حرب غزة: “متى ستحاسب إسرائيل على حربها الظالمة في غزة؟” – لوس أنجلوس تايمز
لا تزال الحرب في غزة ولبنان تتصدر اهتمام الصحف العالمية، وكذلك التأثير المحتمل للصراع الإسرائيلي الإيراني على دول غرب آسيا، وما إذا كان مصطلح “الشرق الأوسط الجديد” يبدأ من لبنان.
البداية من صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، ومقال للكاتب داوود كتّاب يتساءل فيه “متى ستحاسب إسرائيل على الحرب الظالمة التي تشنها على غزة؟”
يقول الكاتب إن الحرب “التي شنتها إسرائيل والتي دمرت غزة والضفة الغربية ولبنان قد كشفت عن انقسام خطير في مفهوم حقوق الإنسان، وأن السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023 يعلمنا أن ليس كل الأرواح مهمة ولا كل الدول تُحاسب على أفعالها”.
ويرى الكاتب أن الكثير من الدول التي تتحدث عن حقوق الإنسان قد استجابت “بشكل غير متساوٍ لمقتل واعتقال المدنيين والمقاتلين الإسرائيليين مقارنة بمقتل المدنيين والمقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين”، مستشهداً بحادثة “البيجر” في لبنان، إذ يقول: “تفخيخ إسرائيل للهواتف المحمولة وأجهزة النداء التي توزعتها حزب الله حظى بموافقة كبيرة”.
ويقول كُتّاب: “لقد تم فضح واشنطن وحلفائها بسبب معاييرهم المزدوجة. من ناحية، يرفضون احتلال أوكرانيا ويفرضون عقوبات على روسيا، ومن ناحية أخرى، يزودون المحتلين الإسرائيليين بالأسلحة!”
كما يوازن الكاتب بين مواقف بعض وسائل الإعلام، فذهب للحديث عن “إدعاءات بأن حركة حماس نفذت عمليات اغتصاب منهجية” روّجت لها وسائل إعلام، بينما يرى أن تلك الوسائل الإعلامية لم تبدِ اهتماماً لما يصدر عن ارتكاب إسرائيل “هجمات، بما فيها الاغتصاب، على المعتقلين الفلسطينيين”.
ويضيف: “ومن عجيب المفارقات أنه في حين لا تزال واشنطن وحلفاؤها يدعون إلى مفاوضات حول حل الدولتين، يتفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “بإحباط” هذا الهدف لعقود من الزمان. وتريد إسرائيل من زعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يتعاون معها في القضايا الأمنية، لكن قبل أسابيع فقط، منعت الحكومة الإسرائيلية الرئيس عباس حتى من دخول قطاع غزة”.
وتطرّق الكاتب إلى الموقف الحقوقي الأممي تجاه الحرب بالقول “إن المنظمات القانونية الدولية وجماعات حقوق الإنسان والمحتجين في جميع أنحاء العالم – وخاصة في الجامعات في الولايات المتحدة – أظهروا دعمهم لآلاف الضحايا المدنيين للحرب في غزة وشعب فلسطين”.
ولفت إلى ضرورة أن تبذل واشنطن وحلفاؤها المزيد من الجهود “لوقف العدوان المتواصل الذي تمارسه إدارة نتنياهو”، محذراً من تداعيات هذا الوضع على الاستقرار الإقليمي والدولي.
واختتم مقاله بالدعوة إلى “إنهاء الحرب؛ حتى يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون ذات يوم من العيش في سلام، كل في بلده المعترف به”.
“الشرق الأوسط الجديد لا يبدأ من لبنان”
ننتقل إلى صحيفة “إنبندنت عربية”، حيث يرى الكاتب رفيق خوري أن “ما بين إيران وإسرائيل ليس حرباً بمفهوم الحرب المباشرة بل تبادل قصف موسمي”.
وفي مقاله الذي جاء بعنوان “الشرق الأوسط الجديد لا يبدأ من لبنان” يقول الكاتب إن “آلة القتل والدمار الإسرائيلية التي اجتاحت غزة ولبنان لم تدفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الانخراط المباشر في الصراع. وعلى الرغم من الدعم الذي تقدمه طهران لحركات مثل حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله وأنصار الله الحوثيين، لم تُبادر إسرائيل إلى مهاجمة العمق الإيراني”.
ويستنتج الكاتب أن الوضع الحالي يُظهر “وجود ضابط” أمريكي يضبط تحركات إسرائيل، بينما “تسعى إيران لتجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة”.
ثم يسترجع الكاتب تاريخ مصطلح “الشرق الأوسط الجديد” الذي يعود إلى شمعون بيريز، وحرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وما نادى به المرشد الإيراني علي خامنئي على أن يكون بقيادة إيران، بحسب سرده.
ويقول: “تغيير الشرق الأوسط لا يبدأ من لبنان والحرب فيه ولا من غزة والحرب فيها، بل ينتهي في غزة ولبنان. هو يبدأ لا من حرب نتنياهو لضرب قوة حزب الله بعد ضرب قوة حماس في غزة، بل من التغيير في إيران وإسرائيل وتركيا”.
ويرى رفيق خوري أن “العامل المهم في الشرق الأوسط الجديد هو عودة الدور العربي بقوة”، مبرّراً أن “المشهد الحالي في المنطقة هو الصراع الإقليمي أو التنافس بين إيران وإسرائيل وتركيا على النفوذ والدور في العالم العربي، وهذا ضد طبائع الأمور مهما تكن موازين القوى”.
ويختم الكاتب المقال برؤيته لـ”الشرق الأوسط الجديد” أنه “شرق يولد من خارج الحروب، شرق تنمية وتكنولوجيا وتعليم عال جيد وذكاء اصطناعي وتطلع إلى المستقبل”.
“دول غرب آسيا منقسمة”
نختتم هذه الجولة الصحفية بمقال نشره موقع “فيرست بوست” العالمي يسأل فيه كاتبه عن تأثير مساعي إسرائيل لتحقيق النصر على دول غرب آسيا.
وبعد أن يستعرض مراحل الحرب حتى اليوم، يرى الكاتب أن “دول غرب آسيا منقسمة، وتتبنى إما نهجاً تصالحياً أو متشدداً تجاه إسرائيل سعياً لتحقيق مصالحها الوطنية”.
ويقول: “اختارت السعودية والإمارات الالتزام بالعملية الجيوسياسية التي بدأت منذ توقيع اتفاقيات أبراهام في 2020. هناك إجماع عام على ضرورة تحقيق سلام دائم في المنطقة من خلال ضمان سيادة فلسطين عبر حل الدولتين”.
أما عن موقف الولايات المتحدة والغرب فيراه الكاتب ثابتاً من خلال “تقديم الدعم الحازم لإسرائيل للدفاع عن نفسها”، وقال: “أكد كل من جو بايدن وكامالا هاريس على أهمية السلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بينما يتعاملان بحذر مع الصراع، الذي قد يؤثر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية الشهر المقبل”.
تعد الصين وروسيا داعمين حازمين لإيران، بحسب الكاتب، الذي يقول “في حين أن بوتين مقيد بتأثيره على الأحداث في غرب آسيا بسبب تورطه في أوكرانيا، تمكنت الصين من تحقيق تقدم كبير في المنطقة”.
ويرى الكاتب أن الصين تمتلك “تأثيراً كبيراً”، مشيراً إلى دورها في “إحداث التقارب بين إيران والسعودية وحماس وفتح. ورغم انتقادها لإسرائيل، فقد تجنبت الصين الانخراط المباشر في سعيها لتحقيق مصالحها الاستراتيجية”.
أما الهند فيرى الكاتب أن مصالحها “عميقة” في المنطقة، وأنها تحافظ على علاقات وثيقة مع إيران وإسرائيل ودول الخليج. وأضاف: “قدمت نيودلهي دعمها للأصوات المعتدلة لمنع تفجر الصراع بين إسرائيل وإيران، كما دعمت لحل الدولتين من أجل سلام دائم في غرب آسيا”.