طريق التنمية .. مشروع عراقي للربط البري بين دول الخليج وتركيا
ولا يزال المشروع الذي سُمّي بـ”طريق التنمية”، وحدّدت الحكومة العراقية كلفته بنحو 17 مليار دولار، وبطول 1200 كم داخل العراق، في مراحله الأولى.
وتطمح بغداد إلى تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع دول في المنطقة؛ هي قطر والإمارات والكويت وعمان والأردن وتركيا وإيران والسعودية، التي دُعي ممثلوها من وزارات النقل، السبت، إلى بغداد للمشاركة في المؤتمر المخصص لإعلان المشروع.
“ركيزة للاقتصاد المستدام”
وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: “نرى في هذا المشروع المستدام ركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي، وعقدة ارتباط تخدم جيران العراق والمنطقة، وإسهاما في جلب جهود التكامل الاقتصادي”.
وبحسب بيان للجنة النقل والاقتصاد في مجلس النواب العراقي، نقلته وكالة الأنباء العراقية “واع”، فإن المشروع سيكون “استثمارياً للدول المشاركة وكل دولة بإمكانها إنجاز جزء من المشروع”.
وأشار البيان إلى أنه “من المؤمل أن ينجز المشروع ويكتمل خلال 3 إلى 5 سنوات”، مضيفاً أن “آلية الاستثمار سوف تُناقش بعد عقد المؤتمر مع الدول المشاركة”.
“ربط ثلاثي”
وقال ممثل الوفد السوري زهير خزيم، إن “سوريا داعمة لهذا المشروع ومشاركة في المؤتمر للاستماع إلى المقترحات والرؤى حول مشروع طريق التنمية، لما له من أهمية وحيوية”، وفق ما أوردت “واع”. وأعرب عن حرص بلاده على “تكامل الربط السككي الثلاثي بين سوريا والعراق وإيران والخطوات الجدية التي تعمل عليها سوريا في إعادة تأهيل السكك فيها”، مشيراً إلى أن “هذا التكامل هو واحد من التحديات الكبرى ضمن العديد من التوازنات الاقتصادية الكبرى”.
وقال ممثل البنك الدولي في العراق ريتشارد عبد النور، في كلمته خلال المؤتمر، إن “العراق يحتاج للاستثمار بأكثر من 21 مليار دولار في قطاع النقل خلال السنوات الخمس المقبلة”، لافتاً الى أن “طريق التنمية سيزيد من الترابط بين العراق ودول المنطقة”.
وأضاف أن “مشروع طريق التنمية سيقلل من انبعاثات التلوث بشكل كبير”، مؤكداً أن “البنك الدولي ملتزم بدعم العراق في تحديث البنى التحتية وخلق فرص العمل”.
ويُعاني العراق الغنيّ بالنفط، من تهالك في بنيته التحتية وطرقاته جراء عقود من الحروب، وانتشار الفساد.
وتمرّ بعض الطرقات التي تصل بغداد إلى الشمال في مناطق تنشط فيها خلايا لتنظيم “داعش”، بشكل متفرق.
ويؤكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن من أولويات حكومته هي إعادة تأهيل البنية التحتية للنقل والطرقات، وكذلك قطاع الكهرباء المتهالك أيضاً.
ويسمح هذا المشروع الذي سمّي بـ”طريق التنمية” للعراق باستغلال موقعه الجغرافي والتحوّل إلى نقطة عبور للبضائع والتجارة بين الخليج وأوروبا. وهناك أعمال جارية حالياً لتأهيل ميناء “الفاو” في أقصى جنوبي العراق، والمجاور لدول الخليج، والذي سيكون محطة أساسية لاستلام البضائع قبل نقلها براً.
ويهدف المشروع كذلك إلى بناء 15 محطة قطار للبضائع والركاب على طول الخط، تنطلق من البصرة جنوباً، ومروراً ببغداد ووصولاً إلى الحدود مع تركيا.