ثقافة وفن

ما أنجزناه نوعاً من التشبث بالذاكرة وبديلاً عن وطن

علاء المفرجي

تعرض المثقفون العراقيون على مدى الخمسين عاما المنصرمة للنفي والتهجير القسري، بسبب القسوة والقمع الذي مارسته الأنظمة التي حكمت العراق منذ 1958 وحتى الان، لكنهم استمروا بابداعتهم التي توزعت بين الشعر، والراوية، والادب، والتشكيل، والموسيقى.. والتي تضوعت بعبير المنفى، فكانت نتاجاتهم تشير على الدوام لهذا النفي، وأماكنه، فهل وجدوا في غربتهم الحقيقية فضاءهم الإبداعي ومستقرهم، وهل أضاف المنفى شيئا لابداعهم، وهل اسهم ذلك في تطوير تجربتهم الأدبية والفنية.. وما علاقة مكان المنفى بذلك.
أسئلة طرحناها على بعض مبدعينا الذي قاسو ألم الغربة.

الروائي برهان الخطيب
عندما عدت إلى موسكو بعدها بجواز سفر مزيف إلى ولدي، آخر في الطريق يخبرني غائب فرمان قادما إلي هو الذي لا يسافر، حاملا رسالة من الثانية، يشجعني على العودة بأي طريقة، أحمل مخطوطة ليلة بغدادية بيدي جواري متخوفا فقدانها تاركا حقيبة سفري إلى بقية حقائب المسافرين، في مطار الوصول تختفي الحقيبة، سرقت فعلا، عوضتني الإدارة عنها 400 روبل ما يعادل ثمن ترللي، معها أفقد مخطوطة أخرى (أزهار الأسفلت) الحاصل تنجو مخطوطة (ليلة بغدادية) التي أبقيتها في كيس بيدي لأعود إليها استكمل بناء عمارتها الفنية. في موسكو البريسترويكا التغيير على أشده، أعمال تتهاوى غيرها تقام، صارحت دائرة الهجرة الجواز مزيف، مديرها قال لم أسمع هذا، نصف عام في بيت الثانية، قبل الولادة انتقل إلى السويد على عزم العودة لاصطحابها، هكذا أفعل، في مطابع دار النشر التي عملت لها سابقا، أتمكن من نشر الرواية مع غيرها تحت اسم دار جديدة (أوراسيا) أسستها في ستوكهولم، في موسكو أرادوا وقتها تسمية الاتحاد الفدرالي الروسي الجديد إتحاد أوراسيا، لكن تسمية دار النشر الجديدة تبعي أبطلت الفكرة قالوا لي، عموما أخبرني أيضا محررون هناك أن الانتقال من النشر السوفييتي الصارم إلى الليبرالي الجديد بدأ مع كتبي عارضين طبع المتوفرة معي بأعداد كبيرة في أفضل إخراج مقابل مبالغ معقولة، بيعت في ذات معارض دار النشر السابقة وغيرها حسنا، أحد المترجمين نقل لي أنه لم يدخل بيتا هناك فيه قارئ بالعربية إلاّ وشاهد تلك الروايات أو بعضها على رفوفهم. نقلت منها إلى ستوكهولم عددا محترما في رحلة متوترة أيضا حصيلتها رواية أخرى (غراميات بائع متجول) طبعت في مصر.. ابني الأصغر ليث يلومني: تصرف من وقتك على كتبك أكثر مما علينا. الأكبر حسن يخزره بغضب.. يلتفت إلي.. يفهم مني: لا ترد عليه.
الشاعر غريب أسكندر
لم أشعر في لندن بالغربة شعرتُ أكثر بالوحدة كحالي عندما كنت أعيش ببغداد! الوحدة هي منفاي والحبّ هو وطني الحقيقي. وبالطبع لم يكن الأمر سهلاً في البداية لا سيما فيما يتعلق بأجواء الكتابة وآلياتها فقد أخذ الأمر مني وقتاً وجهداً كبيرين حتّى أتلائم مع المكان الجديد الذي أصبحت لي فيه طقوس خاصة. فبعد تَطْواف في بعض البلدان العربية والأوربية قررت الذهاب الى لندن. كان الأمر بالنسبة لي محسوماً كنت أقرأ عن لندن وأعرف بعض الأمكنة والأهم من ذلك هو رغبتي الشديدة في التعرف على الثقافة العالمية عبر لغتها الكونية، الإنكليزية. ولندن مدينة ثقافية عالمية بامتياز يحتاج المرء فيها الى «أعمار» تضاف الى عمره كي يستطيع أن يحضر بعض ما يجري فيها يومياً من أماسيات ثقافية وعلمية وفنية. فمثلاً، تحتاج الى أكثر من زمنك الحقيقي حتى تستطيع متابعة ما يحدث من مؤتمرات وندوات في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) بجامعة لندن حيث درستُ ودرّستُ وأن تشاهد مثلاً البرنامج الثقافية على إحدى قنوات بي بي سي. هذا غير المتاحف والصالات الفنية والمسارح والسينمات… الخ. ويمكنك ان تتخيل أن الشاعر والكاتب الإنكليزي الشهير صاموئيل جونسون (1709-1784) قال “عندما يتعب الإنسان من لندن، فإنّه يتعبُ من الحياة؛ لأنه يوجد في لندن كلُّ ما تحتاجه الحياة”، كان هذا في القرن الثامن عشر فما بالك اليوم!
وفي خضم ذلك، كنتُ أبحثُ عن مفتاح ذاتي “الخاص” الذي يقدمني لهذا العالم، كانت مغامرة كبرى (كثيراً ما فشلت في خطواتها الصعبة)، كنتُ لا أريد أن أدخل من أبواب “عادية” لكن ما العمل عليَّ أن أحاول وأحاول لا يأس مع الشعر “ايماني” الذي دائماً ما كان ينتهي بي الى المتاهة! لا أقل منها “التخريب” الحياتي كما عبر ت. س. أليوت عمّا صنعه الشعر به.
ولذلك كان دائماً ثمة شيء غائب؛ شيء ما ينقصني أشعر إزاءه بحيرة وفراغ يطفئ أحياناً كلَّ هذا الكرنفال العظيم من الضوء! تُعمّق هذا الفراغَ الوحدةُ. ففي الغرب ترى الناس متجاورة في “الواقع”، لكن في “الحقيقة” يعيش كلٌّ منهم في جزيرة نائية! ليس هذا ما يشعر به الشرقيون فقط، بل كذلك الغربيون لذلك لا تخلو أحاديثهم الرسمية وغير الرسمية من الحديث عن الوحدة ومشكلاتها. ومكانياً، ما زلت أشعر بـ”الضياع” في هذه المدينة الكبيرة، وأعتقد هذا مهم بالنسبة لي كشاعر، ودائماً ما أشعر بأنني أعيش في “وطن ثالث” ليس وطني الأم، ولا وطني البديل. وفي “لغة ثالثة” ليست لغتي الأم، ولا لغتي الثانية. أن تعيش “المنفى” يعني هذا أنّك تظل تعيش في شيء “ثالث” وفي ثقافة ثالثة يوصم بها حتى احفادك. وأعرف تماماً أنّ تعيش بأكثر من لغة وأكثر من وطن وما يشكل لك ذلك من غنى وثراء، لكنّ ما يشهده العالم “المتحضر” من عنصرية وكراهية للآخر المختلف عنه تؤكد نظرتي “المتشائمة” خصوصاً بعد الإبادة الجماعية في غزة.
التشكيلي أديب مكي
بلا شك. فالمشاهدات والمعارض والمتاحف والمحاضرات الثقافية. التي حضرتها في البلدان التي زرتها اميركية ام أوربية ام عربية لها تاثيرا كبيرا على اغناء تجاربي. تخيل انك أمام لوحة على الطبيعة، بعد أن رأيتها مرارا، في كتب الفن ومجلاته.
اي متعة هذه وآية فائدة و اي انطباع يتشكل عندك لدى اي عمل فني تقوم به. هو شيء غير ملموس لكنه هام ومؤثر وبين.
الشاعر باسم فرات
لا شك أنني بدأت بكتابة الشعر مبكرًا كما ذكرت مرارًا، لكن ثلاثين سنة من النفي والترحال والغربة والتنقل، والأهم هو شغفي المعرفي الذي قادني إلى أن أنغمس في تلك الثقافات والمجتمعات وأتصالح مع المدن والأمكنة، كل هذا اختمر في داخلي وخرج قصائد تختلف في كثير منها عما كتبته في العراق والأردن وبداية وصولي إلى «زي الجديدة»، يمكنني الزعم أنني من الذين تمثل نتاجهم الشعري والنثري المنفى على نحو جيد وعميق، لأني تصالحت مع الأمكنة وصرت أكتب عنها بوصفها جزءًا إيجابيًّا وليس سلبيًّا، لكن هذه المرحلة سبقتها مرحلة الشكوى والتذمر من المنفى والمكان الجديد، والحنين القاتل للمكان الأول، وكانت كوابيس الحروب والطغيان تلاحقني، وكنت أدوّنها شعرًا لأتخلص منها، لكنني خشيت أن أصبح ضحية هذا الحنين والشكوى والتذمر، فتتلاشى الدهشة في شعري، وتصبح قصائدي عبارة عن قصيدة واحدة مكررة تُكتب بطرائق شتى، ويعرفها المتلقي قبل قراءتها وتصبح توقعات القارئ عنها دقيقة، وهذا هو الفشل الكبير الذي خشيت أن أكون ضحيته، فحولت خشيتي إلى فعل حين رحت أستثمر المنفى إيجابيًّا كما ذكرت في بداية الجواب في أعلاه.
لا أبالغ إذا قلت إنني كرّستُ حياتي للشعر، وأن حلم طفولتي الأول والأكبر هو الشعر الذي ما زلت أعمل على تحقيقه، حتى أصبحت معظم «نِعَم الحياة» عندي هامشية، وكم تعرضت للغُبن بسبب انغماسي بالشعر، فمن بديهيات قبولك العمل أن تسأل عن الأجرة التي ستتقاضاها، بينما أنا لم أسأل يومًا هذا السؤال، وعملت في شركة تصوير لسنوات، ولولا أن سألني صديق عراقي مصور أيضًا عن راتبي وحين أخبرته استغرب تمامًا، لاكتشف أن الموظفة التي أنا مديرها راتبها أعلى من راتبي.
هذا كما أرى سببه أن لا بوصلة لي سوى الشعر، فالشعر قادني لعوالم الدهشة والسفر والترحال والقراءات، مثلما قادني لأن أتعرض لغبن حقي في أغلب أماكن العمل التي عملتُ بها، سرقني الشعر من أن أكون أبًا، وأن أكون ناجحًا في عملي، لكني أعترف أن الشعر الذي أخلصت له لم يخذلني يومًا، الشعر هو الغاية التي من أجلها يصبح كل شيء وسيلة، إلّا أشياء معدودة وأعني الإنسانية والإيمان المطلق بوحدة التراب العراقي والدفاع عن اللغة العربية بوصفها اللغة الأولى. الشعر بوصلتي الوحيدة نحو فضاءات المعرفة والترحال والانغماس بثقافات الشعوب والانغمار بالتنوع البيئي الذي يغذي الـمخيّلة
الفنان عبد الكريم سعدون
لاشك بأن لدينا موروثا في الرسم يعتد به وفي العراق لا يمكن تناسي تجربة الواسطي وملامحها واعتقد ان الفن العراقي لازال خاضعاً لمؤثرات الرواد من جواد سليم الى شاكر حسن آل سعيد وصولا الى كاظم حيدر واسماعيل الترك والمرجعيات التي اسسوا لها بالاضافة الى تأثيرات الدعوات الواسعة الى العودة الى التراث الثقافي العراقي والعربي عموما وبأعتقادي ان الفنان الحقيقي يجب ان يكون ابن عصره فالرواد كانوا معاصرين ايضا ولهم همومهم الفنية والفكرية، ولا اخفيك فأنا كنت شديد التعلق بالمرونة التي يمنحها الخط المنحني للشكل ولكن ادراك ان الامر يجعلني اقف عنده بشكل دائم يبعدني عن العيش في عصري، كان لدي تطلع لمزيد من التجريب وتقبل الجديد وكما تعرف ان الرسام ينتج في ظل قواعد واحدة في اي مكان، لان الاساليب التي تلتزم القواعد الموروثة في انتاج الفن التشكيلي والتي استنفدت أدواتها بفعل التغيرات الجديدة، لم تعد تزخر بالكثير من المرونة والحيوية والحرية في التعبير واصبحت تحدُ من امكانية تحليق الفنان في أُفق جديد، فالرسم لم يعد هو الاختلاف وانما الكيفية التي يُنتج بها، واصبحت التأثيرات المتبادلة تتعزز أكثر ووصلت الى بقاع مختلفة، ان المشكلة تكمن في أن المركز سبقنا بمسافة طويلة فهو الذي يحدد المسارات ويرسخها، والفنان العراقي يمتلك بالأساس اولويات الانتاج وله تجربته ولكننا نحتكم كثيرا الى الدرس الاكاديمي ونتردد في قبول التمرد بسهولة واقصد ان تقويض قواعد انتاج الفن لا تجد لها تقبلا يسيرا ونربطها باستمرار بتشكلات الهوية ولا توجد قواعد تلقي متزامنة واي محاولة للخرق تصطدم بمصدات تعوق ذلك، هذا الامر يشكل ازمة في المكان الجديد فمن تجربتي الشخصية انني وجدت من خلال المتابعة للعروض الفنية مثلا ان هناك انواع فنية متعددة تجدها منتظمة في بنية عمل واحد بانسجام تام في الوقت الذي كنت افرزه في داخلي وينتابني شك حوله الا ان الوعي بأسباب ذلك دفعني بقوة الى اشهار تفكيك البنى التي اشتغل عليها والانتقال الى قواعد جديدة لا تؤطرها حدود ولا تحد من انطلاقتها باتجاه الجديد لذلك اتجهت بأدواتي الى النهل من تلك الحرية التي توفرت لي والتفكير بتجريب اشتغالات لم تكن موجودة سابقا وهذه الانطلاقة الجديدة هي من تأثيرات المكان الجديد بكل تأكيد، فأصبحت التحولات في النتاج الفني لدي حادة وسريعة ومختلفة على صعيد الشكل الذي امتلك سمات اكثر قربا للتبسيط عبر انزياح للكثير مما يثقل وجود العلامة في متن العمل الفني وبؤرته كما اصبح الفضاء المحيط بما يؤثث العمل أكثر اتساعا، الا انني تلمست ان السطع التصويري اصبح اكثر تعقيدا ويحتاج الى معاينة عن قرب للتأكد من الكثير الذي يحتويه خصوصا ان التراكم فيه شكل طبقات متعددة ومتراكبة وهذا ما استطيع القول فيه انه شكل ملامح اسلوب متحرك فيه الكثير من الدراية التي مصدرها القلق والحرص والايمان بأن التوافقات الشكلية على سطح اللوحة تفتح آفاق المخيال الى مداها وتحاول تعريض قواعد التلقي الى هزة لتقبل الجديد والتفاعل معه بصريا. فظهر الملمس الخشن والاختزال في الشكل والتقشف باللون يشغل سطح العمل ويتسرب الاحساس بالاهتمام بتوزيع حر للمفردات ويبدو الامر وكأنها تطفو في فوضى السطح وهذا الامر اثار انتباه الناقد الفنان خضير الصالحي الى القول بأنني استعير من قصيدة النثر قواعد اشتغالها، هناك تعدد في الانواع الداخلة في تعالقات مع بعضها البعض فيجد المتلقي بالإضافة الى طريقة الرسم والاشكال التي تبتعد عن القاعدة وتقترب من التشكيل الحر للشخوص ما اسميته تنوعا لذيذاً لان المراجعات الضرورية للتجربة ومعاينتها باستمرار بينت لي الحقيقة التي تكمن في ضرورة تفكيك قواعد الأمس التي اصبحت هدفاً للاشتغال الجديد ففيها وضعت كل اشتغالات الأمس التي تحتوي طاقة التعبير في الرسم والنحت والغرافيك والكاريكاتير والتصميم في عمل واحد. ومع ذلك فأن الاعتراف ضروري بأن ظلال من المنمنمات والواسطي تحديدا لازلت اجدها في سطوح اعمالي وكأن منظور العنقاء كما يسميه الفنان أسعد عرابي هو الذي يهيمن على بنيتها.
المسرحي فلاح هاشم
المنفى نعمة و نقمة. ففي الوقت الذي تبتعد قسرا عن محيطك و جمهور بلدك الذي لن يعوضك عنه جمهور مهما كان و في الوقت الذي ينخر عظامك و روحك الحنين و الشوق للأهل و الأصدقاء و الأماكن تنفتح أمامك فرص الاطلاع على ثقافة مجتمعات اخرى فتتسع رؤيتك للحياة و العالم من حولك و العلاقات الانسانية بمفهومها الواسع.
الغربة شيء لا يوصف.. و انما يُحس فقط. شأنه شأن السعادة و الحب و الشوق. شيء غير مرئي لكنه احساس لا يعرفه الا من يعيشه. تمشي و تؤكد و جودك و تختلط و تتعلم و تشاهد و تختزن لكن شيئا ما يبقى مخلوعا في اعماقك.. ثمة نقص تحسه في داخلك.. روحك تثرى لكن كل شيء ناقص. هكذا تحس. أتذكر أن الناس في بغداد كانوا يستوقفونني في الشارع يتساءلون عن عمل قادم بعد أن يبث اي عمل لي. فأرى في عيونهم دفقا من الحب و التقدير الذي يدفعني لأن اجلس في المكتبات العامة شهورا من أجل ان الم بمصادر عمل جديد.
انت في اي مغترب جمهورك هو عبارة عن جالية.. بل الفئة المهتمة بالمسرح مثلا من تلك الجالية. بنما اتذكر ان مسرح بغداد كان ممتلئ يوميا بالمشاهدين القادمين من المحافظات حين أخرجت مسرحية (مهنة جذابة) مثلا وانقطعت الكهرباء في اول خمس دقائق، و كان عندي الفنان عزيز خيون الذي استمر بصوته الجهوري في أداء دوره في الظلام، و الجمهور لم يتحرك من مكانه رغم الحر الشديد فتقدمت انا من آخر القاعة لأضيء بمصباح يدوي وجوه الممثلين، حتى جلب مساعد المخرج شاكر سلامة الشموع من اقرب بقالة و صار كل ممثل يدخل يجلب معه شمعه.. و كان الجمهور في غاية التفاعل الى نهاية المسرحية و عند النهاية وقف المشاهدون يصفقون لوقت طويل.
اين يتحقق هذا في المغتربات التي تتيح فرصا نادرة للعمل و بإمكانات اقل ما يقال عنها انها شحيحة قياسا بالتكاليف و نحن نعمل بلا دعم من احد. و قد أحرقنا السفن وراءنا، و مع ذلك لم ننقطع.
و حول الأبداع في المنفى فقد حظيت بفرص عمل ممتازة في الكويت فكتبت للمسرح نصوصا و أغاني لثماني مسرحيات للأطفال هي الأشهر في تاريخ المسرح الكويتي. كما ساهمت في اخراج مسرحيتين كبيرتين هما (حرم سعادة الوزير) و (ممثل الشعب)
وساهمت في برنامج للأطفال فاز كأحسن برنامج في مهرجان خليجي لفنون الطفل. كما كتبت لأذاعة الكويت اعمالا مهمة منها و أهمها (نجم في الظهيرة) و كنت قد توسعت فيه عن شخصية الكندي على مدى ثلاثين حلقة و نال تقييما خاصا و قد اخرجه الراحل مهند الانصاري الذي كتبت له للإنتاج الخاص عددا من المسلسلات الدرامية التي قدمتها مختلف الاذاعات الخليجية منها (أمنية اسمها التفاهم) (الحب و الا الألفة) (التحليق داخل الشبكة) (و ارتفع الستار) (وجهان لعملة واحدة).. الخ
وجودي على مدى عقود خارج العراق أنضج روحي قبل عقلي و قد تتلمذت على ثقافات ما كنت سأطالها او التفت اليها لو عشت حياة مستقرة. و لهذا حديث طويل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى