“وَمَضَاتُـ…كِ” مجموعة شعرية جديدة للشاعر عدنان الصائغ
متابعة المدى
صدرت للشاعر عدنان الصائغ مجموعة جديدة بعنوان “وَمَضَاتُـ…كِ”، عن دار لندن للطباعة والنشر في لندن، بالاشتراك مع دار سطور في بغداد. يقع الديوان في 158 صفحة، ويضم 60 قصيدة معظمها من النصوص القصيرة جداً، الومضة – الهايكو، الشذرات، التوقيعات.
تشكّلتْ موضوعاته بين الوطن والمنفى والحب والحرب، وبين الفيض والوجود والحس والحكمة والمفارقات والتهكّم وغير ذلك. كما تنوّعتْ ايقاعاته بين قصائد نثر وتفعيلة ونص مفتوح وقصيدة عمودية.
ويأتي الديوان هذا العام 2024 بقصائده القصيرة جداً التي عُرف بها الصائغ، بعد إن كان قد أصدر قصيدته الطويلة جداً “نرد النص” عام 2022، و”نشيد أوروك” عام 1996، وهما يربوان على 1930 صفحة.
واختيار الشاعر لنصوص قصيرة جداً يحمل رغبة داخلية بالبوح المصاحب للشعرية، أي أنها تحمل في بنيتها سمة بصرية، ومن ثم فإن شاعرية البوح هنا متمكنة وغالبة، وهو ما يجعلنا ننظر إلى القصائد على أنها لقطة للمشهد التعبيري الوامض.
وحاول الشاعر ومن خلال نصوصه القصيرة الموازنة ما بين التجربة الذاتية المحفوفة بالقلق، والطابع الفني الذي تتطلبه القصيدة الحديثة، لكن الصوت الذاتي الواعي كان يتغلب على السياق الشعري ما جعل القصائد تعتنق المجاز والإيجاز تارة، والأسلوب الخبري تارة أخرى.
يقول الناقد حاتم الصكر عن الشاعر عدنان الصائغ: “.. قصائد الصائغ لا تهادن موضوعها. إنها تجيء به إلى طقوسها ونظامها ولا تذهب إلى عناوينه أو كلياته. بمعنى أن الوحدة الصغرى (الذات) هي التي تجلب: بالشعر، الوحدة الكبرى (الموضوع) على عكس ما يفعله شعراء كثيرون يبدأون بالموضوع وبهذا نستطيع تفسير العنوان المحيّر: “سماء في خوذة”. إنها علاقة الخارج بالداخل والواسع بالضيق والموضوع بالذات. فالسماء (أو الأفق المفتوح) هي التي حلّت في الأصغر (الخوذة أو الثقب). ومن هذه الخوذة أو الثقب في الجمجمة أو النافذة في غرفة أو الفتحة في موضع.. منها يتصل الشاعر بموضوعه: بالواسع الممتد خارج نفسه.. فيراه وهو في هيئة ضيّقة ولا يغريه اتساعه ليتيه أو يحلق. وليس هذا اقتراحاً لإقامة ثنائية مفترضة. فالخارج والداخل المرمّزان بالسماء والخوذة (والأفق والثقب أحياناً) يحتلّان الجزء الأكبر من آليات قصائد الصائغ”.
والشاعر عدنان الصائغ ولد في مدينة الكوفة. وحصل على الشهادة الإعدادية الزراعية. التحق بمدرسة أبن حيان الابتدائية. وقد عمل في عدة أعمال أثناء دراسته لمساعدة عائلته منها عامل مقهى، ندافاً, بائع سجائر، عامل بناء، عامل في المجاري، بائع مرطبات، بائع رقي، عامل في تصليح الراديوات. انتقل بعد الابتدائية إلى متوسطة أبن عقيل. توفي والده وهو طالب. حصل على الشهادة الإعدادية الزراعية. عمل في الصحف والمجلات العراقية والعربية. ويقيم الأن في لندن.