اخبار العراق

صمت بغداد إزاء قصف تركيا لشمال العراق يثير موجة انتقادات

متابعة/المدى

تستمر القوات التركية في شن هجماتها على مناطق شمال العراق، مستهدفة مواقع يشتبه بأنها تابعة لحزب العمال الكردستاني.

ويأتي هذا التصعيد العسكري وسط غياب رد فعل رسمي واضح من الحكومة العراقية، ما أدى إلى تصاعد الانتقادات من قبل العديد من الجهات السياسية والشعبية.

ويعبر المنتقدون عن استيائهم من الصمت الحكومي، معتبرين أنه يعرض سيادة البلاد للخطر، ويضعف موقف العراق أمام التدخلات الخارجية.

وانتقد النائب السابق غالب محمد، صمت الحكومة إزاء استمرار القصف التركي للمناطق الشمالية، لافتاً إلى أن “معظم الحكومات لم تحصل على دورة ثانية رغم تقديم التنازلات للجهات الأخرى”.

وقال محمد، إن “معظم رؤساء الوزراء الذين وصلوا إلى السلطة عملوا على التحضر والتهيئة لدورة جديدة تضمن استمرارهم في السلطة لمدة 4 سنوات جديدة”.

وأردف، أن “معظم الرؤساء أخفقوا في الوصول إلى الولاية الثانية، على الرغم من تقديم التنازلات لبعض الأطراف السياسية في الداخل والخارج لضمان وصولهم إلى السلطة مرة أخرى”.

وبين، أن “النجاح يمكن ان يتحقق خلال 4 سنوات من تولي الشخصية لرئاسة الوزراء من دون إعطاء تنازلات أو تواطؤ مع أطراف أخرى”، منتقدا في الوقت ذاته “صمت الحكومة إزاء استمرار العمليات التركية والقصف المتواصل للمحافظات الشمالية”.

من جهته، وصف الخبير العسكري العراقي، عبد الكريم خلف، تركيا بأنها “تتذرع” بحزب العمال الكردستاني، في توغلها وقصفها لمناطق وقرى في إقليم كردستان شمالي العراق، مشيراً إلى أن “الهدف الرئيسي هو الاستحواذ على الموصل”.

وقال عبد الكريم خلف، إن “بعض المناطق التي دخلتها القوات التركية لا علاقة لها بما تسوقه بشأن مكافحة حزب العمال، والأمر يعطي مؤشرات بأن ما يحصل ليس كما هو وان نوايا تركيا ليست واضحة، ولا علاقة لها بالقضاء على حزب العمال”، مشيراً إلى أنه “كان هنالك إحاطة لمدينة الموصل بقطعات عسكرية، وهي تقول ليس لدينا أطماع بالأراضي العراقية، ولكن لا يوجد مبرر بوجود قواتها في بعشيقه، وهي بعيدة كل البعد عن نشاط حزب العمال”.

وأردف، “من الواضح ان التعزيزات التركية الأخيرة في الشهر الماضي دخلت بثقل فيه قوة كبيرة من الدبابات، وهي لا تعمل في مناطق نشاط حزب العمال، ولكن رغم هذا أنشأ الاتراك نقاط عسكرية، وفيها ميقارب 300-400 دبابة في مناطق لا توجد فيها نشاطات لحزب العمال كما تدعي تركيا”.

وشدد خلف “يجب ان نضع علامات الاستفهام لمعرفة النوايا الدقيقة للاتراك، وموضوع حزب العمال هو تركي داخلي، وعليهم إجراء مباحثات معهم إما تسويتها على الأراضي العراقية فهو لن يصل إلى نتائج خصوصا ان هنالك نشاط لحزب العمال في سوريا، وهنالك دعم من قسد لهم فماذا ستعمل تركيا بالتالي فهذه الأمور لا تعالج بهذه الطريقة ونوايا تركيا تثير الشكوك، ويجب معرفة ماذا تريد تركيا من شمال العراق”.

ومنذ مطلع العالم 2021، صعدت تركيا من عملياتها في العراق إلى حد بعيد، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، ولا سيما في قضاء سنجار بنينوى.

وانتشرت القوات التركية، على نحو منسق في قرى قضاء أميدي بدهوك، في 29 حزيران يونيو الماضي، كما قصفت القوات التركية ناحية ديرلوك بالمحافظة، على نحو مكثف أيضا.

ويذكر أن البرلمان التركي صوت في 26 تشرين الأول أكتوبر الماضي، على تمديد وجود القوات العسكرية التركية لعامين آخرين في العراق وسوريا، وفوض إرسال إلى الحكومة المزيد من القوات.

وتنتشر القواعد التركية في مناطق: بامرني، شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري، كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية.

يشار إلى أن 208 قرية أُخْلِيت في قضاء العمادية من السكان منذ بدء العمليات البرية للجيش التركي في القضاء، حيث إن أكثر القرى التي نزح السكان منها في مناطق باليتي وكاني مآسي وقرى جبل متين، بحسب مصادر مطلعة.

ورصدت منظمة “فرق صناع السلام” الأمريكية (CPT)، في نهاية شهر حزيران يوينو الماضي، دخول الجيش التركي صوب إقليم كردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة وإقامة حاجز امني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية.

المصدر: وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى