صحة

الملاكم الأولمبي الجزائري يعود إلى وطنه ويحظى باستقبال الأبطال

انفجرت الحشود في تيارت، وهي مدينة ريفية يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة في هضبة الصحراء المرتفعة بالجزائر، في الاحتفالات مساء الجمعة للترحيب بعودة إيمان خليف، ملاكم الوزن المتوسط ​​الذي فاز بالميدالية الذهبية الأولمبية. بينما كانت تقاتل عاصفة دولية من الأكاذيب والإساءة عبر الإنترنت والتكهنات غير المستنيرة التي شككت في أهليتها للمنافسة.

ووقف خليف في حافلة مفتوحة كانت تشق طريقها ببطء عبر حشد من المشجعين المبتهجين، ولوح بيديه ووقف لالتقاط الصور إلى جانب العداء الحائز على الميدالية البرونزية جمال سجاتي، وهو أيضًا من تيارت.

فيديوهات من العرض تم نشره على X وتظهر الصور حشودًا ترقص على أنغام الموسيقى بينما تقذف البنادق في الهواء بفرح، وعائلات تتجمع على الشرفات تلوح بميداليات ذهبية بينما تلتقط صورًا لخليف، ابنة عامل لحام تبلغ من العمر 25 عامًا ارتقت إلى أعلى مستويات رياضتها. وجلس الأطفال على الأكتاف وتم تصوير رجل يتسلق شجرة لإلقاء نظرة عليها.

الصورة: الجزائر-الملاكمة-OLY-2024-خليف
حظيت البطلة الجزائرية إيمان خليف باستقبال الأبطال بعد نضالها من أجل الوطن على عدة جبهات.وكالة الصحافة الفرنسية – صور جيتي

بعد فوز خليف الساحق في الجولة الأولى على الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني، جر مراقبون بارزون بما في ذلك جي كي رولينج وإيلون ماسك والرئيس السابق دونالد ترامب خليف إلى مرمى نقاش حول الجنس والنوع الاجتماعي في الرياضة، ونشروا معلومات مضللة حول جنسها بينما قوضوا العمل الذي يتطلبه الأمر لتكون جيدة إلى هذا الحد.

وكتبت رولينج تحت صورة لمعركة خليف مع كاريني: “ابتسامة ساخرة لرجل يعرف أنه محمي من قبل مؤسسة رياضية معادية للنساء تستمتع بمأساة امرأة لكمها للتو في رأسها”.

وواصل ماسك وترامب حملتهما، حيث وعد الرئيس السابق والمرشح الحالي “بإبعاد الرجال عن الرياضة النسائية”.

كانت الهجمات بلا أساس – خليف امرأة وولدت أنثى.

وفي الجزائر، لم يُنظر إلى الهجمات عليها باعتبارها جزءًا من نقاش محتدم حول النوع الاجتماعي والرياضة، بل باعتبارها هجومًا على الأمة نفسها، ودافع الجزائريون عنها بشراسة.

عندما عادت خليف إلى الوطن كأول امرأة جزائرية وعربية وأفريقية تفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية في الملاكمة، استقبلوها استقبالا يليق ببطلة قاتلت من أجل الوطن على عدة جبهات.

الصورة: إيمان خليف
واعتبر الهجوم على خليف بمثابة هجوم على الأمة نفسها، ودافع الجزائريون عنها بشراسة.

أنيس بلغول / وكالة اسوشيتد برس

وبعد فوزها بالميدالية الذهبية في باريس، قالت خليف إنها “أردت أن أشكر الشعب الجزائري الذي دعمني في هذه المحنة”، وردت على هذا الدعم بإقامة حفل في تيارت.

وأضافت للصحفيين يوم الجمعة في مكتب للحكومة المحلية “لكل الجزائريين والجزائريات الحق في أن يكونوا سعداء ويحتفلوا”.

وكانت الاحتفالات تليق بالعمل الدؤوب الذي بذلته خليف من المدينة التي تعلمت فيها الملاكمة وصولاً إلى دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، والانتصارات الأربعة اللاحقة التي جعلتها حائزة على الميدالية الذهبية الأولمبية.

ولقد غطت حشود الجماهير الصاخبة على ضجيج أولئك الذين حاولوا تقويض النصر التاريخي الذي حققه خليف.

ونبعت الاتهامات من قرار الاتحاد الدولي للملاكمة الذي يهيمن عليه الروس باستبعاد خليف من بطولة العالم العام الماضي في تايوان. وطبقا للاتحاد الدولي للملاكمة فإن استبعاد خليف، الذي جاء بعد هزيمتها لخصم روسي، كان بسبب فشلها في اجتياز اختبار أهلية غير محدد.

وانتقدت اللجنة الأولمبية الدولية اتحاد الملاكمة الدولي ووصفت الاختبارات بأنها “مليئة بالعيوب بشكل لا يصدق”.

فتحت النيابة العامة الفرنسية تحقيقا في ادعاء بالتنمر الإلكتروني بعد أن قدم محامي خليف، نبيل بودي، شكوى جنائية الأسبوع الماضي بشأن “أعمال التحرش الإلكتروني المشددة”.

وقال بودي إن الملاكم كان مستهدفًا من قبل “حملة معادية للنساء وعنصرية وجنسية”، وأكد أن رولينج وموسك ورد اسمهما في الدعوى القضائية التي تم رفعها ضد إكس.

الصورة: FILES-FRANCE-OLY-PARIS-2024-BOXING-JUSTICE-INVESTIGATION
فتحت النيابة العامة الفرنسية تحقيقا في ادعاء بالتنمر الإلكتروني بعد أن قدم محامي خليف شكوى جنائية ضد إكس قائلا إنها كانت مستهدفة من قبل “حملة معادية للنساء وعنصرية وجنسية”.محمد راسفان / وكالة الصحافة الفرنسية – صور جيتي

وقال بودي لمجلة فاريتي: “ما نطلبه هو أن تحقق النيابة العامة ليس فقط مع هؤلاء الأشخاص بل مع كل من ترى ضرورة لذلك. وإذا ما أحيلت القضية إلى المحكمة فسوف يخضعون للمحاكمة”.

وقال مدرب خليف، مصطفى بنساو، لوكالة أسوشيتد برس إن “جميع المتورطين سوف يتعرضون للمحاكمة بتهمة انتهاك كرامة وشرف إيمان”.

وفي الأسبوع الماضي، قالت خليف لقناة البلاد التلفزيونية الجزائرية إنه ليس من حق أحد التشكيك في جنسها، واعترفت بالخوف الذي شعرت به خلال الألعاب الأولمبية.

لكنها تستمر في التفوق على منافسيها داخل الحلبة وخارجها.

“لماذا كان هناك كل هذا الاستنكار في كل أنحاء العالم؟” سألت. “كنت خائفة، ولكن الحمد لله، تمكنت من التغلب على ذلك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى