أخبار العرب والعالم

السر وراء توقيت وأهمية زيارة بايدن لمنطقة الشرق الاوسط

وقت عصيب يعيشه العالم، وأزمات متلاحقة إقليميا ودوليا، جاء فيه الرئيس الأمريكي بايدن بأول زيارة له للشرق الأوسط.

تأتي الزيارة قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسط تضاؤل لشعبيته وتوقع كثير من المحللين نجاح الجمهوريين في كسب مقاعد الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، وتزايد الضغوط على الولايات المتحدة بسبب ارتفاع التضخم بعد جائحة كوفيد-19 وبعدها الحرب الروسية الأوكرانية.

وتستهدف إدارة بايدن إعادة دفء العلاقات مع دول المنطقة التي تأثرت من السياسات الأمريكية الأخيرة مثل الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وتخاذلها تجاه إيران وتدخلاتها بالمنطقة، ورفع مليشيات الحوثي من قائمة الإرهاب وعدم اتخاذ الإدارة أي خطوات فعلية فيما يتعلق بوعدها المتكرر في فلسطين بحل الدولتين.

حيث دفعت هذه السياسات دول المنطقة لتعزيز علاقاتها مع كل من الصين وروسيا، ما أثر بشدة على العلاقات مع الولايات المتحدة وأدى لتقليص حجم وقدرة النفوذ الأمريكي في المنطقة.

وتتزامن الزيارة مع التداعيات التي تعيشها الولايات المتحدة بعد تفشي وباء كوفيد-19 وتأثيره السلبي، وما تسبب فيه من تعطل سلاسل التوريد وزيادة توتر العلاقات مع الصين، وبعدها تأثيرات حرب روسيا وأوكرانيا التي أثقلت كاهل الاقتصاد الأمريكي بارتفاع في أسعار الطاقة خاصة الوقود، وارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق منذ أربعين عاما.

بعد دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الخامس، يواجه بايدن تحدي الحفاظ على وحدة الموقف الأوروبي الأمريكي قبل أن يثور المواطن الأوروبي غضبا من الاحتياج للنفط والطاقة والأعباء المعيشية، وهو المحفز الرئيس لزيارة بايدن للشرق الأوسط، خاصة السعودية.

وبعيدا عن النفط تأتي زيارته لإسرائيل كمحطة أولى في جولته الشرق أوسطية، للتشاور حول ملف التصدي لاستفزازات إيران وما يتعلق بأمنها، وسيكون هناك بالطبع إعلانات حول مساعدات اقتصادية وعسكرية تتعلق بتعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية.

ويرجح محللون طلب إسرائيل وساطة بايدن لدى السعودية، لفتح الأخيرة مجالها الجوي للطيران الإسرائيلي والتعاون في مواجهة الاستفزازات الإيرانية، وكذلك زيادة التنسيق الإقليمي بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية والإمارات ومصر والأردن لمحاولة احتواء أي تداعيات من التوترات المتزايدة مع إيران.

كما تسعى الإدارة الأمريكية لإنشاء تحالف دفاعي جوي يضم عددا من دول الخليج وأيضا إسرائيل، ودعم حل الدولتين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى