اخبار العراق

عودة التفجيرات واستهداف المنازل يثير هلع أهالي الناصرية

أثارت عودة تصفية الحسابات السياسية والعشائرية عبر استهداف المنازل بالعبوات الناسفة والهجوم بالأسلحة النارية قلق الأهالي في محافظة ذي قار خلال الأيام القليلة المنصرمة،

إذ سجلت 3 تفجيرات ومهاجمة منزل نائب بالأسلحة النارية خلال يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الحالي، محذرين من عودة مسلسل التفجيرات الذي استهدف أكثر من 50 منزلاً العام الماضي.

وشهدت محافظة ذي قار خلال الأيام القليلة المنصرمة تصاعداً ملحوظاً في وتيرة العنف ، إذ استهدفت عجلة مهندس يعمل في الشركة المنفذة للمدارس الصينية بقضاء الرفاعي بعبودة ناسفة يوم الاثنين المنصرم، فيما شهد يوم الثلاثاء استهداف منزل ضابط متقاعد ومحامية بتفجير عبوات ناسفة وصوتية في مناطق الشموخ وتقاطع الراية في حين تعرض منزل النائب عن دولة القانون محمود السلامي إلى هجوم في منطقة الصالحية وسط مدينة الناصرية.

وعن الهجوم الأخير قال مصدر أمني في شرطة محافظة ذي قار إن “منزل النائب محمود السلامي في منطقة الصالحية تعرض لهجوم ليلي بإطلاق نار من قبل مجهولين لاذوا بالفرار”.

وأضاف المصدر، أن “الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية واقتصرت الأضرار على آثار إطلاقات نارية على السياج الخارجي للمنزل”.

ورجح، أن “يكون الغرض من الاستهداف هو التلويح بالقوة وليس بدافع القتل”، وأوضح أن “ما حدث أشبه ما تكون برسالة “.

ولم يكشف المصدر عن “طبيعة الاجراءات التي اتخذتها القوات الامنية إثر استهداف منزل النائب والتفجيرات الأخرى”، مشدّداً أن ” الأمور تحت السيطرة “.

ومع تصاعد وتيرة الخلافات السياسية في المشهد العراقي يحذر ناشطون من عودة مسلسل التفجيرات والاغتيالات إلى محافظة ذي قار مستذكرين ما حصل في العام المنصرم من أحداث مؤلمة من التفجيرات والاغتيالات.

ورصد (إيراكيزن أن أل) خلال متابعته الإعلامية للشأن الأمني في محافظة ذي قار حصول أكثر من 50 تفجيراً وجريمة اغتيال تستهدف ناشطي التظاهرات والمواطنين منذ مطلع عام 2021 وحتى نهاية تموز من العام نفسه، فيما رصدت 12 تفجيراً بالعبوات الناسفة والصوتية خلال الشهرين الأخيرين من عام 2020، فيما لم تكشف التحقيقات الأمنية عن الجهة أو الأفراد المتورطين بتلك الجرائم حتى الآن.

ومن جانبه يرى الناشط الحقوقي خالد هاشم ، أن “الهاجس الامني ما زال مقلقاً في محافظة ذي قار فالأطراف المتنازعة غالباً ما تحتكم للقوة في تصفية حساباتها”.

وأشار هاشم إلى “تداخل الجانب السياسي والعشائري في هذا المجال وهو ما يحول دون وصول الأجهزة الأمنية إلى الحقيقة”.

ولفت، إلى أن “الأمن منظومة شاملة تتطلب تعاون الجميع والاهتمام بجميع مفاصلها لتحقيق الاستقرار المنشود إضافة إلى التشديد في تطبيق القانون وعدم ترك فرصة للجاني من الإفلات من العقاب”.

وبين هاشم، أن “ما يتم كشفه من جرائم في مجال التفجيرات والاغتيال قليل جداَ ولا يرتقي للمستوى المطلوب ولا يتناسب مع مخاطر الجريمة”.

وعن مقترحاته لتعزيز الاستقرار الامني قال هاشم إن “إدارة المحافظة سبق وأن اقترحت مشروعاً لإنشاء منظومة مراقبة بالكاميرات الحرارية لغرض تعقب مرتكبي الجرائم ولاسيما التفجيرات والاغتيال إلا أنه لم يرَ النور”، داعياً الى تفعيل المشروع لتسهم منظومة المراقبة بالكشف عن الجناة وتعقب المجرمين “.

ويجد هاشم أن “منظومة الكاميرات الحالية تغطي مناطق محدودة”، مشدّداً على ضرورة نشر دوريات ومفارز وعناصر أمنية في الأحياء السكنية وعدم اقتصارها على الشوارع والميادين الرئيسية”، داعياً الى “إعادة العمل بنظام الحراس الليليين وتفعيل دور مختار المنطقة في هذا المجال”.

فيما يعلق أحد الناشطين على تراخي الأجهزة الأمنية اتجاه التفجيرات وجرائم الاغتيال السابقة، بالقول، “رغم ما حصل من جرائم تفجيرات واغتيال لم نلحظ أي تدابير أمنية للحد من التفجيرات أو الكشف عن الجهات والأشخاص التي تقوم بها”، واصفاً مهاجمة الدور بالعبوات الصوتية والناسفة بعمليات تصفية حساب ورسائل تهديد واضحة”.

وأضاف الناشط الذي طلب عدم ذكر أسمه، أن “حملات التفجير واستهداف الخصوم غالباً ما تسبقها حملات إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي لتسقيط الخصوم لغرض التمهيد والتسويغ الجرائم “.

ودعا الناشط “القوات الأمنية إلى أن تحمل ما يحصل من صراعات سياسية وغيرها على محمل الجد وأن تستعد لذلك وتكثف جهودها لحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة”.

وانطلقت مساء يوم الاثنين الماضي تظاهرات نظمها أتباع التيار الصدري احتجاجاً على التسريبات الصوتية، المنسوبة لرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في مركز الناصرية وأقضية سوق الشيوخ والشطرة والغراف والرفاعي وغيرها وبأعداد تتراوح ما بين 200 إلى 300 متظاهر في كل وحدة إدارية من الوحدات.

وردّد المتظاهرون هتافات مؤيدة للزعيم التيار الصدري وأخرى مناوئة لرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي من قبيل: ( الهدد شبل محمد نكطعله إلسانه ) و (أكبر راس ندوس عليه احنه التيار الصدري) و (احنا الخلينه المحتل ما نايم ليله) وغيرها من الهتافات والأهازيج التي تلوح بالقوة لقهر الخصوم.

ذي قار/ حسين العامل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى