نعيم قاسم: ماذا نعرف عن نائب الأمين العام لحزب الله؟
بعد إعلان حزب الله مقتل نائبه العام في غارة إسرائيلية استهدفت مقر القيادة في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة.
نتعرف على نائب الأمين العام الأول نعيم قاسم.
فمن هو الشيخ نعيم قاسم؟
بحسب اللائحة الداخلية لحزب الله، ينوب نائب الأمين العام للحزب، عن الأمين العام في حال حدث أي طارئ سياسي أو أمني بحقه، وفي حال وفاة الأمين العام، يخول بمهامه لحين عقد اجتماع شورى عاجل ينتخب فيه شخصية جديدة لتكون بمكان الأمين العام للحزب.
ويشغل حاليا، الشيخ نعيم قاسم، منصب نائب الأمين العام لحزب الله، الحزب السياسي والعسكري والاجتماعي، الذي يتمتع بقاعدة جماهيرية ونفوذ كبير بين أوساط الطائفة الشيعية في لبنان.
“ابن بلدة كفر فيلا”
هو الشيخ نعيم بن محمد نعيم قاسم، ولد في فبراير/شباط 1953 في منطقة البسطا التحتا في مدينة بيروت. متزوج وله ستة أولاد، أربعة ذكور وبنتين. والده محمد من مواليد بلدة كفر فيلا في إقليم التفاح من الجنوب اللبناني.
درس حتى المراحل العليا من الدراسة الحوزية، التي تتلمذ فيها على يد كبار علماء الشيعة في لبنان. وكان ذلك بالتزامن مع الدراسة الأكاديمية في الجامعة اللبنانية عام 1971م، التي حصل منها على الليسانس في الكيمياء باللغة الفرنسية من كلية التربية بالجامعة.
حصل الشيخ نعيم على شهادة الماجستير في الكيمياء، من الجامعة اللبنانية عام 1977، ثم امتهن التدريس كمدرَّس في الصفوف الثانوية الرسمية، لست سنوات، إذ أنه خرِّيج دار المعلمين التابع لوزارة التربية.
قرأ الكثير من الكتب الإسلامية، وتمرَّس على الخطابة وتحضير دروس الدين في مراحل مبكرة من عمره، ثم أقام دروسا في المسجد للأطفال في حلقات أسبوعية ولم يتجاوز عمره الثمانية عشر عاما.
ساهم في تأسيس “الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين” مع مجموعة من الشباب وهو في صفوف الجامعة بهدف العمل الطلّابي وتبليغ الأفكار الإسلامية داخل الجامعات وفي المدارس، وذلك في أوائل السبعينيات.
من مؤسسي حركة أمل
انضم إلى حركة المحرومين، أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) عند تأسيسها على يد الإمام موسى الصدر عام 1974، وحضر الاجتماعات الأولى في مناطق مختلفة من لبنان لإطلاق الحركة، وتسلَّم منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي في حركة أمل.
ترقى في السلم التنظيمي للحركة ليصبح مسؤول العقيدة والثقافة، حيث كان أحد الأمناء في مجلس قيادة الحركة بعد إختفاء الإمام الصدر في ليبيا وتسلم السيد حسين الحسيني، رئاسة الحركة عام 1978.
استقال من الحركة عقب الثورة الإسلامية الإيرانية على يد الخميني في 11 فبراير/شباط 1979، ليتابع دراسته الحوزية ونشاطه الإسلامي التبليغي في إعطاء الدروس والمحاضرات في عدد من المساجد والحسينيات في بيروت والضاحية الجنوبية.
اهتم الشيخ نعيم لأكثر من 20 سنة “بالتَّبليغ” بشكل مكثف وواسع على امتداد لبنان، مركزاً على الدروس الأسبوعية والإرشاد في مناطق مختلفة من بيروت.
وساهم في تأسيس جمعية التعليم الديني الإسلامي “الشيعية” عام 1977، والتي تهتم بتعليم الدِّين الإسلامي في المدارس الرسمية والخاصة، إذ تُرسل مدرسين ومدرسات إلى كلِّ مدرسة لإعطاء دروس في الدّين لكل الصفوف الدراسية.
كما شغل منصب مسؤول المدير العام لمدارس المصطفى الست في ضاحية بيروت الجنوبية وصور والنبطية وقصرنبا، التي تدرّس المنهج اللبناني الرسمي ولها طابع ديني تربوي إسلامي، حتى عام 1990، ثم تابع العمل في الجمعية.
شارك الشيخ في اللجان الإسلامية المساندة للثورة الإسلامية في إيران، التي ضمت كل الجهات الإسلامية العاملة على الساحة حينها، والتي قامت بأنشطة إعلامية ومسيرات ومحاضرات حول الثورة.
تأسيس حزب الله
بعد لقاءات بين اللجان الإسلامية ومن خلفها حزب الدعوة الإسلامية فرع لبنان، مع علماء البقاع، وحركة أمل الإسلامية في العام 1982، تأسس حزب الله، وكان الشيخ من المشاركين المؤسسين لهذه اللقاءات التي ساهمت في تأسيس حزب الله.
شغل عضوية مجلس شورى الحزب لثلاث دورات، فتسلّم بداية مسؤولية الأنشطة التربوية والكشفية في بيروت، ثم نائبا لرئيس المجلس التنفيذي، ثم رئيسا للمجلس التنفيذي.
تسلم منصب نائب الأمين العام لحزب الله منذ أن تولى عباس الموسوي، منصب الأمين العام للحزب عام 1991، واستمر في المنصب بعد مقتل الموسوي، الذي خلفه الأمين العام الحالي السيد حسن نصر الله عام 1992.
كما يرأس الشيخ نعيم مجلس العمل النيابي في حزب الله، الذي يتابع كتلة الوفاء للمقاومة وعمل النواب التشريعي وحركتهم السياسية.
ويرأس أيضا هيئة العمل الحكومي المعنية بمتابعة الوزارات المختلفة ودراسة هيكلياتها وقراراتها، وكذلك متابعة وزراء حزب الله في الحكومة. وهو المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله منذ أول انتخابات نيابية عام 1992 حتى الآن.
يتصدر الشيخ من موقعه في قيادة حزب الله، العمل السياسي، وله إطلالات ومشاركات إعلامية وصحفية ومقابلات ومحاضرات كثيرة.
ألَّف العديد من الكتب، والتي كان أبرزها كتاب “حزب الله” الذي يعرض أهداف الحزب وتاريخه ورؤيته السياسية في مختلف الأمور، والذي تُرجم لأكثر من 7 لغات.
وتربطه علاقة مباشرة مستمرة لأكثر من 35 سنة مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، من خلال الموقع العملي المشترك في مجلس شورى الحزب، واللقاءات الدائمة، والتشاور، ومواكبة التطورات.
وإلى جانب عمله السياسي، يطل قاسم عبر عدة محطات تلفزة متحدثاً في مواضيع دينية وثقافية.
عاش الشيخ المواجهات مع إسرائيل من موقع مسؤوليته كنائب للأمين العام للحزب وعضوية مجلس شوراه، وذلك في حرب يوليو/تموز 1993، وحرب إبريل/نيسان 1996، والتحرير عام 2000، وحرب يوليو/تموز 2006.
ويعد حزب الله قوة مؤثرة ولاعبا أساسيا في النظام السياسي اللبناني، كما له ثقل في اتخاذ القرارات داخل الحكومة، خصوصا بعد رفضه المطالب الداعية لنزع سلاحه، عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000.
ويُتهم حزب الله مرارا بشن مجموعة من التفجيرات والهجمات ضد أهداف إسرائيلية، وتصنفه الولايات المتحدة ودول أخرى “منظمة إرهابية”.