رياضة

هيرتا بون.. كرة القدم وسيلة ناجحة لدمج الأطفال اللاجئين – DW – 11/5/2024

سليم مهداوي، مدرب كرة قدم في مدرسة تيل يولنشبيجل الابتدائية في بون، يستخدم حركات اليد للتواصل مع الأطفال اللاجئين وشرح ما يريد منهم. يتجمع الأطفال في منتصف صالة الألعاب الرياضية بالمدرسة بشكل دائري، وينظرون إلى المدرب بعيون متحمسة، ويتوقعون تعليماته ببدء اللعب.

يحمل المدرب سليم كرة قدم في يده، وبعد التحقق من أسماء جميع الطلاب، يبدأ التدريب. يقول ل دويتشه فيله«اعتاد الأطفال على هذه الطقوس، ولدينا بداية مشتركة وتحية وداع»، يؤكد سليم أن هذه الطقوس لا تتعلق فقط بالرياضة وكرة القدم، بل تلعب دوراً أساسياً في التفاعل الاجتماعي بين الأطفال المشاركين.

ألمانيا بون 2024 | وحدة التدريب على المشروع "كرة القدم تربط"29 أكتوبر 2024
دورة تدريبية لمشروع “Football Connects”، ألمانيا، بونالصورة من: توماس كلاين/DW

تؤكد أنتجي نيكيلي، المنسقة المتطوعة لملاجئ اللاجئين التي أطلقت مشروع “Football Connects” مع نادي هيرتا بون لكرة القدم في مارس 2022، على أن التفاعل الاجتماعي مهم جدًا للأطفال، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يأتون من مراكز استقبال اللاجئين. وتقول ل دويتشه فيلهوتضيف: “هذه التدريبات مهمة جداً للأطفال، لأن الكثير ممن عايشوا تجربة اللجوء يعتقدون أن الأقوى يفوز دائماً، وهذا يعني أن سلوك هؤلاء الأطفال قد يكون قاسياً إلى حد ما”، “هنا يأتي دورنا لتعليمهم كيفية مراعاة مشاعر الآخرين مرة أخرى، وتدريبهم على السلوك الاجتماعي الجيد. بطريقة ممتعة وبسيطة.”

اللغة هي عائق يمكن التغلب عليه

وبطبيعة الحال، فإن عدم وجود لغة مشتركة قد يشكل في بعض الأحيان عائقا أمام التواصل، بالإضافة إلى تحديات أخرى. يقول يورغ مايكل لدويتشه فيله “تمثل العوائق اللغوية تحديًا كبيرًا، بالإضافة إلى الالتحاق المستمر للأطفال الجدد بالتدريب، وهو ما يشكل تحديًا آخر.”

ويضيف مايكل، الرئيس الثاني لهيرتا بون: “يأتي الأطفال من بلدان مختلفة وغالباً لا يتحدثون لغة مشتركة، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً للمدربين عندما يتعلق الأمر بضم جميع الأطفال إلى مجموعاتهم”.

ألمانيا بون 2024 | وحدة التدريب على المشروع "كرة القدم تربط"29 أكتوبر 2024
فتاة لاجئة تلعب في مركز نادي هيرتا بونالصورة من: توماس كلاين/DW

وتمكن المدرب سليم بالتعاون مع مسؤولي النادي من التغلب على حاجز اللغة من خلال تطوير استراتيجيات أخرى. وإذا كان الأطفال لا يتحدثون الإنجليزية أو الفرنسية، فسيتم الاتصال بهم باستخدام بطاقات صغيرة يقدمها لهم. ومع التحديات التي يواجهها سليم، يشعر بسعادة كبيرة: “أشعر بالسعادة، ويمكنك بالفعل رؤية التأثير الإيجابي لهذه التدريبات على الأطفال، وهو ما يشكل حافزًا قويًا لي للمضي قدمًا”.

من جانبها، تؤكد نيخيلي أن اللغة المشتركة ليست شرطا أساسيا للتواصل، إذ أن هناك لغات أخرى قد تجمع ثقافات مختلفة، وتوضح “بهذه الطريقة قد تصبح الثقافات المعادية أصدقاء، لأن أفرادها اللعب في نفس الفريق.” كرة القدم مفهومة دائمًا من قبل الجميع، ولهذا السبب يستخدمها النادي كلغة مشتركة، وفقًا ليورغ مايكل.

تعتبر هيرتا بون مثالاً رائعًا للتفاني

حقق مشروع نادي هيرتا بون نجاحا كبيرا وتمكن من الوصول إلى جميع الأطفال المشاركين من خلال البطاقات والرموز التعبيرية. حصل المشروع على جائزة جوليوس هيرش من الاتحاد الألماني لكرة القدم لعام 2024.

وبقيادة بيرند نويندورف، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، تم اختيار هيرتا بون من بين 134 متقدمًا للفوز بالجائزة، ولهذا السبب وصفه الاتحاد بأنه مثال مبهر للتفاني ونكران الذات؛ لأنه بهذه الطريقة لن يكسب أعضاء جدد في النادي، سيغادر جميع الأطفال منشأة بون بعد بضعة أيام أو أسابيع.

النوادي الرياضية تساعد على التكامل

ومن خلال مشروع مماثل، تستطيع الأندية الرياضية مساعدة الأطفال على الهروب من واقعهم المرير. وعلى الرغم من الإقامات القصيرة، يستفيد الأطفال بشكل كبير من التدريب الأسبوعي، كما يمكن تخفيف أعباء إقامتهم في أماكن استقبال اللاجئين من خلال إبقائهم منشغلين بالرياضة، بالإضافة إلى إمكانية تعلم المهارات الاجتماعية. دورات جديدة تمكنهم من التعرف على الثقافة والتقاليد الألمانية لتسهيل اندماجهم.

ويؤكد نيكيلي ذلك قائلاً: “هذه الأندية قد تغير سلوكيات الأطفال، لأن الأطفال الذين كانوا جزءاً من النادي يمكنهم مساعدة أطفال آخرين، وبالتالي دعم بعضهم البعض، ونقل معارفهم وخبراتهم للآخرين”.

يؤكد يورغ مايكل على أهمية هذا المشروع فيما يتعلق بمسألة الاندماج قائلاً: “يجب أن تكون المشاركة الاجتماعية والاندماج إحدى مهام الأندية الرياضية، ولهذا السبب قمنا بتطوير الدليل، لتوضيح مدى سهولة ذلك توفير مثل هذا التدريب.”

إعداد: م.ج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى