اخبار العراق

المليشيات الوقحة تعكر اعتصام الصدريين وقصف المعسكرات مستمر لليو

 

وحتى الآن لم يصدر عن السلطات العراقية اي توضيح عن الهجمات الاخيرة التي استهدفت، حتى اللحظة 3 مواقع عسكرية في غربي وشمالي البلاد بخمس هجمات متفرقة، استخدمت فيها 7 طائرات مسيّرة وعدد من الصواريخ.

وجاء التصعيد ضد القوات الامريكية في العراق، وهو الاول من نوعه بعد شبه الهدنة التي تزامنت مع استلام الاطار التنسيقي الشيعي للسلطة قبل نحو عام، في وقت اعلنت فيه الفصائل الانخراط في أحداث غزة في الداخل والخارج.

وافادت مصادر مقربة من الفصائل لـ(المدى) بان تلك الجماعات شكلت ما يسمى “غرفة إسناد لطوفان الاقصى”- وهو اسم العملية العسكرية التي اطلقتها حركة حماس قبل اسبوعين ضد اسرائيل- وهذه الغرفة تعمل من داخل العراق لاستهداف مواقع القوات الامريكية.

وتحمّل الفصائل واشنطن، التي زادت مؤخرا من قواتها في المنطقة عقب الهجمات الاخيرة ضدها في العراق، مسؤولية استمرار القصف في غزة، وتعتبرها شريكا رئيسيا لاسرائيل.

وسمعت فجر أمس الاحد، اصوات انفجارات جديدة في قاعدة عين الاسد غربي الانبار، التي تضم اكبر عدد للقوات الامريكية في العراق، فيما لم يعرف حتى الان فيما لو كان الهجوم بصواريخ او بطائرات مسيرة.

وهذا الهجوم هو الثالث ضد القاعدة منذ يوم الأربعاء الماضي، والثاني بعد زيارة وزير الدفاع ثابت العباسي الى القاعدة يوم الجمعة الماضي، فيما كانت قد سجلت هجمات اخرى على قاعدة حرير في شمالي البلاد بمسيرتين اثنتين، وقاعدة فكتوريا قرب مطار بغداد بالصواريخ. ولم يصدر حتى اللحظة اي تعليق من السلطات الامنية في العراق، فيما كانت خلية الاعلام الامني الحكومية التابعة لقيادة العمليات المشتركة، تعلن في فترة حكومة مصطفى الكاظمي السابقة تفاصيل دقيقة عن مكان الاستهداف وانطلاق الصواريخ.

وبلغ حجم الهجمات إبان حكومة الكاظمي، ضد السفارة الامريكية والمطار والقواعد العسكرية 300 صاروخ نفذ خلال 120 هجوما قبل ان تعلن ما اعتبرت “هدنة” بين الفصائل والقوات الامريكية انتهت على مايبدو قبل 4 ايام.

وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها “تشكيل الوارثين” مسؤوليتها عن قصف قاعدة حرير و”عين الاسد”، فيما قالت كتائب حزب الله بأنها “بدأت عمليا المقاومة في العراق بتوجيه ضرباتها إلى القواعد الأمريكية”.

ومنذ استلام الاطار التنسيقي السلطة نهاية العام الماضي، تداولت انباء عن تعهد الاخير للحكومة الامريكية بوقف الهجمات في الداخل وفي سوريا، لكن بعض الفصائل كانت خارج هذه التفاهمات. واعتبرت هذه الجماعات “متمردة” كما نفى، بحسب التسريبات، الاطار التنسيقي علاقته بتلك الفصائل التي لا يعترف أساسا بانها جزء من الحشد الشعبي. ونقلت وسائل إعلام غربية عن وجود جماعات مرتبطة بزعيم حركة النجباء اكرم الكعبي – احد فصائل الحشد- في شمال شرقي سوريا مسؤولة عن هجمات ضد مواقع امريكية هناك. وكشفت التقارير الغربية عن فصائل تعمل هناك مثل “الوارثين” و”الغالبون”، كما تحدثت عن وجود موسى علي دقدوق القيادي في حزب الله اللبناني. ووصفت تلك التقارير دقدوق بانه مرتبط بعدد من الفصائل العراقية ومستشار لزعماء معروفين ومشاركين في الحكومة. ومنذ تشكيل الحكومة الحالية سكت اغلب قادة “الاطار” المعروفين بمعارضتهم للتواجد الامريكي عن انتقاد واشنطن. ووصل الامر الى اصدار ائتلاف ادارة الدولة الذي يعد “الاطار” اكبر مكوناته، بيانا قبل اشهر وصف الولايات المتحدة بـ”الدولة الصديقة”. واستخدمت الحكومة الوصف ذاته مطلع العام الحالي اثناء تصاعد أزمة الدولار والخوف من انهيار الاقتصاد.

وكان محمد السوداني رئيس الحكومة، الاجرأ على الاطلاق بين رؤساء الوزراء السابقين بحسب مراقبين، حين صرح عن تأييده ببقاء القوات الأمريكية لاجل غير مسمى (بحسب مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال نشرت في كانون الثاني الماضي).

وخارجيا، فان الفصائل بدأت تنخرط فيما عرف بـ”غرفة عمليات حماس” في دول مجاورة لاسرائيل، ويقول مسؤول فيلق الوعد الصادق التابع لمحمد التميمي إن “مقاتلي المقاومة ينتظرون ساعة الصفر لاقتحام الحدود مع إسرائيل”. وكشف التميمي في تصريحات لاحد المواقع المقربة من الفصائل عن ان “جماعات المقاومة ” أرسلت مقاتلين إلى الحدود الإسرائيلية، وهم “حركة النجباء ، فيلق الوعد الصادق، كتائب سيد الشهداء، كتائب الإمام علي”.

وبين أن “الفصائل هذه هي فقط من أرسلت 5 الاف مقاتل متواجدين على حدود الكيان الصهيوني بانتظار الأوامر”.

وبين التميمي أن “قواتنا ليست فقط 5 الاف بل هناك 10 آلاف آخرين بانتظار الالتحاق بأخوتهم المجاهدين”.

 

 

لماذا غضب الصدر؟

الى ذلك اصدر ما يعرف بـ”وزير الصدر” صالح العراقي، المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بيانا غاضبا بسبب اعتصام انصار التيار “قبل صدور التعليمات” على الحدود العراقية- الاردنية دعما لغزة، ووصفهم بـ”الفاسدين”. وبحسب اوساط الصدر، فان سبب غضب الاخير، هو مشاركة عناصر من الفصائل التي يطلق عليها زعيم التيار اسم “المليشيات الوقحة”، في التجمع الذي بدأ منذ 4 ايام. وقال وزير الصدر في تدوينة له على موقع اكس (تويتر سابقاً)، ان “الذهاب الى الحدود العراقية قبل تحديد الموعد من قبل زعيم التيار يعتبر عصياناً وخروجاً عن المركزية”.

واضاف، ان “من يشارك الفاسدين في التجمهر عند الحدود هو ليس من التيار في شيء”. ودعا وزير أنصار التيار الى انتظار التعليمات، التي قال بانها “ستأتيكم لاحقا عبر منصة اكس من الصفحة الرسمية لسماحته حصراً”.

وكان زعيم التيار قد دعا يوم الخميس الماضي، الشعوب العربية والإسلامية إلى القيام باعتصام على الحدود مع فلسطين، احتجاجاً على ما يجري في قطاع غزة ومناصرة الشعب الفلسطيني.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو على الحدود، بدء المعتصمين بنصب الخيم، فيما ردد انصار الفصائل الذين وصلوا الى هناك ايضا الى جانب الصدريين، شعارات مؤيدة لحزب الله اللبناني.

وقال الصدر في كلمة متلفزة “أدعو الشعوب الإسلامية والعربية وكل محبي السلام إلى تجمع شعبي سلمي من جميع تلك الدول، للذهاب من أجل اعتصام سلمي عند الحدود مع إسرائيل من جانب مصر وسوريا ولبنان والأردن من دون أي سلاح، غير الأكفان”. وطالب الصدر بـ”البقاء لحين فك الحصار، ولإيصال بعض المعونات الطبية والغذائية شمال غزة وجنوبها، ولا نمانع بتفتيش المعتصمين من طرف محايد مثل الأمم المتحدة”.

 

 

الفارس المغوار!

سياسيا عاد رئيس الوزراء محمد السوداني، الى بغداد بعد اختتام مشاركته في قمة القاهرة للسلام التي عقدت من اجل الأوضاع في غزة.

وقبل عودته قال السوداني في تغريدة على موقع “اكس” إن “الظلم لا ينتج الأمن والسلام، ومن يريد الاستقرار للمنطقة عليه أن يستمع إلى مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة، وأن يتم إيقاف الاعتداءات على المدنيين في قطاع غزة، قبل كل شيء”. وكان السوداني قد القى كلمة في الاجتماع، اعلن فيها استعداد العراق لتقديم المساعدات لغزة، وفتح المعابر.

ووصفت عصائب اهل الحق، بزعامة قيس الخزعلي، كلمة السوداني بانها (صواريخ مقاومة)، وبان السوداني هو “الفارس المغوار”، بحسب بيان للنائب عن الكتلة حسن سالم.

وكانت مواقع الاطار الشيعي قد زعمت، ان رئيس الوزراء هدد بالانسحاب من قمة القاهرة اذا حضر ممثل عن اسرائيل، كما انسحب من الصورة الجماعية للمشاركين بسبب رفض وقوفه في الصف الثاني خلف أمير قطر تميم بن حمد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى