تضامناً مع ضحايا قطاع غزة ..المندائيون في ذي قار يعلقون الاحتفال
ذي قار/ حسين العامل
أعلن مجلس أبناء الصائبة المندائيين في ذي قار الغاء الاحتفال بعيد الازدهار (الدهفة حنينا) تضامنا مع ضحايا قطاع غزة، مؤكدا اقتصار طقوس العيد على الشؤون العبادية.
وقال رئيس مجلس أبناء الصائبة المندائيين في ذي قار، الدكتور سامر نعيم، في حديث لـ(المدى) إن “ابناء طائفة الصابئة المندائيين قرروا تعليق الاحتفال بعيد الدهفة حنينة تضامنا مع ضحايا فلسطين في قطاع غزة”، مشيرا الى ان “طقوس العيد اقتصرت على اقامة الصلوات في المندي (مركز عبادة المندائيين) والتعميد وعمل الثوابات (اللوفاني) على ارواح المتوفين”.
وعن طبيعة العيد وطقوسه قال نعيم إن “الدهفة حنينا يعد احتفالا بازدهار الارض بعد تطهيرها من قوى الشر على يد الملاك (هيبل زيوا) مبارك اسمه”، واضاف ان “طقوس العيد تدخل ضمن الفولكلور المندائي والتراث العراقي القديم وتتميز باقامة مأدبة افطار جماعية تحتوي على الرز واللبن والتمر والبيض والسمن الحيواني (الدهن الحر) وهذه عادة اجتماعية”، مبينا ان “هذه المأدبة لا تقتصر على اليوم الاول من العيد بل يمكن اقامتها في أي يوم من الايام الثلاثة التي يحتفي فيها المندائيون بعيد الدهفة حنينا”.
ويعد عيد (الدهفة حنينا) واحداً من أهم أربعة أعياد سنوية لدى الصابئة المندائيين الذين يبلغ تعدادهم نحو 60 ألف نسمة في جميع أنحاء العالم، والأعياد المندائية هي العيد الكبير “دهوا ربا”، ويوم التعميد الذهبي “الدهفة ديمانه”، وعيد الازدهار “الدهفة حنينا”، فضلاً عن عيد البنجة، كما يحتفل المندائيون سنوياً داخل العراق وخارجه، بثلاث مناسبات دينية أخرى، هي “أبو الفل”، و”أبو الهريس”، و”شيشان عيد”. تشير المصادر المندائية الى ان (الدهفة حنينا) يأتي في الثامن عشر من شهر (تورا) المندائي، ويسمى احيانا (عيد الازدهار). فكلمة دهفة في اللغة المندائية تعنى مناسبة اما كلمة حنينا فتعني الازدهار، والعيد هو عيد الازدهار كون الحياة قد دبت في الارض في مثل هذا اليوم وازدهر العالم المادي بحسب الاعتقاد المندائي.
الا ان رجال الدين المندائيين غالبا ما يفضلون إطلاق تسمية عيد الانتصار على الدهفة حنينا كون الملاك (هيبل زيوا) انتصر في مثل هذا اليوم على قوى الشر في العالم السفلي وتمكن من تقييدها واخضاعها لطاعة الخالق بعد سيطرته على اسرارها المتمثلة (بالسكين دولة)، وبهذا مهد لتصلب الارض وهيئها لازدهار الحياة.
ويحتل الاحتفاء بالدهفة حنينا الذي يستمر ليوم واحد بحسب التعاليم الدينية وثلاثة ايام بحسب الطقوس الاجتماعية، موقعاً خاصاً في نفوس المندائيين سواء من الناحية الدينية او الاجتماعية حيث يعد فرصة للتواصل الاجتماعي وزيارة العوائل المتعففة من ابناء الطائفة وتقديم الدعم المادي والاغذية المختلفة، كما يحرص المندائيون في مثل هذه المناسبة على تقديم التعازي للأسر التي فقدت احد افرادها في الايام التي سبقت العيد. وتبدأ الاستعدادات (للدهفة حنينا) منذ ساعات الفجر الاولى اذ يؤدي المندائيون الصلاة وقراءة الادعية والتراتيل الدينية ولا سيما دعاء الرحمة (نياني رهمي) كما يقومون بالإعداد والتحضير لمأدبة جماعية في المندي يقدمونها كوجبة فطور بعد شروق الشمس. كما يتهيؤون لطقوس التعميد التي تعتبر طقسا دينيا رئيسا لتطهير النفس والجسد.
وفي يوم (الدهفة حنينا) يأخذ الصابئة المندائيون ومنذ ساعات الصباح الاولى بالتوافد على مركز عبادتهم (المندي) وهم يرتدون ملابسهم الدينية البيضاء (الرسته) التي تتكون من خمس قطع هي (الكسويا – القميص) و(الشروال – السروال) و(البرزنقا- العمامة) و(النصيفة – الوشاح) و(الهميانة – الحزام) وهذه الأخيرة عبارة عن حزام من الصوف يتكون من 61 خيطا وهو أقدس جزء في الرسته.
ويؤدي الصابئة المندائيون طقوس التعميد (الارتماس في الماء) في المناسبات الدينية وايام الاحاد فقط وبحضور رجل دين بدرجة (ترميذة) على اقل تقدير. كما يعتبر يوم الاحد من أقدس الايام في الديانة المندائية فهو يوم تكوين الخليقة وهو اول ايام الاسبوع المندائي.