تكنولوجيا

جوجل تنسحب في اللحظة الأخيرة من رعاية مؤتمر التكنولوجيا التابع للجيش الإسرائيلي

وفي تطور مفاجئ، سحبت شركة جوجل رعايتها لمؤتمر “تكنولوجيا المعلومات للجيش الإسرائيلي” الذي عقد في إسرائيل في 10 يوليو/تموز الماضي. يجمع هذا الحدث السنوي العديد من شركات التكنولوجيا الرائدة لدعم الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية في الولايات المتحدة وقطاع غزة ومناطق أخرى.

ورغم رعاية جوجل للمؤتمر في السابق، إلا أن هذا العام شهد غيابه غير المتوقع في اللحظات الأخيرة، خاصة بعد الضغوط الأخيرة بسبب مشروع “نيمبوس” بين الشركة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، بحسب تقرير جديد عن ” موقع اعتراض.

وقد استقطب هذا المؤتمر مجموعة متنوعة من شركات التكنولوجيا العالمية، وكان من بين الحضور أسماء بارزة مثل نوكيا وديل وكانون. ويهدف هذا الحدث في المقام الأول إلى تحسين القدرات التكنولوجية للجيش الإسرائيلي، وهي رسالة أكدها عرض أحد الجنرالات، وربط الصراعات الماضية بالأنشطة العسكرية المستقبلية للجيش.

الانسحاب المفاجئ

وكانت جوجل راعيًا بارزًا لهذا الحدث على مدار العامين الماضيين، حيث تتوافق هذه الشراكة مع مشاركة الشركة في مشروع “Nimbus”، وهو عقد مشترك بقيمة 1.2 مليار دولار مع أمازون يهدف إلى تطوير الحوسبة السحابية داخل الحكومة الإسرائيلية. القطاعات، كما تقول القصة الرسمية للشركة.

ورغم هذه المشاركة التاريخية، قبل أيام من انعقاد المؤتمر، تمت إزالة شعار جوجل من موقع الحدث دون توضيح، وعندما تم سؤال منظمي المؤتمر عن ذلك، زعموا أنهم لا يعرفون شيئا عن رعاية جوجل المزعومة، وأعطوا إشارة إلى أن الشركة ربما تم تضمين الشعار وشرحه عن طريق الخطأ. وقال المتحدث الرسمي لموقع “404 ميديا”: “من الممكن أننا استخدمنا شعارهم عن طريق الخطأ، لكن على حد علمي أنهم ليسوا من الرعاة. “.

لكن خلافًا لهذه القصة، أشارت الوثائق التي اطلعت عليها The Intercept إلى أن شركة Google أُدرجت بالفعل كراعي مشارك في مخططها الرسمي، بالشراكة مع CloudEx، وهي شركة استشارية إسرائيلية للحوسبة السحابية.

ومما زاد من الجدل، كشفت صور للحدث وجود مربع مطلي بشكل واضح على إحدى واجهات المؤتمر، مما يشير إلى محاولة مسح شعار جوجل. ومع ذلك، فإن الصور الرسمية للمؤتمر، والتي تم نشرها في ألبوم عام واستعرضتها The Intercept، تشير إلى أن علاقة Google بالمؤتمر قد تم محوها قبل أن تبدأ. لكن لم توضح جوجل ولا منظم المؤتمر شعار الجهة التي تم حظرها.

نشطاء محليون وعاملون في مجال التكنولوجيا يحتجون على عقد Google وAmazon’s Project Nimbus مع الجيش والحكومة الإسرائيلية، خارج مؤتمر Google Cloud Next في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة، 29 أغسطس 2023. رويترز/لورين إليوت
انسحاب جوجل المفاجئ جزء من اتجاه أكبر للشركات التي تبتعد عن الحرب في قطاع غزة (رويترز)

الاستخدام العسكري لـ “نيمبوس”.

ويشير التقرير إلى أن انسحاب جوجل المفاجئ يعتبر جزءا من اتجاه أكبر للشركات التي تنسحب من الحرب في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 40 ألف فلسطيني. ويأتي هذا القرار أيضًا في أعقاب اعتراضات داخلية في جوجل على مشروع “Nimbus”، والذي أدى إلى فصل أكثر من 50 موظفًا في أبريل الماضي بسبب احتجاجهم أمام مكاتب الشركة.

وتمحورت الانتقادات التي تلقاها هذا المشروع حول تطبيقاته العسكرية لصالح الجيش الإسرائيلي، إلا أن جوجل حاولت التقليل من أهمية هذا الموضوع ونفي تورطه في العمليات العسكرية، رغم وجود أدلة تثبت عكس ذلك، كما أشار تقرير “الاعتراض”.

وكان من أبرز أحداث هذا الحدث عرضاً قدمه أحد القادة حول استخدام الجيش الإسرائيلي للمنصات السحابية خلال الحرب على غزة. وسلطت الضوء على دور “Google Cloud”، قائلة إن المحاضرة اللاحقة أشارت أيضًا إلى أن شراكة Google مع CloudX تضمنت العمل بشكل وثيق مع وزارة الدفاع في العديد من المشاريع السحابية.

كما حصلت شركة Comet، وهي موزع آخر للحوسبة السحابية، مؤخرًا على لقب “شريك مبيعات Google Cloud لعام 2024 في إسرائيل” لعملها في تنفيذ مشروع “Nimbus”، وروجت في المؤتمر لبرمجياتها لإدارة المعارك على ساحة المعركة، بحسب التقرير.

وفي مايو الماضي، كشف تقرير على موقع The Intercept أن مشروع Nimbus يتطلب من اثنتين من أبرز الشركات المصنعة للأسلحة الإسرائيلية، Israel Aerospace Industries وRafael، استخدام خدمات الحوسبة السحابية من Google وAmazon في عملهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى