اخبار العراق

عسر التنفس يداهم حديثي الولادة.. الآباء ضحية غلاء المستشفيات ال

ليشرف حياتهما، وبعد مرور أكثر من ساعة داخل صالة العمليات، تم الأمر بنجاح، وتحقق حلم الزوجين. الزوجة وبعد أقل من نصف ساعة من إتمام العملية، تم إخراجها من صالة العمليات، لتترقب الأنظار وبشدة، لحظة قدوم مساعدة الطبيب، وهي تحمل ابنها الذي سُمي بـ(يمان)، تيمناً بقدوم الخير والبركة، الا أن الساعات تمضي دون جدوى، وحين سألا عن حالة ولادهما لم يلاقيا اية إجابة سوى (انتظروا قليلاً)، وهو ما زاد من قلقهما، حيث بدأ اليأس يداهم مشاعر الزوجين؛ خوفاً من حدوث حالة صحية “مفاجئة” مع الطفل.

الدكتور المختص الذي اجرى عملية الولادة، قدم وهو خالي الوفاض، ليبلغ الزوجين فعلاً، بحدوث مشكلة صحية مع الطفل بعد ولادته، والتي اطلق عليها “عسر التنفس”، اي ان رئة الطفل لا تعمل بصورة صحيحة، وهذه كانت من أصعب اللحظات التي تمر على والدي “يمان”.

فرحة لم تكتمل

ويقول ذو الفقار الحسناوي (اسم مستعار) في حديث لـ(المدى)، إن “فرحة مجيء ابني، لم تنته بصورة مثالية، حيث اخبرني الدكتور عن مرضه، وأكد عليّ ضرورة الاسراع باتخاذ قرار يخصه، فاما ادخله غرفة خاصة لهذه الحالات المرضية، او البحث عن مستشفى حكومي”، مردفاً بالقول: “سألت الدكتور عن حالته، وكيفية علاجه، اجاب بوجود جهاز داخل غرفة الحضانة يدعى (السيباب)، وهو مسؤول عن تنظيم تنفس الطفل”. ويبين، أن “تكاليف اليوم الواحد في المستشفى الذي ولدت فيه زوجتي، قد بلغت أكثر من 250 الف دينار عراقي، وطالبني الدكتور بالاسراع، اما الموافقة على دفع التكاليف او البحث عن مستشفى حكومي”.

“وافقت فالمال ليس أغلى من طفلي الاول”، يقول ذو الفقار ويضيف لـ(المدى)، أن “تكاليف علاج ابني والادوية الخاصة به، تختلف عن تكاليف عملية الولادة، حيث بلغت لغاية اليوم الأول الذي دخل غرفة الحضانة، مع تكاليف العملية قرابة مليوني دينار”.

حالة ابني لم تتحسن

ويتابع والد (يمان)، أنه “حالة ابني لم تتحسن، على الرغم من مكوثه ثلاثة ايام داخل غرفة الحضانة، وهو ما دفع الدكتور المختص بعلاجه، للاتصال بي، وأكد ضرورة تحويله الى مسشتفى آخر يوجد فيه جهاز اكثر تطوراً وهو (الانعاش الرئوي)، وفعلاً نقلت ابني الى مستشفى أهلي آخر، وادخلته مباشرة، وحين ذهابي لدفع تكاليف العلاج، طلبت مني الموظفة المسؤولة عن الحسابات دفع 500 الف دينار مقابل اليوم الواحد”.

أجهزة قليلة

“درت بغداد بالكامل، ولم اجد هذا الجهاز الا في مستشفى (الكاظمية التعليمي)، و(مدينة الطب)، الا أن عدد الاجهزة الموجودة قليل جداً، وعدد الحجوزات لا تعد ولا تحصى، وهو ما أجبرني على إبقاء ابني بنفس المستشفى الاهلي خوفا من المخاطرة، واضطررت لدفع تكاليف 3 ايام بكلفة بلغت أكثر من مليوني دينار”، بحسب ذو الفقار.

“تكاليف باهظة”

وحين سؤاله عن تكاليف فترة العلاج، يجيب والد يمان: “بلغت تكاليف علاج ولدي خلال وطيلة الفترة التي مكث فيها داخل المستشفى الاهلي قرابة مليوني دنيار ونصف، فتراوحت أسعار اليوم الواحد بدءاً من 500 الف دينار، وصولا الى ادنى حد، عند وضعه على جهاز الاوكسجين، حيث بلغت تكاليفه 150 الف دينار”. “

“أسباب أساسية”

الى ذلك، شخص الدكتور المتخصص في طب الاطفال وحديثي الولادة، من دولة مصر، شادي شاكر، الأسباب الحقيقية وراء تزايد مرض “عسر التنفس” لدى الأطفال، فيما بين علاقة حالة الام الصحية بالمرض. وذكر شاكر، في حديث لـ(المدى)، أن “الآونة الاخيرة شهدت تعرض الكثير من الاطفال حديثي الولادة الى العديد من الأمراض الا أن أكثرها تمثل بالامراض التي تصيب رئة الطفل وجهازه التنفسي”، معتبراً هذه الامراض “خطرة، وقد تتسبب بفقدان حياة الأطفال، في حال لم يعالج بصورة سريعة”.

ويلفت الى، أن “هذا المرض ليس جديداً، بل موجود قديماً”، لافتاً الى ان “المرض يزداد في فصل الشتاء نتيجة البرد الذي يزود الاطفال بافرازات تتسبب بصعوبة التنفس لديهم”.

وبشأن مخاطر المرض، يوضح شاكر، ان “عسر التنفس يتسبب مخاطر كبيرة، يصل بعضها الى الوفاة والتي تتمثل بمخاطر المرض نفسها، او العلاج عن طريق التنفس الصناعي”.

وحول الاسباب الحقيقية، يشير دكتور الاطفال الى، أن “اسباب المرض كثيرة، فمنها الولادة المبكرة، وامراض الضغط، او السكر العالي عند الأم، بالاضافة الى طريقة الولادة، لاسيما (العمليات القيصرية) هي الاخرى ممكن ان تكون سببا بتزايد هذا المرض”.

موقف وزارة الصحة

بدورها، كشفت وزارة الصحة، خطتها بشأن أجهزة العلاج المخصصة للأطفال حديثي الولادة، فيما اشارت الى عدد الاجهزة الخاصة بأمراض “عسر التنفس” الى المستشفيات.

وتقول ربى فلاح من اعلام الوزارة لـ(المدى) إن “وزارة الصحة لديها خطة موسعة للانطلاق ببرامج صحية عديدة للنهوض بالواقع الصحي ومن ضمن هذه البرامج هي الاعمار وتأهيل وتوسعة المؤسسات الصحية واكمال المشاريع الصحية قيد الانجاز وتوفير المستلزمات العلاجية والاجهزة الطبية ومن بينها جهاز الانعاش الرئوي للاطفال وجهاز السيباب (CPAP Neonatal)”. وتبين فلاح: “اما بالنسبة لاجهزة cpap يوجد عقد بعدد 285 جهازاً وتم وصول الاجهزة بالكامل وتم نصب 252 جهازاً منها، حيث جرى توزيعها على الدوائر الصحية وحسب خطة التوزيع التي تم اعدادها على اساس التقنية المستخدمة بالمستشفيات وهي حاليا داخلة ضمن الخدمة”. وتضيف، أن “هناك عقدين خاصين بتجهيز اجهزة Neonatal Ventilator بعدد 205 أجهزة، حيث تم وصول جميع الاجهزة ونصب 86 جهازاً منها وفي صدد نصب بقية الاجهزة”. وتؤكد، أن “الوزارة مستمرة بالعمل على توفير الاجهزة الطبية والحديثة منها للنهوض بالواقع الصحي”.

يذكر أن ضيق التنفُس يحدث بشكل عام عندما لا يستطيع الجسم التخلّص من ثاني أوكسيد الكربون خلال عملية الزفير، وتكون كميّة الأوكسجين التي تصل إلى الدم غير كافية، ممّا يُؤدي إلى انقطاع النَفَس وهذا يُشكل خطورة على حياة المريض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى