جفاف الأهوار يهدّد 150 ألف شخص بالعطش في ذي قار
حذر الاهالي في قضائي الاصلاح وسيد دخيل التابعين إلى محافظة ذي قار من تفاقم تداعيات ازمة المياه والجفاف في الأهوار، فيما اشاروا الى ان 150 ألف نسمة باتوا مهددين بالعطش.
ونظم الاهالي في قضاء الاصلاح (45 كم شرق الناصرية) تظاهرة مطلبية شارك فيها المئات من المواطنين للمطالبة بتوفير المياه وانقاذ السكان المحليين من زحف الجفاف على مدن الاهوار.
وكانت مديرية ماء ذي قار قد اعلنت منتصف الأسبوع الماضي، عن توقف العمل في عدد من مجمعات الماء إثر انخفاض مناسيب المياه.
وقال مدير ماء ذي قار باسم جار الله إن “عددا من مجمعات الماء في اقضية الإصلاح وقلعة سكر ومشاريع ناظم البدعة خرجت عن الخدمة بسبب جفاف وانخفاض مناسيب الأنهر”.
وأضاف جار الله، أن “هناك تنسيقا مع مديرية الموارد المائية بصدد معالجة الازمة؛ كونها الجهة المعنية بإدارة مصادر المياه”.
من جانبها تحدثت مديرية الموارد المائية في ذي قار عن اجراءات ميدانية عاجلة لمعالجة شح المياه في قضائي سيد دخيل والإصلاح.
وذكرت المديرية في بيان أن “المديرية شكلت لجاناً مشتركة لمعالجة شحة المياه عبر ازالة التجاوزات واتخاذ اجراءات قانونية بحق المتجاوزين”.
وأكد البيان، “تواصل العمل لفتح الاختناقات التي تعيق مجرى الانهار والجداول لتأمين وصول الحصة المائية المقررة للمناطق التي تشكو الشحة”.
وتؤكد مصادر محلية أن “معالجات دوائر الموارد المائية غير كافية كون المشكلة الاساسية ناجمة عن انخفاض كبير في معدل الاطلاقات المائية في الانهر الرئيسة”.
وأكدت المصادر، أن “150 ألف نسمة من سكان قضائي الاصلاح وسيد دخيل باتوا مهددين بالعطش”.
وأشارت، إلى “فقدان الكثير مصادر رزقهم في مجال صيد الاسماك وتربية الجاموس والزراعة وغيرها من الاعمال والحرف اليدوية التي تعتمد على نباتات القصب والبردي”.
وذكرت مناشدة تقدم بها اهالي قضائي الاصلاح وسيد دخيل الى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، “نطرح عليكم مشكلتنا التي تتمثل بمعاناة محافظة ذي قار بشكل عام وقضائي الاصلاح وسيد دخيل بشكل خاص والبالغ تعداد نفوسهما (150 ألف) نسمة”.
ولفتت المناشدة التي جاءت في عريضة إلى “انقطاع الماء عن القضاءين منذ اسبوع كامل وعدم وجود حتى مياه للشرب في شط ابو لحية ومناطق الاهوار”.
ونوهت العريضة، إلى أن “هذا الامر حدث رغم المناشدات والاتصالات بمحافظ ذي قار وكذلك وزارة الموارد المائية في وقتها حيث أصبحنا بين دوامتين وكل شخص يحولنا على الآخر ولم نحصل على اية نتيجة”.
وتواصل، أن “الزراعة والثروة الحيوانية انعدمت اليوم في الاصلاح وسيد دخيل وبدأت العوائل بالهجرة وانتشرت أمراض الكوليرا والاسهال وغيرها بين المواطنين”.
وأشارت المناشدة، إلى أن “الأهوار التي دخلت ضمن لائحة التراث العالمي قد اختفت اليوم وبعد كل هذه المعاناة لم يأت الينا لا وزير ولا محافظ وكأن الامر لا يعنيهم وكأننا لسنا عراقيين”. ولفتت، إلى أن “هذا الوضع أدى لارتفاع معدلات الفقر وقد يؤدي الى انتشار الفوضى العارمة في تلك المناطق”.
وخلصت المناشدة إلى الطلب، بـ “انقاذ ما يمكن إنقاذه قبل قوات الأوان وموت قسم كبير من الشعب في الاصلاح وسيد دخيل”.
وقال قائممقام قضاء الجبايش الاسبق بديع لبنان الخيون إن “معالم الاهوار اختفت تماماً ونباتاتها جفت واسماكها ومواشيها نفقت واخذ التصحر يزحف بقوة على معظم مناطقها”.
وأضاف الخيون، عضو اللجنة المشرفة على الحملة الوطنية لإنقاذ الأهوار العراقية، ان “معظم الصيادين ومربي الجاموس والحرفيين فقدوا مصدر رزقهم وهؤلاء يشكلون ثلث سكان مناطق الاهوار”.
وأشار، إلى أن “فقدان هذه الشرائح الاجتماعية لفرص عملها رفع من معدلات البطالة في مناطق الاهوار الى معدلات تتجاوز الـ 60 بالمئة بين السكان المحليين”، مؤكداً “نزوح المئات من الصيادين ومربي المواشي”.
وخلص الخيون، إلى أن “جفاف الاهوار انعكس سلبا على مجمل الاوضاع الاقتصادية للسكان المحليين الذين اخذوا يفقدون قدرتهم الشرائية”. يشار إلى أن رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار حسين آل رباط ذكر في حديث سابق أن “ازمة المياه الحقت الاضرار بـ 80 بالمئة من الاراضي والمحاصيل الزراعية واشجار النخيل”.
وأشار آل رباط، إلى “تضرر المغروسات والمحاصيل الزراعية وبساتين النخيل بصورة كبيرة بسبب ازمة وشح المياه”.
وأضاف، أن “الاراضي الزراعية اخذت بالتصحر والاوضاع المعيشية للفلاحين وسكان الريف، الذين يشكلون أكثر من نصف المجتمع في المحافظة، باتت متردية وفي اسوأ حال”.
ونوه آل رباط، إلى أن “التصحر زحف حتى على البساتين التي كانت تضم انواعا جيدة جداً من امهات النخيل”.
ومضى آل رباط، إلى “نفوق آلاف من رؤوس الماشية في المناطق الريفية التي طالها الجفاف ولاسيما مناطق الاهوار المركز الرئيس لتربية الجاموس في العراق”.
ذي قار/ حسين العامل