اخبار العراق

صفا جمال شابة بغدادية تكسب عيشها من بيع (الدولمة والكبة)

شاركت في احتجاجات تشرين منذ اليوم الأول لانطلاقتها ورافقتها أمها ولم تعد إلى بيتهم حتى أزيلت خيام المنتفضين بالقوة. ثم تعرضت للتهديد من قبل الميلشيات التي هدد وجودهم صمود التشرينيين فجاءت مع عائلتها إلى الملاذ الآمن أربيل بحثاً عن الأمان والاستقرار.

الناشطة التشرينية الشابة (صفا جمال) لم تنجح بإيجاد عمل مناسب لها فاعتمدت على موهبتها في طبخ الأكلات البغدادية وفتحت مطعماً صغيراً في أربيل، لكنها سرعان ما أغلقته لارتفاع ايجاره، لكنها وحسب ما قالته: “أنا قوية ولا أعرف الاستسلام أو اليأس، وكان لا بد من أن أجد عملاً يحفظ لي كرامتي ويمكنني من أن أعيل عائلتي، أمي وابنتي أخي المعاق، لهذا وجدت مساحة مترين على رصيف شارع الاسكان وسط أربيل لأبيع الدولمة والكبة البغدادية، والحمد لله توفقت بذلك”.

عند الساعة العاشرة مساء، حسب تعليمات بلدية شارع الاسكان في أربيل والتي تشمل الجميع، تضع صفا قدري الدولمة والكبة البغدادية على الرصيف لتستقبل زبائنها، تقول: “أسعار صحون الدولمة والكبة بسيطة ولا أبالغ بها كي يتمكن الناس من تذوق صحن الدولمة والكبة فغالبية رواد شارع الاسكان من محدودي الدخل أو دون هذا المستوى، وبذلك كسبت زبائن ينتظرون حضوري لأني أقدم صحناً غنياً بالطعام ومذاقه شهي”.

لا تشكو الشابة صفاء من أي معوقات، توضح قائلة: “شارع الاسكان في أربيل يضج بالحياة والناس كورد وعرب وغيرهم وحتى العوائل يأتون لتناول طعام العشاء عندي، واليوم أصبحت علامة في الشارع المزدحم فأنا المرأة الشابة الوحيدة التي تقدم أكلات بغدادية ليلاً وحتى ساعات الفجر الأولى، واذا سألت عني في أول الشارع فسوف يدلونك عن مكاني”، معبرة عن امتنانها “لأن الجميع هنا اخوتي واصدقائي ويبادرون إلى مساعدتي لهذا أشعر بالأمان، كما أن أربيل في العادة هي مدينة آمنة في كل الأوقات وأنا أشعر اليوم كأني من أهالي هذه المدينة الجميلة التي ألتقي فيها بنماذج مختلفة من العراقيين بكل قومياتهم وأديانهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى