اخبار العراق

قمة جدة: العراق يعزز موقفه في تسوية الخلاف بين السعودية وإيران


أفاد تقرير لموقع ذي ناشنال بأن مشاركة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في مؤتمر قمة جدة للأمن والتنمية أظهر العراق بأنه لاعب رئيس في منطقة الشرق الأوسط.

ونقل التقرير عن خبراء تأكيدهم أهمية هذه المشاركة، وايضاح دور العراق في الموازنة بين السعودية وإيران.

وقال مايكل نايتس زميل معهد واشنطن للدراسات والخبير، بشأن العراق، الأمني والسياسي، إن “القمة مهمة جدا بالنسبة للكاظمي والعراق ليظهر من خلالها انه بإمكان العراق ان يكون له دور إقليمي فاعل في المنطقة.”

وكان رئيس الوزراء الكاظمي قد كتب في مقال له نشرته مجلة فورين بوليسي هذا الأسبوع بأنه سيسعى الى اظهار عراق مرن للمنطقة والولايات المتحدة. ورأى التقرير، أن “مشاركة الكاظمي في القمة ستعزز من فرص بقائه في المنصب متعديا حالة وظيفته الحالية كمسؤول تصريف اعمال”.

وأضاف، أن “ذلك يأتي في وقت تواجه فيه الأطراف السياسية العراقية طريقا مسدودا امام تشكيل حكومة جديدة بعد أكثر من ثمانية أشهر على اجراء الانتخابات العامة في تشرين الأول من العام الماضي”.

وأشار التقرير، إلى أن “القمة تعدّ بمثابة استمرار مساهمة بغداد في النقاشات الإقليمية التي تعتبر ذات أهمية جوهرية للعراق”.

من جانبه، ذكر حسين ابيش، الأكاديمي لدى معهد دراسات الخليج في واشنطن، أن “هذه القمة ستكون حافزاً أيضا لأي مرشح آخر يرأس الحكومة العراقية لان يستمر بنفس نهج سياسة العراق الخارجية في الموازنة ما بين القطبين الإيراني والأميركي وإيجاد طرق لإعادة تفعيل دور العراق في العالم العربي.”

وشدد أبيش على “ضرورة إعادة تعزيز روابط العراق بمحيطه الإقليمي وذلك لتمكين بغداد من احياء وإعادة بناء علاقات العراق الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية مع الأردن، وبالتالي احياء التحالف الثلاثي العراقي الأردني المصري في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، وسيكون مردود ذلك بالمنفعة لكل الأطراف.” وعلى صعيد متصل، أفاد سجاد جياد، من مؤسسة سينجري فاونديشن للدراسات في نيويورك، بان “مساهمة بغداد في القمة توفر لها القول والرأي المسموع في بعض المفاوضات والمناقشات التي ما تزال مستمرة بخصوص المنطقة”.

وتابع جياد، أن “العراق دولة مهمة في المنطقة، ولهذا فان مساهمة البلد في قمم إقليمية مثل هذه القمة ستعطيه الفرصة ليحدد مستقبله وان يوضح ويبرز التحديات التي تواجهه.”

ولفت جياد، إلى أن “بغداد لها علاقات جيدة مع إيران وأنها تريد الحفاظ على هذه العلاقات وان لا تؤثر هذه العلاقة سلبا مع علاقاتها ببلدان أخرى مثل العربية السعودية والولايات المتحدة، وأنها لا تريد ان تتزعزع هذه العلاقة بتأثير تدهور العلاقات ما بين إيران والعربية السعودية أو ما بين إيران والولايات المتحدة”.

وأكد جياد، أن “الكاظمي كان مؤخراً في العربية السعودية وإيران ولهذا انا متأكد بان هناك بعض الرسائل يرغب بإرسالها للمنطقة”. ومضى جياد، إلى أن “موضوعة التعاون الاقتصادي ستكون في مقدمة ورقة اعمال الكاظمي في القمة، حيث ان كثيرا من المشاريع قد طرحت بين بغداد وبلدان الخليج ولكن نسب التقدم فيها قليلة لحد الان”.

وكانت العلاقات بين العربية السعودية والعراق قد تحسنت على نحو سريع منذ تولي الكاظمي مهام رئاسة الحكومة في أيار عام 2019.

إلى ذلك، يقول الباحث بالشأن العراقي مايكل نايتس، إن “القادة السعوديين على معرفة بالكاظمي منذ ان كان يترأس جهاز المخابرات الوطني العراقي”.وتابع نايتس، أن “شركة أرامكو السعودية كانت تتطلع بجدية للمرة الأولى بان تستثمر في العراق”، مبيناً أن “السعودية مستعدة لإعطاء بغداد تجهيزات اقل كلفة من الطاقة الكهربائية مع فرص تجارية جديدة معها.” مع ذلك يجد نايتس، أن “هذه العلاقات هشة وقد لا تصمد امام أي تغيير كبير في القيادة السياسية للعراق”.

وكانت العلاقات بين العربية السعودية والعراق قد انقطعت بعد غزو النظام السابق للكويت عام 1990 ولم تسترجع الا بحلول عام 2015 عندما أعادت المملكة فتح سفارتها في بغداد. ولكن ما تزال المخاوف مستمرة بعد بروز الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في البلد عام 2003.

وأوضح الأكاديمي ابيش، أن “روابط بغداد الان مع العربية السعودية تعتبر روابط جوهرية وعلى الكاظمي ان ينجح في ابراز العراق كدولة مستقلة بعيدة عن أية هيمنة خارجية لا سيما الإيرانية”.

وانتهى ابيش، إلى أن “التحدي الأكبر بالنسبة للعلاقات العراقية السعودية من منظور بغداد سيكون في كيفية اقناع العربية السعودية وبلدان عربية أخرى بان العراق بلد مستقل ذو أهمية ولا ينبغي له ان يكون أداة او شيئا من هذا القبيل بيد طهران او أي بلد آخر.”

وتم الإعلان أمس عن انتهاء أعمال قمة جدة للأمن والتنمية في المملكة العربية السعودية. وسلط الملوك والرؤساء خلال القمة على قضايا المنطقة وأهمية استقرارها والتأكيد على ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية.

وشهدت القمة طرح مجموعة مبادرات في مجال السلام والتنمية في المنطقة من بينها مبادرة العراق التي أطلقها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والمتعلقة بإنشاء بنك الشرق الأوسط للتكامل والتنمية من خلال شراكة بين دول المنطقة واستثمار الأموال من الفائض النفطي.

وشارك في قمة جدة بالإضافة الى المملكة السعودية الدولة المضيفة، العراق والأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة الى الرئيس الأميركي جو بايدن.

عن موقع ذي ناشنال الإخباري

ترجمة: حامد احمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى