لدغة باير ليفركوزن تعيد بايرن ميونخ إلى الواقع! – DW – 12/4/2024
منذ أن عادت عجلة الدوري الألماني للدوران للموسم الجديد، انهالت المديح على بايرن ميونخ القادم باللون الأخضر واليابس. ويتصدر الفريق البافاري جدول ترتيب الدوري الألماني برصيد 30 نقطة، ويبتعد بأربع نقاط كاملة عن أقرب منافسيه آينتراخت فرانكفورت.
ويعد بايرن ميونخ الفريق الوحيد حتى الآن الذي لم يتذوق طعم الهزيمة بعد في الدوري، حيث يمتلك الفريق أقوى هجوم ودفاع في نفس الوقت. ويحسب للمدرب الشاب فينسنت كومباني أنه نجح خلال وقت قصير للغاية في إعادة قطار بايرن ميونخ إلى مساره بعد موسم مخيب للآمال خرج فيه بايرن ميونخ خالي الوفاض لأول مرة منذ سنوات.
رغم تألق بايرن ميونخ في الدوري الألماني، إلا أنه ودع كأس ألمانيا مؤخرا بالخسارة 1-0 على ملعبه أمام حامل اللقب باير ليفركوزن. كما تعرض قبل أسابيع لخسارة كاملة برباعية في دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة، وهو ما يثير عدة تساؤلات حول انتكاسة بايرن ميونخ. محلياً وقارياً والأسباب وراء ذلك.
خسارة اللقب الأول
وجه باير ليفركوزن ضربة قوية لآمال بايرن ميونخ في الفوز بجميع الألقاب الممكنة هذا الموسم. نجح ليفركوزن في إقصاء بايرن ميونخ من مسابقة كأس ألمانيا، بعد فوزه عليه في عقر داره بهدف دون رد.
واستفاد ليفركوزن من حصول مانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونخ على بطاقة حمراء في الشوط الأول، ونجح ناثان تيلا في تسجيل هدف الفوز، ليلحق ببايرن ميونخ الهزيمة المحلية الأولى هذا الموسم.
وهذه هي المرة الخامسة على التوالي التي لا يصل فيها الفريق البافاري إلى نهائي كأس ألمانيا. ووصف ماكس إيبرل، المدير الرياضي لبايرن ميونخ، وداع المنافسة بـ”المؤلم”، بحسب ما أشارت مجلة “كيكر” الألمانية.
أما مدرب بايرن ميونخ فينسنت كومباني، فاعتبر توديع مسابقة كأس ألمانيا “أمرا مخزيا”، لكنه أكد أن بايرن ميونخ سيفوز بالعديد من الألقاب مستقبلا، بحسب تصريحات نقلها موقع “سكاي ألمانيا”.
وحاول بايرن ميونخ تعويض النقص العددي والفوز بالمباراة. وهدد الفريق البافاري مرمى باير ليفركوزن أكثر من مرة، لكن غياب هداف الفريق هاري كين بدا واضحا للفريق.
وبدا مدرب بايرن ميونخ فينسنت كومباني متوترا طوال المباراة، إذ احتج أكثر من مرة على قرارات الحكم، وهو ما استدعى تدخل الحكم لتنبيه المدرب البلجيكي الشاب.
ومن الصعب إلقاء مسؤولية الخسارة على فينسنت كومباني، خاصة أن فريقه لعب بشكل غير كامل منذ منتصف الشوط الأول. لكن ما قد يعيب كومباني هو أنه يجد صعوبة في مواجهة الفرق الكبيرة، ويفشل لاعبوه في ترجمة فرص التسجيل إلى أهداف في المباريات الحاسمة.
ويحب كومباني أن يسيطر فريقه على الكرة ويسيطر عليها طوال المباراة، متبعا نهج المدرب الإسباني بيب جوارديولا. لكن فلسفة اللعب هذه فقدت بريقها إلى حد ما في السنوات الأخيرة، إذ نجحت الفرق المتنافسة في استيعاب طريقة اللعب هذه وإعداد الخطط المضادة المناسبة لها.
الإنذار المبكر
وقبل أسابيع قليلة، تعرض بايرن ميونخ لهزيمة قاسية أمام برشلونة في مسابقة دوري أبطال أوروبا. وبدا بايرن ميونيخ بقيادة فينسنت كومباني، خاسراً أمام الفريق الكتالوني الذي خاض إحدى أقوى مبارياته حتى الآن.
ولم يتمكن فينسنت كومباني من التغلب على الخطة الدفاعية المتقدمة التي يتبعها مدرب برشلونة هانز فليك. وسقط لاعبو بايرن ميونخ مراراً وتكراراً في مصيدة التسلل.
أظهرت الهزيمة أمام برشلونة أن بايرن ميونيخ ليس فريقًا لا يهزم هذا الموسم. نجح نادي برشلونة الإسباني في كشف العديد من الثغرات في دفاع فريق بايرن ميونخ الألماني، الذي وُصِف هذا الموسم بـ “الحديدي”. كما ساهمت مصيدة التسلل في تراجع خط الهجوم.
يشكل سقوط بايرن ميونخ أمام برشلونة إنذاراً مبكراً بأن مسار الفريق البافاري لن يكون بالتأكيد مفروشاً بالورود في مسابقة دوري أبطال أوروبا، لا سيما أن فرقاً عدة تقدم مستويات «خيالية» هذا الموسم، أبرزها فريق ليفربول الإنجليزي.
تحديات على عدة جبهات
ويعتبر رهان بايرن ميونخ على مدرب شاب لقيادة الفريق هذا الموسم أمرا جيدا للغاية، خاصة وأن فينسنت كومباني تمكن حتى الآن من استعادة بعض بريقه الذي فقده الفريق البافاري منذ فترة.
لكن المدرب البلجيكي يفتقر إلى الخبرة، إذ اكتفى بتدريب فريق بيرنلي الإنجليزي وقاده إلى دوري الدرجة الأولى، لكن رحلة الفريق الإنجليزي انتهت سريعا وعاد إلى الدرجة الثانية من جديد.
الخبرة عنصر حاسم، خاصة في المباريات الكبرى، التي تغير فيها قرارات المدربين وأفكارهم طبيعة المباريات ونتيجتها. وتجلت هذه الحقيقة بوضوح أمام برشلونة، حيث تفاجأ هانسي فليك بطريقة لعب فينسنت كومباني.
والأمر الآخر هو أن الفريق البافاري يحتاج إلى حسم ملف أكثر من مباراة، إما بتجديد عقده مثل كيميتش، أو الرحيل عن الفريق مثل ألفونسو ديفيز. الأخبار المتتالية حول ملفات هؤلاء النجوم قد تسبب إرباكاً بل وتضعف عمل الفريق ككل.
كما أن الضغط على بايرن ميونخ يتزايد بشكل كبير هذا الموسم لتحقيق الألقاب، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية للفريق البافاري. قد يحتاج مدرب الفريق فينسنت كومباني إلى مزيد من الوقت حتى يصبح اللاعبون أكثر استيعابًا لأفكاره وبناء فريق قد لا يهيمن على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى القاري أيضًا.
ولعل تصريح أسطورة كرة القدم الألمانية لوثار ماتيوس، بأن بايرن ميونخ يعد حاليا ثاني أفضل فريق في أوروبا خلف ليفربول، مؤشر واضح للغاية على أن الفريق البافاري يسير على الطريق الصحيح، ولا يحتاج إلا إلى الصبر والعمل المستمر.