المشاعر في القالب الرقمي.. هل ينجح “جين موجي” في نقل أحاسيسنا؟ | تكنولوجيا
هل سبق أن شعرت أن الرموز التعبيرية التقليدية تخذلك في التعبير عن مشاعرك؟ أن تجد نفسك في موقف تريد فيه إيصال فكرة أو إحساس، لكنك لا تجد الإيموجي الذي يعبر بدقة عما بداخلك؟
في عالم أصبحت فيه التكنولوجيا تختزل مشاعرنا في رسوم بسيطة، صار التعبير الافتراضي جزءا لا يتجزأ من تواصلنا اليومي. ومع ذلك، نجد أنفسنا نبحث عن وسائل تضفي المزيد من الإبداع والشخصية على محادثاتنا، سواء للتعبير عن الفرح، أو الحيرة، أو حتى لحظات الغضب والانزعاج.
من هنا جاءت أدوات مبتكرة مثل “جينموجي” (Genmoji)، التي تقدم تجربة تعبيرية جديدة، وتمنحنا القدرة على إضفاء طابع شخصي وفريد على محادثاتنا.
هذه التقنية تتيح لنا التعبير عن مشاعرنا بحرية ودقة أكبر، دون الحاجة لأن نكون خبراء في التصميم أو التكنولوجيا، لتفتح لنا آفاقا جديدة في عالم التواصل الافتراضي.
ما “جين موجي”؟
ظهر “جين موجي” (Genmoji) لأول مرة في مؤتمر المطورين العالمي 2024 (WWDC2024) في شهر يونيو/حزيران الماضي.
هذه الميزة المبتكرة المدمجة في لوحة مفاتيح الإيموجي على أجهزة آيفون، والتي تعتبر من أجمل ميزات “آبل إنتليجنس” (Apple Intelligence) تتيح للمستخدمين إنشاء رموز تعبيرية أصلية وفريدة باستخدام التعليمات النصية، مثل “كسلان يرتدي بدلة وربطة عنق”، بالإضافة إلى ذلك، يمكنها إنشاء رموز تعبيرية مخصصة للأشخاص باستخدام الصور.
لا تقتصر استخدامات “جين موجي” على تطبيق الرسائل فقط، بل تمتد لتشمل استخدامها كملصقات (Stickers)، أو في ردود الفعل (Tapbacks). كما يمكن التفاعل مع الرسائل باستخدام “جين موجي” أو عبر تأثيرات الرسائل المميزة من “آبل”.
بطبيعة الحال، “جين موجي” ليس التقنية الوحيدة في هذا المجال، فهناك عدة تقنيات منافسة تعمل أيضا على تعزيز تجربة التعبير الرقمي، مثل “إيموجي كيتشن” (Emoji Kitchen) من “غوغل” التي تتيح للمستخدمين دمج رموز تعبيرية مختلفة لتكوين أشكال جديدة.
ومن “آبل” نفسها توجد تقنيات مثل “ميموجيس” (Memojis)، و”أنيموجيس” (Animojis)، و”بيت موجيس” (Bitmojis) التي تتيح تخصيص الرموز التعبيرية باستخدام ملامح الوجه الشخصية.
كيف تقوم بإنشاء رموز تعبيرية مخصصة في الرسائل؟
تعمل تقنية “آبل إنتليجنس” (Apple intelligence) مع أحدث أجهزة “آيفون” و”آيباد” و”ماك”، وقبل تفعيل هذه التقنية تأكد أنك تملك أحد الأجهزة المتوافقة التي ستجدها مذكورة في الجزء التالي من المقال.
الآن إليك الخطوات اللازمة لإنشاء رموز فريدة ومخصصة في رسائلك:
- افتح تطبيق الرسائل وابدأ محادثة جديدة، أو اختر محادثة موجودة مسبقا.
- اضغط على رمز الإيموجي في الزاوية السفلية اليسرى من لوحة المفاتيح.
- في حقل البحث الخاص بالإيموجي، اكتب وصف الإيموجي الذي ترغب في إنشائه، أو يمكنك بدلا من ذلك الضغط على رمز الإيموجي الملون في أقصى اليمين ثم إدخال الوصف.
- اضغط على “إنشاء إيموجي جديد”.
على شاشة “جين موجي” الجديدة:
- انتظر قليلا حتى يتحول الشكل غير المحدد إلى الإيموجي الجديد الذي تمّ إنشاؤه.
- عندما تظهر رموز التنقل أسفل الإيموجي، اسحب إلى اليسار لمعاينة إصدارات بديلة من التصميم.
- اضغط على زر النقاط الثلاث لإضافة تعليق على الإيموجي أو حفظه كملصق، يمكنك أيضا إرسال ملاحظاتك لـ”آبل” باستخدام أزرار الإعجاب أو عدم الإعجاب.
- اضغط على “إضافة” عندما تكون راضيا عن اختيارك، ثم انقر على زر السهم الأزرق لإرسال “جين موجي” الخاص بك.
ما أجهزة آبل التي تدعم “جين موجي”؟
- آيفون 15 برو.
- آيفون 15 برو ماكس.
- آيفون 16.
- آيفون 16 بلس.
- آيفون 16 برو.
- آيفون 16 برو ماكس.
- آيباد ميني مع شريحة “إي 17 برو” (A17 pro).
- جميع أجهزة آيباد التي تحتوي على شريحة آبل السيليكون (Apple Silicon).
- دعم “ماك أو إس سكوا” (macOS Sequoia).
التوافر وموعد الإطلاق الرسمي
في الوقت الحالي، تتوفر ميزة “جين موجي” حصريا في النسخة التجريبية من “آي أو إس 18.2” (iOS 18.2) المخصصة للمطورين ومختبري النسخ التجريبية العامة. ومن المتوقع أن يتم الإطلاق الرسمي لهذه الميزة في أوائل ديسمبر/كانون الأول المقبل.
من جهة أخرى، لا يعمل “آبل إنتليجنس” حاليا في الاتحاد الأوروبي حتى إذا كنت تمتلك جهازا متوافقا، وفي منطقة مدعومة، ستحتاج إلى التسجيل في قائمة الانتظار لتفعيل ميزات الذكاء الاصطناعي من آبل مثل إنشاء الصور. ويمكن القيام بذلك عبر الذهاب إلى الإعدادات، ثم اختيار “آبل إنتليجنس وسيري” (Apple Intelligence & Siri).
أيضا من المهم ملاحظة أن ميزة “آبل إنتليجنس” تعمل فقط إذا كانت لغتا جهاز آيفون و”سيري” متطابقتين.
كما يتوفر “آبل إنتليجنس” باللغة الانجليزية الأميركية في معظم المناطق حول العالم، ومع تحديث “آي أو إس 18.2” (iOS 18.2) تم إضافة دعم الذكاء الاصطناعي من “آبل” لعدة لهجات إنجليزية، بما في ذلك الإنجليزية الأسترالية، والكندية، والأيرلندية، والنيوزلندية، والجنوب أفريقية، والبريطانية.
في سياق مماثل، وبينما تعمل ميزة “جين موجي” بأفضل شكل بين أجهزة “آي أو إس 18.2” (iOS 18.2)، يمكن عرضها أيضا على الأجهزة التي تعمل بنظام “آي أو إس 18.1″ (iOS 18.1) و”آيباد أو إس 18.1” (iPadOS 18.1) وما بعده، بالإضافة إلى أجهزة “ماك” (Mac) التي تعمل بنظام “ماك أو إس سكوا 15.1” (macOS Sequoia 15.1) وما بعده.
أما على أجهزة “آبل” القديمة أو هواتف “أندرويد”، فتظهر “جين موجي” كصور عادية بدلا من رموز تعبيرية مدمجة. كما أن التطبيقات التابعة لجهات خارجية تحتاج إلى إضافة دعم “جين موجي” بشكل محدد لتمكين إنشاء هذه الرموز التعبيرية وعرضها بشكل صحيح.
مع “جين موجي” أصبحت الرموز التعبيرية بلا حدود، تماما مثل خيالك. وعلى الرغم من ذلك تفرض شركة “آبل” قيودا على المحتوى لضمان ملاءمته، مشابهة لتلك الموجودة في “إيمج بلاي غراوند” (Image Playground).
لكن بمجرد أن تبدأ في إنشاء رموز تعبيرية مخصصة، قد تجد أن الرموز التقليدية تبدو محدودة بالمقارنة.
بالنهاية، ورغم كل ما تقدمه هذه التقنيات من تطور في محاكاة تعبيراتنا ومشاعرنا، يبقى الوجه البشريّ الحقيقي اللوحة الأصدق والأكثر تفردا للتعبير عن دواخلنا.
لكن يبقى السؤال، هل يمكن لتقنيات مثل “جين موجي” أن تنجح حقا في ملامسة إنسانيتنا، أم أنها مجرد محاولة جديدة لحصر مشاعرنا في قوالب رقمية جامدة؟
كيف ترى مستقبل مشاعرك، وحدود إنسانيتك في عالم تتسارع فيه التكنولوجيا لتعيد تشكيل طريقة تواصلنا؟