سينمائيون وكتاب يؤبون قيس الزبيدي، في مواقع التواصل الاجتماعي
الكاتب عصام الياسري:، لم يتردد في قول الحقيقة في فضح النمط الطائفي.
بألم ممض وحزن كبير توقف قلب المخرج الكبير قيس الزبيدي عن الخفقان بعد صراع مرير مع المرض، لم يترك الفقيد مناسبة، الا وكشف فيها غيضه من النظام الديكتاتوري السابق، ولم ينثن عن نقد سياسته وحروبه الهمجية التي أدخلت العراق في متاهات، أوصلته الى ما هو عليه الأن.
ومنذ أحتلال العراق والى الأن، لم يتردد في قول الحقيقة في فضح النمط الطائفي، الهمجي الذي أسس له المحتل لجعل العراق خربا ممزقا..
برحيله فقد العراق والحركة والوطنية فنانا ومناضلا شجاعا، ذا حس وطني لا يستكين، كان أبو فراس رجلا ملتزما صاحب مبادئ وقيم ظل مخلصا لها طوال حياته.
المخرج محمد ملص: صورة شخصية رسمها قيس لنفسه
قيس الزبيدي” شخصية في سيناريو هذا الكتاب تحت عنوان: “صورة شخصية رسمها قيس لنفسه” وهنا نتعرف إلى مسقط رأس المخرج العراقي الذي ولد في حي الجسر العتيق- حي الحيدر خانة ببغداد عام 1939، وكيف عاش طفولة ممزقة بين بيت أبيه وزوجته، وبين أمه التي سيلتقي بها في دمشق بعد غياب، وذلك بعد سنوات طويلة لعودته من دراسة السينما في ألمانيا، وكيف كان لخاله الشيوعي المولع بالمسرح دوراً في تعريفه على يوسف العاني وسامي عبد الحميد، وعلى المونتير محمد شكري جميل، وكيف ساهم هذا الأخير في تعريفه على ألف باء فن المونتاج السينمائي، وعلى إرساله لألمانيا في ما بعد من قبل الحزب الشيوعي العراقي، حيث تخرج بدراسة نظرية أجراها الزبيدي لطرق مونتاج فيلم “طفولة إيفان” لتاركوفسكي.
الناقد والروائي زياد عبد الله: عندما رحل قيس، كأن الشجرة قالت للأغصان: أنا راحلة.
على صفحته عبر فيس بوك: وداعًا صديقي ومعلمي قيس الزبيدي.. وداعا على امتداد شريط سينمائي من هنا إلى برلين، ومونتاج لا ينتقي إلا لقطات وحيوات وأيام ولحظات وأفكار وأحلام، كنتُ محظوظًا وممتنًا أني عشتها وعايشتها معك، مستعيدًا ما قاله بريشت عن رحيل لينين وكلاهما ممن تحب، وسيبهجهما أن أحيلها إليك، إلى مفارقتك حلمًا سينمائيًا لم تتخل عنه يومًا، وآخر رسالة منك كانت بوستر “واهب الحرية” وهو يعرض في باريس عندما رحل قيس، كأن الشجرة قالت للأغصان: أنا راحلة.
المخرج المسرحي د. عقيل مهدي: استكمل أدواته الاحترافية منذ ستينيات القرن الماضي،
شكّل قيس الزبيدي في فضاء الثقافة العربية الرصينة مصدراً مهماً في الحوار الإبداعي مع الآخر، من خلال “التأليف” و”الترجمة” و”الإخراج السينمائي”، واستكمل أدواته الاحترافية منذ ستينيات القرن الماضي، حين درس التصوير والمونتاج في ألمانيا، ولفت نظر السينمائيين هناك، ليرشحوا فيلمه عن حياة صياد على بحر البلطيق في مهرجان لايبزغ.
ربما يحيلنا كتاب “مونوغرافيات” في نظرية وتاريخ وصورة الفيلم إلى طبيعة التفكير المنهجي الذي امتاز به هذا الفنان، لأنه ينجذب إلى الدراسات التفصيلية في موضوع واحد، قد يكون المسرح، أو السينما، أو التلفزيون، أو السرديات، وهو يفرع المناهج النقدية إلى شكلي وتاريخي وقومي وأيديولوجي… باعتبار المنهج هو الطريق الواضح لبلوغ المعرفة، أو البرهنة على الحقيقة،
الكاتب المغربي مخلص الصغير: أحد الذين كتبوا تاريخ القضية الفلسطينية بالكاميرا
ارتبط اسم قيس الزبيدي بالسينما الفلسطينية، إخراجا ودراسة وتنظيرا. وقد جعل الزبيدي من القضية الفلسطينية قضيته السينمائية. كانت فلسطين، أو “وطن الأسلاك الشائكة”، كما هو عنوان فيلم تسجيلي له، أكبر تراجيديا استلهم منها أعماله وأفلامه. بينما يسعى اليوم في إخراج فيلم من نوع الأفلام التسجيلية، بالنسبة إليه، يجمع فيه مشاهد من مختلف أعماله، كما يشرح ذلك في هذا اللقاء مع “العرب”.
تكتب السينما التسجيلية تاريخ الأفراد والجماعات كتابة بصرية. ويبقى المخرج العراقي قيس الزبيدي أحد الذين كتبوا تاريخ القضية الفلسطينية بالكاميرا، وبعين السينمائي الخبير، هو الذي أخرج أفلاما كثيرة، كما أصدر دراسات غزيرة عن السينما الفلسطينية، وعن فلسطين في السينما. في هذا اللقاء، يعود بنا قيس الزبيدي إلى تجربته الأساسية في هذا الباب، مع فيلم “وطن الأسلاك الشائكة”، وقد كان هذا التسجيلي، حسب رأيه، فيلما سياسيا، “يعتمد على مادة من واقع الاستيطان الصهيوني، وقد تناول أساليب النضال في الوطن الفلسطيني الممزَّق، الذي تحاول إسرائيل، عن طريقة الاستيطان، قضمه قطعة تلو قطعة”.
الناقدة هدى إبراهيم: حكواتي من ذلك الطراز الذي لا تنتهي حكاياته
قيس الزبيدي ليس مخرجا عراقيا فحسب بل يتجاوز صيته هذا البلد الذي لم يقضّ فيه إلا شبابه الأول، فقد عاش في ألمانيا ثم في بيروت وفي دمشق. وأقام في فلسطين. وهو يتنقل اليوم بين دمشق وبرلين. أما أصدقاؤه فينسبونه إلى هذه الجنسيات كلها متفرقة أو مجتمعة.
لكن المخرج قيس الزبيدي قبل كل شيء حكواتي من ذلك الطراز الذي لا تنتهي حكاياته المتنقلة مثله ولا تتعب ذاكرته، بل هو ذاكرة للمحيطين به ممن نسي أن يتذكر.
التقيت به في برنامج “عدسة وصورة ومايكروفون خلال مهرجان برلين فقبل الحديث معنا بعد تمنع. وكان هذا اللقاء الحافل بالحكايات لصاحب فيلم “اليازلي” المصور في سوريا عام 1973 والذي يظل علامة في تاريخ السينما العربية.
الكاتب عيسى راشد: كرس عمره وبحثه وسينماه في خدمة القضية الفلسطينية.
ولد المخرج والباحث السينمائي قيس الزبيدي في بغداد، لكنه يبدو وكأنه لم يعد يعثر على المكان الذي ولد فيه، بعد تراكم السنين والحروب، مثلما لم يعد يعثر على جنسية. إذا سئل لا يعرف كيف يجيب، مع أنه يفضّل القول إنه فلسطيني، حيث كرس عمره وبحثه وسينماه في خدمة القضية الفلسطينية. لم ينتج عن العراق سوى فيلم وحيد كان عن التشكيلي العراقي البارز جبر علوان، ولا يجد نفسه معنياً بأن يصور وأن يصنع سينما هناك. يعتبر الزبيدي أن فيلماً حققه أواخر الستينيات عن أطفال اللاجئين في المخيمات الفلسطينية في دمشق شكّل هويته وطريقه. من هناك شق طريقه إلى دائرة الثقافة في منظمة التحرير، ليحقق العديد من الأفلام التسجيلية حول القضية، ثم يتابع باحثاً في العديد من الكتب والأبحاث، بل ومبرمجاً ومنشطاً لسينما القضية في العديد من المهرجانات، العربية والدولية.