صورة الشعر.. دفاتر ضياء العزاوي
علاء المفرجي
صدر في لندن كتاب جديد للفنان العراقي ضياء العزاوي يحمل عنوان (صورة الشعر.. دفاتر ضياء العزاوي)، يتضمن الكتاب القصائد التي رسمها العزاوي على مدى مسيرته التي تجاوزت اكثر نصف قرن.
والمعروف ان ضياء العزاوي انفرد عن باقي الفنانين الاخرين برسم النصوص الشعرية لعدد من الشعراء العراقيين، وكان كتاب قد صدر له نهاية السبعبنيات من القرن المنصرم بعنوان (النشيد الجسدي) تناول فيه ثلاث قصائد مرسومة لتل الزعتر لثلاثة شعراء، هم:؛ محمود درويش والطاهر بنجلون، و يوسف الصائغ.
وتضمن الكتاب نصوصا لأكثر من خمسين شاعرا منهم: بدر شاكر السياب، نزار قباني، عبد الوهاب البياتي، الطاهر بن جلون، محمد بنيس، حسب الشيخ جعفر، ياسين طه حافظ، احمد عبد المعطي حجازي.. وغيرهم.
والفنا يعد ضياء العزاوي رائدا في التعاطي مع المنجز الشعري فنيا، اعني بصيغة الرسم، وهو ما اعطى القصائد أهمية اكبر، كما في تجربة (المعلقات السبع) و (النشيد الجسدي) فقد كان يبحث عن وصول القصيدة الى مستوى الرؤية البصرية.
يقول العزاوي عن هذه التجربة: إهتمامي بالشعر جاء من تعرفي على الأسطورة الرافدينية وإطلاعي على كتاب مهم ترجمه طه باقر باسم (الواح سومر)، ضم هذا الكتاب العديد من القصائد الأولى تاريخيا وقد حفزني هذا الكتاب الى التعرف على عينات من الشعر الجاهلي وشعراء التصوف. في الستينات اطلعت على تجربة دار النهار البيروتية التي بدأت بمشروع الكتاب المحدود العدد حيث يتجاور النص الادبي مع الرسوم، ونتيجة لذلك رسمت مجموعة من ٤٦ عملا لكتاب تحت عنوان (مقتل الحسين) فيها متابعة للنص الذي سمعته عن (المقتل)، ومنذ ذلك الوقت تطورت علاقتي بالشعر، حيث رسمت العديد من الدواوين الشعرية في بداية السبعينات منها للسياب، الجواهري وغيرهم، وبمناسبة مهرجان المربد الأول نشرت بطبعة محدود ملصقا شعريا هو الأول من نوعه لقصيدة يوسف الصائغ (انتظريني عند تخوم البحر) الى جانب الفنان رافع الناصري لقصيدة لفاضل العزاوي، وهاشم سمرجي لقصيدة لبلند الحيدري. الا ان التحول الأساسي حدث عندما سافرت الى لندن حيث توفرت ظروف عمل مختلفة جدا سمحت لي لإنتاج مجموعة (المعلقات السبع) و(النشيد الجسدي) طباعيا، وسرعان ما أصبح هذا الاتجاه جزءا أساسيا من تجربتي على الصعيد الطباعي بنسخ محدودة أو انتاجها كنسخة واحدة. أتركها سنوات وأعود اليها سنوات أخرى وبفعل هذه الممارسة صار عندي مكتبة نادرة للعديد من الشعراء العرب الحديثين وبشكل خاص العراقيين منهم، اخذت الكتب ذات النسخة واحدة روح المخطوطات العربية القديمة الا انها بفعل الأسلوب والمادة واختلاف عدد صفحاتها او طريقة عرضها نقلت القصيدة من القراءة الى غناء بصري يرتبط باللون وبمجموع الرموز المستحدثة من القصيدة.