالمواقع العراقية، فيما لن تتوقف عن القصف خارج الحدود.
ومساء الاثنين اعلنت ما تسمى بـ”المقاومة الإسلامية في العراق” في بيانات مقتضبة، استهدافها لقواعد القوات الأميركية، وهي “التنف” و”الركبان” و”المالكية” في سوريا، بواسطة طائرات مسيّرة، دون مزيد من التفاصيل.
وامس تسربت معلومات عن احتمال عقد اجتماع الاول من نوعه، بين الاطار الشيعي ومايعرف بـ”تنسيقية المقاومة”.
وحتى الان لا يعرف بالتحديد من يقود بتلك الهجمات، حيث تستخدم بعض الفصائل اسماء وهمية في إذاعة البيانات.
وتخشى الحكومة والاطار الشيعي، وفق المصادر، من ان تحذو سفارات اجنبية حذو الولايات المتحدة في اجلاء الموظفين او تقليص البعثات.
وحتى الان فان المعلومات المتداولة، انه تم سحب شركة الخدمات العاملة بالسفارة الامريكية، واخلاء قاعدة “فكتوريا” من المتعاقدين المدنيين.
بالاضافة الى التعليمات السابقة باجلاء الموظفين غير الاساسيين وعوائل الدبلوماسيين، فيما يجري حديث عن منع دخول فصائل الحشد الى قيادة العمليات المشتركة التي تضم عراقيين وامريكان، ومغادرة السفيرة الينا رومانسكي بغداد.
وامس اعلنت الحكومة عن ان رئيس الوزراء محمد السوداني بحث مع وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين تطورات الاحداث في قطاع غزة وحماية البعثات الدبلوماسية.
وقال البيان ان السوداني ووزير الخارجية أنتوني بلينكن اكدا في اتصال هاتفي “التزام البلدين بمواصلة تعزيز شراكتهما، على وفق المبادئ الواردة في اتفاقية الإطار الستراتيجي المُبرمة بين العراق والولايات المتحدة”، التي تنص في أحد بنودها على حماية العراق لمصالح واشنطن بالداخل.
كما اشار البيان الى ان الاتصال الثاني مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، جرت خلاله مناقشة تواجد المستشارين العسكريين وطواقم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في العراق ودعم قوات الأمن العراقية بالمشورة والتدريب، وأهمية إدامة الانتصار على داعش، وشهد الاتصال تأكيد التزام العراق بحماية المستشارين العسكريين والبعثات الدبلوماسية العاملة في البلاد.
وكان موقف الحكومة من استهداف القواعد العسكرية قد اغضب حركة النجباء بزعامة اكرم الكعبي.
وقالت المجموعة في بيان “يؤسفنا ما صدر من بيان من المكتب الإعلامي للحكومة، والذي يصف فيه القواعد العسكرية التي تضم القوات الأمريكية العسكرية المحتلة بقولهم بانها (قواعد) عراقية تضم مقرات مستشاري التحالف الدولي الموجودين بالعراق بدعوة رسمية من الحكومة”.
واتهمت النجباء الحكومة بانها لا تعلم عدد ونوعية وتحركات القوات الامريكية في العراق بين سوريا والاردن والكويت، وقالت ان “الصهاينة موجودون في العراق ضمن هذه القوات، ولهم مراكز ومقار دائمة ضمن قواعدهم”.
كما اتهم الفصيل الحكومة كذلك بـ”عدم الجدية في اخراج القوات المحتلة”، واعتبر ان بيان الحكومة الاخير سيؤدي الى “تبرير وشرعنة وجود الاحتلال إعلاميا”.
وكان الناطق العسكري باسم رئيس الحكومة يحيى رسول قال ان السوداني “وجه بتعقب وتتبع العناصر المنفذة لتلك الهجمات” في اشارة الى قصف المعسكرات.
ورفض رسول نقلا عن السوداني “الهجمات التي تستهدف القواعد العراقية والتي تضم مقرات مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق، بدعوة رسمية من قبل الحكومة”.
في غضون ذلك قالت مصادر محلية في الانبار، عن وجود تعزيزات عسكرية على الشريط الحدودي مع سوريا.
وتوقعت المصادر ان تلك الإجراءات جاءت عقب زيارة ثابت العباسي، وزير الدفاع، الجمعة الماضية “عين الاسد” والحدود، لمنع انتقال المسلحين الى سوريا او قصف القواعد الامريكية على الجانب الاخر من الحدود. وكانت فصائل قد ادعت بانها ارسلت 5 الاف مسلح الى حدود اسرائيل كمرحلة اولى، لكن مسؤولا في حزب الله اللبناني- كما قدمته احدى المحطات اللبنانية- نفى وجود مسلحين عرب في لبنان.
وقال المسؤول في مقطع فيديو انتشر بصورة واسعة، ان “7 عناصر فقط جاءت من العراق واليمن، بواقع 4 الى 3 من البلدين، لزيارة لبنان قبل ان يتناولون الطعام في مطعم مشويات النابلسي ويعودوا الى بلدانهم”.