التصوير رؤية حياتية متجددة بعيون فنية
السماوة / أحمد ناصر
بهذا الوصف الفني الجميل افتتحنا حوارنا مع الفنان الفوتوغرافي مصطفى علي وحدثنا عن تجربته الفنية ومسيرته المهنية وعلاقته بآلة الكاميرة تلك الالة التي تنتج الجمال والابداع.
*حدثنا عن مسيرتك الفنية؟
ـ كان والدي المصور علي حسين رحمة الله يصطحبني معه إلى محل التصوير الذي كان يعمل به وكان عمري في تلك المدة عشر سنوات تقريباً، وكان ذلك في تسعينيات القرن الماضي وكان المحل على ضفاف نهر الفرات والذي يحمل اسم مصور العروبة، وكنت أشاهد تلك الصور التي ما زالت عالقة في ذهني.
أدركت لاحقا كيف يتم صناعة الصورة مقارنة بصورة اليوم ورائحة الأحماض التي ما زالت عالقة بزوايا مخيلتي ،أتذكر حينها طلب مني والدي أن أدخل إلى الغرفة المظلمة بمفردي وأعطاني سيتاً كاملاً من الورق لغرض التعليم.
ما زلت أتذكر تلك الغرفة المظلمة، كيف لتلك الغرفة المظلمة أن تخرج نوراً ويتحول ذلك النور إلى لقطة حياتية، أدركت حينها بأن الحياة التي نعيشها هي كذلك.
*بعدها، كيف طورت مهاراتك؟
ـ في العام 2005 سافرت إلى بغداد مع صديقي العزيز أحمد حسن صاحب ستوديو تصوير العروسة في وسط السوق، ذلك الشخص الذي شجعني على الالتحاق في دورة في الجمعية العراقية للتصوير والتحقت في الدورة وكنت الأول على الدورة في التخرج بشهادة الاساتذة المخضرمين في علم التصوير بالجمعية.
حقيقة كنت الأول على الدورة وكان هذا النجاح علامة فارقة في حياتي وأنا مبتهج طوال الطريق بين السماوة وبغداد، الكثير مثلنا يجب أن يعيش هذه الحياة مع الضوء الذي يصنع الحياة.
*ماذا عن تأسيس الستوديو والرابطة؟
ـ عدت الى السماوة وأسست الستوديو الخاص بي وأسست رابطة للتصوير باسم رابطة عدسة المثنى، هذه الرابطة تخرج منها الكثير من المصورين الشباب الهواة والمحترفين على حداً سواء وبعد 10 سنوات أصبحت هذه الرابطة بمثابة أكاديمية مصغرة يتم فيها طرح أهم القضايا التي تخص التصوير والمشاكل والمعوقات التي تناقش ما يوجه فن التصوير، ويلجأ إليها الكثير من الشباب الذي يبحث عن أجوبة معينة خاصةً الشباب الذين يصورون حياتهم اليومية بعدسة الموبايل، وما زالت هذه الأكاديمية تبذل الكثير من الجهود لدعم وتطوير فن التصوير في المحافظة وتذلل الكثير من العقبات التي تواجه من يعمل في هذا المجال الفني.
خلال هذه المدة أصبحت السماوة من المحافظات التي أنتجت العديد من المصورين الشباب الذين استطاعوا تصور يوميات المجتمع السماوة بكل تفاصيله وأبعاده الدقيقة وقد وثقوا السماوة بكل أزقتها وأسواقها وحرفها ومناظرها الطبيعية الجميلة خاصة في وقت الربيع.
*الجوائز التي حصلت عليها؟
ـ حصلت على الكثير من الجوائز في السماوة وفي بغداد وأربيل والسليمانية وأنا حريص كل الحرص على أن أشارك في جميع المهرجانات التي تقام في العراق لأن المشاركة في المهرجان تعطي حافز التواصل مع أهل الاختصاص ويمكن أن اطلع على كل ما هو جديد في عالم التصوير لأن هذا العلم وأقصد علم التصوير أصبح من العلوم الحيوية التي تشهد تقدم متسارع يتمثل في إدخال تقنيات حديثة على مدى أيام السنة.
إن حصول المصور على جوائز عدة يعطيه مزيد من القوة والاصرار على أن يواصل العطاء ويحافظ على ما وصل إليه في الابداع والتميز، وإن حصول المصور على الجوائز هي في حد ذاتها مسؤولية يجب أن يحافظ عليها ويبقى على مستوى الابداع خصوصاً اذا أصبح من الرواد هذه المهنة.
*طموحك؟
خلال رحلتي في عالم التصوير تولد عندي إحساس أن مدينة السماوة من المدن الحية التي تولد طاقات شابة في كل المجالات وخاصة مجالات التصوير ويجب استغلال هذه الطاقات بالشكل الأمثل، ولا يمكن استغلال هذه الطاقات إلا بإنشاء أكاديمية خاصة في التصوير، هذه الأكاديمية تضم أقسام التصوير الفوتوغرافي والتصوير التلفزيوني أو الفيديو، هذا هو حلمي أن تؤسس أكاديمية برعاية حكومية تضم مختبرات حديثة وأجهزة متطورة يمكن من خلالها أن تخرج الكثير من المبدعين الشباب في عالم التصوير، هذا هو أهم حلم يراودني طوال الوقت وأتمنى أن يتحقق.
*ماهي الدورات التي نظمتها؟
ـ الدورات هي بمثابة ورش فنية تطويرية مستمرة في مجال التصوير تهدف إلى خلق ثقافة بصرية عند المتلقي بشكل عام، وهذه الدورات تقام بشكل اسبوعي خاصة للشباب الجامعي ممن يرغبون في دخول هذا العالم الممتع، وهذه الدورات أغلبها مجانية بدون مقابل وهي تكشف الكثير من القابليات التي يجب أن تطور وترعى لتكمل المسيرة الفنية فيما بعد، وهكذا هي الحياة في العلوم والفنون تنقل من جيل إلى جيل فنحن في السابق لم نكن نعلم عن المهنة الشي الكثير إلا بعد أن احتضنا وعلمنا ورعانا الرواد حتى أصبحنا بهذا المستوى المهني.