مارينا أبراموفيتش وفستانها “السلامي” يسكتان مهرجان جلاستونبري لمدة سبع دقائق

ملاحظة المحرر: يضم “إطلالة الأسبوع” كل ما هو جيد، وسيئ، وقبيح، وهو عبارة عن سلسلة منتظمة مخصصة لكشف الملابس الأكثر تداولاً خلال الأيام السبعة الماضية.

سي إن إن
—

في يوم الجمعة، نظمت مارينا أبراموفيتش وقفة صمت جماعية لمدة سبع دقائق في أكبر مهرجان موسيقي في المملكة المتحدة. وفي حال لم تكن رسالتها واضحة، فقد ارتدت الفنانة الصربية ثوبًا أبيضًا منحوتًا عموديًا، وعندما تمد ذراعيها، انفتحت على شكل علامة السلام.

اشتهرت أبراموفيتش عالميًا بأسلوبها الجريء في فن الأداء، حيث دعت ذات مرة أفرادًا من الجمهور للتفاعل معها بالطريقة التي يرغبون بها خلال جلسة استمرت ست ساعات. وكانت القطعة التي قدمتها عام 1974 بعنوان “إيقاع صفر” قد أسفرت عن توجيه مسدس محمل إلى رأسها.

وعلى المسرح الرئيسي لمهرجان جلاستونبري، طلبت أبراموفيتش من الحضور البالغ عددهم 250 ألف شخص أن ينغلقوا على أنفسهم. وقالت لمجلة فوج قبل بدء الحدث: “يأتي الناس لقضاء وقت ممتع. إنهم يشربون ويتعاطون المخدرات، والطقس جميل. لكنني أطلب منهم أن يلتزموا الصمت وأن يفكروا في حالة هذا الكوكب، التي هي في الحقيقة جحيم الآن”.

وإذا لم يكن إسكات مهرجان موسيقي بحجم بلدة إنجليزية صغيرة كافياً لإقناع الجمهور، فقد اختارت الفنانة أيضاً زياً لا يُنسى. وقفت بقامتها الطويلة، وانحنت كتفيها لتشكل أعلى علامة السلام ــ وضاعت يداها في الأكمام البيضاء العملاقة. وعلى مستوى الوركين، برز المزيد من القماش لتشكل شكل الحرف “V” المقلوب. واستوحت الفنانة الفستان، الذي صممه صديقها والمدير الإبداعي السابق لدار بربري ريكاردو تيشي، من الكيمونو الياباني. ووفقاً لأبراموفيتش، فسوف يُعرض في النهاية في متحف.

في حين أننا أكثر اعتيادًا على رؤية علامات السلام مطبوعة على القمصان القصيرة أو حقائب القماش، فإن تقديم أبراموفيتش وتيسي في الحياة الواقعية أقرب إلى قصة إنشاء الرمز. صمم الفنان البريطاني جيرالد هولتوم الرمز لأول مرة في مسيرة سلام في لندن عام 1958 وتبنته لاحقًا حملة نزع السلاح النووي (CND). كتب هولتوم أن فكرة العلامة جاءت من شكله البشري. “لقد رسمت نفسي: تمثيل فرد في حالة من اليأس، ويداه وكفيه ممدودتان، إلى الخارج وإلى الأسفل على طريقة فلاح غويا أمام فرقة الإعدام. لقد أضفيت طابعًا رسميًا على الرسم في خط ووضعت دائرة حوله”.

وبعد أكثر من ستة عقود من الزمان، أصبحت علامة السلام التي ابتكرها هولتوم واحدة من أكثر الرموز شهرة في العالم ــ وخاصة على منصات العرض. وعلى مر السنين، زينت كل شيء من حقائب فندي باجيت إلى ملابس ديور المحبوكة. وفي عام 2014، في دار أزياء موسكينو، تم تصميمها على هيئة قلادات فاخرة على سلاسل ذهبية ثقيلة من الحبال؛ وفي العام التالي، في دار أزياء شانيل، ظهرت في شكل خط مخطوط على حقائب رسول متهالكة ــ وهي علامة ترقيم للعبارة المنقحة “اصنع الموضة، وليس الحرب”.

كان زي أبراموفيتش متوافقًا تمامًا مع موضوع جلاستونبري الشامل لعام 2024: السلام. شوهدت لافتة هولتوم في جميع أنحاء أرض المهرجان، متوجة سقف مسرح السلام الذي تم تشييده حديثًا، وفي وقت سابق من الأسبوع، ظهرت في السماء خلال أول عرض للطائرات بدون طيار في الحدث.

وبينما كانت تواجه الحشد، استسلمت أبراموفيتش لقوة الرمز المخيط على فستانها. وقالت للمشاهدين: “انظروا كيف يمكننا أن نشعر بالطاقة الإيجابية في الكون بأكمله”. وما بدأ في الأصل بالنسبة لهولتوم كعلامة على اليأس، تحول فجأة إلى احتضان مفتوح.