ذي قار ممتعضة من “الدعاوى الكيدية” والاعتقالات وحراك لمنع إراقة الدم
متابعة/ المدى
يحبس النشطاء والعديد من المحتجين أنفاسهم في محافظة ذي قار، وذلك على خلفية أوامر قبض واعتقالات وتهديدات، بالإضافة إلى تصريح صادر عن قائد شرطة المحافظة الجديد اللواء نجاح العابدي، وصف فيه المتظاهرين بـ”الظلاميين والمجرمين”، وهو ما خلف وراءه موجة غضب وردود أفعال اتهمته بـ”استهداف متظاهري تشرين 2019″.
والثلاثاء الماضي، صرح العابدي، بوجود أكثر من 4 آلاف أمر قبض بحق أشخاص قال إنهم “متهمون بجرائم أدناها الاحتيال”، وهي معطلة منذ سنوات.
وتمكنت القوات الأمنية، من القبض على أكثر من 300 متهم، خلال ثلاثة أيام فقط، بينهم مستشار المحافظ لشؤون الجرحى والشهداء، علي مهدي عجيل، استجابة لدعوى قضائية كانت قد رفعت ضده خلال فترة التظاهرات التي شهدتها المحافظة عام 2019. ما يدلّ على التوجّه نحو تفعيل أوامر القبض التي اتهم فيها المحافظ وقائد الشرطة بشنّ “حملة اعتقالات ضد محتجي تشرين”.
وأفاد مصدر أمني في شرطة ذي قار، الإثنين الماضي، بأنه “تم اعتقال علي مهدي عجيل في دائرة مكافحة الإرهاب، على خلفية الدعاوى التي كانت قد طالت بعض المتظاهرين، في حين كان عجيل قد شارك في تلك التظاهرات بساحة الحبوبي وسط الناصرية”.
ويقول متظاهرون من المحافظة إن “معظم الدعاوى التي يتحدث عنها قائد الشرطة، هي كيدية، وتستهدف الانتقام من محتجي تشرين”.
ومنذ أيام تشهد ذي قار تصعيداً أمنياً بسبب قرار تفعيل أوامر القبض المجمدة، ومن المفترض أن تخرج تظاهرات خلال اليوم الجمعة لرفض هذا الأمر، إذ أكد النائب داود العيدان، اليوم الجمعة، وجود حراك برلماني لـ”منع إراقة دماء المتظاهرين، مع دعمهم لـ “فرض القانون ضد المجرمين والخارجين عن القانون تحت أي مسمى”.
وقال العيدان، إنه “حتى هذه الساعات الأخيرة نتابع كل أحداث المحافظة ونتواصل مع جميع الأطراف من السلطات القضائية والقيادات الأمنية والمتظاهرين للوصول إلى حلول تسهم في التهدئة”، مستدركاً: “إلا إننا تفاجأنا بتصعيد على مستوى الشارع الذيقاري بين القوات الأمنية والمتظاهرين، وقدمنا خلال زيارتنا كلجنة نيابية عدة تحذيرات مهمة لكلا الطرفين تضمنت الالتزام بالتوجيهات الصادرة من المراجع الأمنية العليا وعدم استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي ضد المتظاهرين كون التظاهر حق مشروع كفله الدستور. وأكدنا على المتظاهرين الالتزام بالتظاهر السلمي ومنع الفرصة أمام المندسين لخلق أي فوضى داخل ساحات التظاهر”.
وأضاف: “من هذا المنطلق نحمل القيادات ومراجعها الأمنية مسؤولية تأمين ساحة التظاهر، وحماية المتظاهرين، ومنع إراقة الدماء والتعرض للمتظاهرين”، مشدّداً: “في حال أي تعرض ضدهم تتحمل القيادات المسؤولية الكاملة، وستتابع اللجنة النيابية الوضع بشكل تفصيلي، وتقدم تقاريرها بشكل يومي لرئاسة مجلس النواب العراقي”.
عضو مجلس النواب العراقي، غزوان علي محمد المنشد، ندد أيضاً بالأحداث الدائرة في ذي قار، معرباً عن استيائه الشديد من وصف قائد شرطة ذي قار المتظاهرين بـ “الظلاميين”، ومحمّلاً قائد الشرطة القوات الأمنية المسؤولية الكاملة عن “إراقة أي قطرة دم”.
قال المنشد: “استمعنا قبل قليل إلى تصريح غير مسؤول من قائد شرطة ذي قار الحالي، الذي وصف أبناء ذي قار بالظلاميين. ونقول له إن فضل أبناء ذي قار المضحين بدمائهم غير محدود، وإن فضلهم في تطور البنى التحتية وإدخال المشاريع إلى المحافظة ما هو إلا من جهودهم، كذلك استمرارهم بتثبيت الأمن في المحافظة عن طريق الحفاظ على السلمية وعدم جر التظاهرات إلى العشوائية والتخريب، هم حريصون على أن تكون مدينتهم بأكمل وجه”.
وأضاف: “لابد للقيادة أن تمتلك روح الأبوية لا سياسة الكيل بمكيالين والتعامل مع تطبيق القانون بنفَس واحد لا بمزاجية وانتقائية، بالأخص مع المبتزين وسراق المال العام والانتهازيين ممن يحيكون المؤامرات على هذه المحافظة والعبث بأمنها”، محمّلاً “قائد شرطة ذي قار والحكومة المحلية مسؤولية إراقة أي قطرة دم في المحافظة أو الدفع بإتجاه إثارة الفوضى”، ومؤكداً: “لن نقبل بالسكوت عن ذلك إن حصل”.
ودعا المنشد “رئيس الوزراء محمد شياع السودانس إلى تولي زمام إدارة محافظة ذي قار من موقع أدنى، ذلك للحفاظ على الهدوء الذي كانت عليه المحافظة خلال الفترة السابقة، ومتابعة العمل بصورة أدق وتفويت الفرصة على من يريد العبث بأمن المحافظة”.
وكان لقائمقمام قضاء الناصرية، منير البكاء، موقف من الأحداث الدائرة في محافظته، عبر عنه في بيان، اليوم الجمعة، وتوجه في إلى قائد شرطة ذي قار قائلاً: “استمعت لرسالتك التي كان من الأجدر أن يكون فحواها التهدئة، ولكن للأسف لم أجد فيها غير التهديد والوعيد بما تسميهم مجرمين وتناسيت أن القضاء الموقر هو من يحدد المجرم من البريء”.
وأضاف: “أشد على يدك بالتعامل مع المجرمين بكامل صنوفهم، لكن من يدعون للتظاهر غداً ووصفتهم بـ (الظلاميين) أعرف معظمهم جيداً، كثيرا ما استعنا بهم لتهدئة المدينه وكثيراً ما وقفوا داعمين ومساندين لأبناء هذا المدينة التي كتب عليها أن نكون أنا وأنت ضمن قياداتها ومديريها، كما أن آخر سنوات بقيادة الأخ اللواء مكي شناع الخيكاني المحترم أوصلت المدينة إلى بر الأمان وأوقفت التظاهر، ما عدا الخريجين الذين يطالبون الحكومة المركزيه بالتعيين والمطالبين بقطع الأراضي لم نرى الذين تكلمت عنهم في رسالتك”.
وتابع: “أدعوك أن تتصفح سجل هذه المدينة جيداً، لم يكتب بتاريخها التهديد والوعيد وهولاء أبناؤنا واخوتنا وجيراننا ومعارفنا وعلاقتنا. فنحن أبناء المدينة المسالمين لا نرغب بأن نرى ولو سيل قطرة دم واحدة. كذلك ادعوك ناصحاً أن تترك سيف التهديد والوعيد وأن تتمسك برجاحة العقل وتتعامل مع أبنائك برحابة الصدر وعقل الأب وحكمة الكبير”.
ومن المنتظر أن تشهد مدينة الناصرية تظاهرة احتجاجية، اليوم، احتجاجاً على قرار قائد شرطة ذي قار بتفعيل آلاف أوامر القبض بحق مواطنين ثُبتت عليهم التهم إبان تظاهرات تشرين عام 2019.
وخاطب عضو مجلس محافظة ذي قار، أحمد غني الخفاجي، المتظاهرين بالقول إنه “توصلنا إلى حلول للأزمة ستخمد نار الفتنة في ذي قار وبجهود رئيس مجلس المحافظة وبعض الأخوة أعضاء المجلس، سنعلنها بعد قليل”، مضيفاً: “أرجو ضبط النفس والتحلي بأعلى درجات السلمية”.
المصدر: وكالات