“زعيم اليسار الإسرائيلي: لا يمكننا حل جميع المشاكل بالقوة” – فايننشال تايمز
في جولة الصحف لهذا اليوم، نطالع أبرز التحليلات والمقالات المعنية بالحرب الدائرة في غزة وتأثيرها على مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ونتناول كيف تأثر القطاع التعليمي في إسرائيل بعد قرابة عام من اندلاع الحرب.
ونستهل جولتنا من صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، التي أجرت مقابلة مع رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، اللواء احتياط، يائير غولان، طرح خلالها رؤية بديلة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
يقول غولان إن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول “عزز قناعته بضرورة إيجاد حل دائم للصراع على أساس حل الدولتين”.
وفي يوم الهجوم، قاد غولان سيارته نحو الجنوب حيث أنقذ ستة من الناجين من ساحة مهرجان نوفا الموسيقي، وفق الصحيفة، وبهذا الصدد يقول اللواء احتياط إن ما رآه حينها عزز من تصميمه على “المضي قدماً، وعدم تأجيل هذه القضية التي تعتبر حاسمة جداً لقدرتنا على البقاء في هذه المنطقة”.
ويوضح يائير غولان أن الخيار الوحيد لهذا الصراع هو إما “الانفصال عن الفلسطينيين أو ضم أراضيهم”، والضم بالنسبة له يعني أن “إسرائيل لن تكون دولة ديمقراطية بعد الآن”.
ولا تحظى أفكار غولان بشعبية في إسرائيل هذه الأيام، خاصة في ظل تراجع القوى اليسارية تحت حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجنوح المجتمع نحو اليمين، وقد وجد استطلاع للرأي أجراه مركز بيو في أبريل/نيسان الماضي، أن 19 في المئة فقط من الإسرائيليين اليهود يعتقدون أن التعايش السلمي مع دولة فلسطينية مستقلة ممكن، وهي أدنى نسبة منذ أن بدأ مركز بيو بطرح هذا السؤال في عام 2013، وفقاً للصحيفة.
وفي يوليو/تموز الماضي، أسس غولان حزب الديمقراطيين الجديد من خلال دمج حزبي العمل وميرتس اليسارين، في محاولة لإحياء حظوظ المعسكر التقدمي في إسرائيل.
ويوضح غولان أن حزب الديمقراطيين “يركز أكثر على مسألة الأمن”، ويقول إن “اليسار الجديد في إسرائيل سوف يوفر الأمن الحقيقي للبلاد، وهذا يعني أننا نعرف من ناحية كيفية استخدام القوة، وفي الوقت نفسه ندرك أننا لا نستطيع حل جميع المشاكل بالقوة”.
وفيما يخص الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله، يقول غولان “علينا أن نتحمل مخاطر خوض مواجهة أوسع نطاقاً مع حزب الله، إن الوضع الحالي أمر غير مقبول على الإطلاق”.
ويرى غولان أن حل الدولتين هو “الهدف الأساسي”، لكنه يعتقد أنه “يحتاج إلى سنوات من العمل، وأن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على الضفة الغربية وقطاع غزة إلى أن يتم بناء الثقة مع الفلسطينيين”.
ويشير غولان إلى أن مفتاح “اليوم التالي” في غزة هو “خلق بديل مستدام لحماس يشمل السلطة الفلسطينية وبدعم من الدول العربية المعتدلة”، مؤكداً على “أهمية إعادة بناء اقتصاد غزة كجزء من عملية التعافي”.
ويرى غولان أنه “يجب على إسرائيل أن تبدأ عملية انفصال مدني عن الفلسطينيين، من شأنها أن تمنحهم استقلالية اقتصادية أكبر”.
ويضيف أنه “يجب على إسرائيل أيضاً أن تحدد حدودها بوضوح، بما في ذلك المستوطنات التي سيتم إخلاؤها وتلك التي سيتم الاحتفاظ بها”.
ويختم غولان بالقول “إذا كنا نريد وطناً للشعب اليهودي، وديمقراطية، في جميع أنحاء الأرض المقدسة – فهذا أمر مستحيل، علينا أن نختار اثنين من الثلاثة، وأنا أختار وطناً للشعب اليهودي وديمقراطية قوية نستطيع بهما الحفاظ على مصيرنا”.
“بيبي يريد مزيداً من الدم بدل القليل من السياسة”
وفي صحيفة العرب نطالع مقالاً للكاتب اللبناني خيرالله خيرالله بعنوان “بيبي يريد مزيداً من الدم بدل القليل من السياسة”.
يبدأ الكاتب مقاله بالقول إن الجهود الكبيرة التي يبذلها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لوقف الحرب في غزة “كشفت أن لا صوت يعلو في إسرائيل على صوت بنيامين نتنياهو”.
ويوضح الكاتب أن هناك “معركة كسر عظم” بين نتنياهو، المعروف باسم بيبي، وبايدن الذي يمتلك نقطة قوة وحيدة في أنه لم يعد مرشحاً للرئاسة وصار بإمكانه انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي من “دون خوف من ارتداد ذلك عليه شخصياً في الداخل الأمريكي”.
وعلى الرغم من ذلك، يرى الكاتب أن بايدن لا “يمتلك حرية وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر، كما لا يستطيع تجاهل أن عليه مراعاة وضع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، نائبته الحالية”.
ومن وجهة نظر الكاتب فإن انتقاد بايدن الأخير لنتنياهو “غير كافٍ”، إذ لا يمكن إسقاط حكومة نتنياهو إلا بضغط داخلي متزايد، بحسب خيرالله.
ويرى الكاتب أن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي “قدرة كبيرة على المناورة بفضل أحزاب اليمين الإسرائيلي، التي تعلم أن انفراط عقد حكومته يعني خروجها من السلطة”.
وبحسب خيرالله فإن “أخطر ما في الأمر عندما قرر نتنياهو حرمان حماس من استخدام ورقة الرهائن الإسرائيليين، بمن في ذلك الذين يحملون الجنسية الأمريكية، وهذا خروج عن السياسة الإسرائيلية التقليدية التي تضع إنقاذ الرهائن في مقدمة الأولويات”.
ويرى الكاتب أن “سعي نتنياهو إلى متابعة الحرب في غزة وتوسيعها ليس سوى محاولة لتنفيذ خطة مستحيلة تتمثل في تصفية القضية الفلسطينية”.
وفيما يتعلق بمعبر فيلادلفيا الذي يصر نتنياهو على الاحتفاظ بالسيطرة عليه، يقول الكاتب إن “ثمة حاجة إلى موقف عربي جدي يتحلى بمقدار كبير من الشجاعة ويرفض بقاء المنطقة تحت رحمة التطرف والمتطرفين، ومن واجب العرب الذهاب إلى التعاطي مع الواقع بما يضمن العودة إلى السياسة”.
ويعتقد الكاتب أن “وجود خطة واضحة ذات تفاصيل دقيقة، ستضع حداً للبرنامج الذي ينفذه نتنياهو، الذي يتطلع إلى مزيد من الدم بدلاً من البحث عن قليل من السياسة”.
ويختم الكاتب بالقول إن البحث عن حل في معبر فيلادلفيا يمكن أن يكون “بداية لعمل عربي مشترك بدعم دولي لوضع حد لهذه المأساة”.
“حرب غزة أضاعت جيلاً من الطلاب الإسرائيليين”
وننتقل إلى افتتاحية صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية التي تناولت مدى تأثير الحرب الدائرة في غزة على الطلاب والقطاع التعليمي الإسرائيلي.
يقول تقرير الصحيفة إن عودة الطلاب لمدارسهم أثلجت صدور الأهالي، لكنها ترافقت مع عودة المشاكل والنقاشات المستمرة التي تحيط بالتعليم، وهذه المرة بصورة أسوأ من أي وقت مضى.
ويوضح التقرير أنه في 31 أغسطس/آب الماضي، أي قبل يوم واحد من بدء العام الدراسي، أعلن معلمو المدارس الثانوية في إسرائيل إضراباً لا يزال مستمراً حتى كتابة التقرير، مطالبين برفع الأجور وتحسين عقود العمل.
وبحسب الصحيفة فإن هذه الإضرابات ليست سوى غيض من فيض، فالحرب بين إسرائيل وحماس لا تزال في أوجها، والمعلمون يشعرون بآثارها وعليهم التأقلم مع واقع التدريس في ظل صراع مستمر.
ويذكر التقرير أن المعلمين يعملون فوق طاقتهم مقابل أجور يعتبرونها زهيدة، إضافة إلى أن عدد الطلاب في كل فصل دراسي زاد بعد انتقال العائلات إثر الحرب، وقلة عدد المعلمين المتوفرين.
وبحسب التقرير فإن استياء المعلمين كان أيضاً بسبب عدم تلقيهم زيادة في الرواتب والميزات المتفق عليها للعام الدراسي، إذ أدت الحرب إلى خفض ميزانية وزارة التربية والتعليم بمقدار 38 مليون شيكل (نحو 10 مليون دولار).
وتناول التقرير مدى تأثير استمرار الحرب على العائلات الإسرائيلية التي تفككت إما بمغادرة أحد الوالدين للخدمة في الجيش، أو بفقدان أحد أصدقائهم أو أفراد أسرهم.
ويشير التقرير إلى تفاقم هذه المشكلة في القدس بسبب إضراب المرافقين الذين عادة ما يعتنون بالأطفال بعد ساعات الدوام، ما يجبر العديد من الآباء والأمهات على مغادرة العمل باكراً، الأمر الذي من شأنه تهديد أمنهم الوظيفي.
ويوضح التقرير أن الحرب أثرت على الطلاب أيضاً، فقد أصدرت جمعية طب الأطفال الإسرائيلية تقريراً يُظهر “أن 84 في المئة من الأطفال الإسرائيليين يعانون من اضطراب عاطفي بسبب الحرب”.
ويشير التقرير إلى أن الحكومة “لم توفر الدعم النفسي والتعليمي الكافي للطلاب، وفي الوقت الذي تستمر فيه بتقديم الدعم الكامل للمدارس الحريدية، فإنها تهمل احتياجات بقية النظام التعليمي في البلاد”.
ويختم التقرير بالإشارة إلى أن “نحو 514 ألف طالب في المدارس الثانوية الإسرائيلية تأثروا باستمرار الإضرابات ونقص الدعم”، ويقول إن إسرائيل “فقدت بالفعل جيلاً في هذه الحرب ولا يمكن أن تتحمل البلاد جيلاً آخر يكون ضحية جديدة”.