اخبار العراق

بيت المدى يستذكر الرائد المسرحي جاسم العبودي أول من أدخل طريقة س

 بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، أمس الأول الجمعة، جلسة استذكارا للفنان المسرحي جاسم العبودي، واجمعت كلمات المشاركين في الجلسة على اسهامة العبودي الخاصة في المسرح العراقي من خلال ادخال طريقة “ستانيسلافسكي” في منهجيته واسلوبه الى المسرح العراقي.

مقدم الجلسة، د.سعد عزيز عبد الصاحب، استهل الجلسة بالقول: “اليوم ننفتح على اسم مهم في تاريخ الثقافة والمسرح العراقي، الا وهو المخرج الكبير والتدريسي والاكاديمي والمترجم الراحل جاسم العبودي”.

واضاف، ان “العبودي من مواليد 1925 في الشطرة بمحافظة ذي قار، ودرس في معهد الفنون الجميلة في بغداد وتخرج بامتياز عام 1947 وحصل على بعثة دراسية الى امريكا عام 1948 وحصل على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة عام 1953”.

واشار الى ان “العبودي اسس فرقة المسرح الحر عام 1954 وكان رئيسها الفني حتى عام 1973 ومن اشهر مسرحياته المعروفة “كلهم اولادي” لآرثر ميلر و”حفلة سمر من اجل 5 حزيران” لسعد الله ونوس و”العادلون” لألبير كامو وكثيرة هي المسرحيات التي اخرجها واغلبها من الادب الامريكي”.

وتابع عد الصاحب، ان “الراحل العبودي عين عميدا لمعهد الفنون الجميلة عام 1963 وعميدا لأكاديمية الفنون الجميلة لعامي 1963 و1964 وعين معاون ملحق ثقافي في واشنطن عام 1967 واسس مع الراحل ابراهيم جلال معهد بغداد التجريبي عام 1970 وهذا المعهد انتج مسرحية “المسيح يصلب من جديد” اخراج عوني كرومي 1970″. ولفت الى ان “العبودي عاد الى مهجره الامريكي عام 1979 ومكث هناك حتى وفاته عام 1989 عن عمر ناهز 64 عاما”.

عميد كلية الفنون الجميلة السابق د.عقيل مهدي، قال ان “هذا الرجل الذي اسس بترجمته لطريقة اخراج (ستانيسلافسكي) في المسرح لكي ينقل المسرح من حال الى حال”، مبينا انه “ما ان يذكر اسم العبودي حتى يقتضي منا توظيف منهج المقارنة ما بين اساليب الرواد الكبار لتبيان منظومة طرائقهم ومعاييرهم الابداعية، وما بين مسرح تقليدي ومبتكر تجريبي حديث، وكان ستانيسلافسكي لدينا في المسرح العربي تجريبيا مئة بالمئة، وكانت معالجته تركز على الثقافة والمعرفة والجمال”.

واوضح، ان “العبودي جعل من ستانيسلافسكي ومنظومته منعطفا في المسرح العراقي باتجاه ستراتيجي وتحديثي جمالي خلاق في عروضه المختلفة وفي تدريسه لمحاضراته بعمقها المعرفي واجراء عملية تثاقف، وفي مسرحية “حفلة سمر من اجل 5 حزيران” اشتغلها بمنظور برختي وفيها تغريب وجماليات، هذا الرجل كان بالألسنية راقيا، وكان يقرأ لنا مقاطع لعطيل باللغة الانكليزية”.

من جانبه قال نقيب الفنانين السابق، صباح المندلاوي، ان “العبودي فنان مهم ومخرج محترف، وحين كنا طلابا في اكاديمية الفنون الجميلة اواخر الستينيات اخرج مسرحية “الطريق” واختارنا للعب ادوار ثانوية، وقبل ايام من عرض العمل في قاعة الخلد، لاحظنا تعامله مع الممثل وكانت طريقته خاصة وذكية في تفجير طاقات الممثل، وكان مخرجا معلما ويساهم بالتمثيل لتعليم طلبته”. وتابع، ان “الفترة التي قضيناها معه استفدنا كثيرا وشكلت لدينا انطباعات جميلة جدا عن هذا المخرج الكبير، ودرسنا لمدة شهور عديدة وتعرفنا على الكثير من سيرته الذاتية ومن بينها مرافقته لمحمد مهدي البصير”، لافتا الى ان “العبودي شخصية لا تنسى وترك بصمة قوية في المسرح العراقي، وهذا الاستذكار الذي تقيمه المدى التفاتة جميلة ورائعة”.

بدوره ذكر الاستاذ، بشار طعمة، ان “العبودي لم تكتب عنه الصحافة كثيرا، للأسف، وقد اخرج اكثر من مئة مسرحية خلال مسيرته الطويلة”.

وبين ان “الراحل كان يعتز كثيرا بعراقيته، واخرج العديد من المسرحيات الى دار المعلمين قبل دخوله الى معهد الفنون الجميلة، وكتب العبودي ايضا مجموعة من المسرحيات، واخرج لكلية بغداد اعمالا مسرحية باللغتين العربية والانكليزية، فضلا عن اخراجه اعمال مسرحية للفرقة القومية”.

د.زهير البياتي قال ان “العبودي من الاساتذة الذين يؤكدون على اللغة العربية السليمة وخاصة في المسرحيات التي تكتب باللغة الفصحى والمسرحيات العالمية المترجمة، وكان يؤكد على هذا الجانب المهم، ومازال بعض الممثلين في الوقت الحاضر حينما يلقون الحوار باللغة الفصحى تنتابهم الكثير من الاخطاء اللغوية والقواعدية”.

ونوه الى انه “تأثر بمحمد مهدي البصير ومرافقته له، وتولدت لديه هذه الميزة الجيدة، وايضا كان استاذنا الراحل سامي عبد الحميد يؤكد على جانب اللغة العربية السليمة والجيد”.

واضاف، ان “الميزة الاخرى التي كان يمتاز بها الراحل العبودي، هي الجلسة المنضدية، وكان يطيل بها مع الممثل بحيث ان الممثل لا تفوته الاشياء التي ربما قد يخطئ بها او يتعثر فيها اذا ما صعد الى المسرح خلال تأدية الشخصية، فكان يؤكد خلال هذه الجلسة على فكرة المسرحية وابعاد الشخصيات وبيئة الحدث”. واشار الى ان “العبودي وفي جانب آخر كان يؤكد على الدقة التاريخية، وكان يؤكد ايضا، انه على الممثل ان يتعامل مع مفردات العرض المسرحي وكأنه في الواقع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى