اخبار العراق

فصائل تخرق الهدنة العراقية ومحاولات تمديدها إلى مابعد الانتخابات

بالمقابل ذهب وفد برلماني الى طهران، ويفترض ان يجري الوفد لقاءات مع مسؤولين إيرانيين.

ويعتقد سياسي معروف، ان الضغط الذي تمارسه طهران على بغداد قد يهدد بوقت قريب باسقاط الحكومة الحالية.

وكان رئيس الوزراء محمد السوداني، قد تعهد اكثر من مرة بحماية قوات التحالف والمستشارين العاملين في العراق.

وتقول مصادر سياسية مطلعة انه خلال فترة الهدنة بين حماس واسرائيل والتي التزمت بها فصائل عراقية ايضا، كانت هناك حوارات منفردة في العراق لـ”تمديد الهدنة الى اطول فترة ممكنة”.

ومنذ منتصف الشهر الماضي، كانت جماعات مسلحة قد هاجمت المعسكرات بسبب دور امريكا في مساندة اسرائيل بالحرب في غزة.

وتشير المصادر التي استقتها (المدى) من مسؤولين في احزاب ضمن التحالف الشيعي، ان “المشكلة في التفاهم مع بعض الفصائل انها لم تعد تلتزم بالاتفاق السابق مع الحكومة”.

وبحسب المصادر ان منذ استلام الاطار الشيعي السلطة في نهاية العام الماضي، اشترط السوداني ايقاف الهجمات على القوات الامريكية، للمضي بتشكيل الحكومة.

ومقابل ذلك وعد رئيس الحكومة المكلف وقتذاك، الفصائل بانه سيقوم باخراج القوات الامريكية بشكل سلمي.

لكن هذا الاتفاق قد انهار عقب الحرب في غزة، وفشل اكثر من لقاء مع الفصائل لايقاف التصعيد الذي وصل الى مرحلة خطيرة بقصف امريكي على جرف الصخر وابو غريب.

وتؤكد المصادر ان في فترة هدنة حماس – اسرائيل، التي انتهت الجمعة الماضية، “نجحت اطراف عراقية باقناع فصائل باعطاء هدنة مفتوحة بسبب ظروف العراق الخاصة وقرب الانتخابات”.

وكان اوس الخفاجي، الزعيم السابق لفصيل ابو الفضل العباس، قال في وقت سابق لـ(المدى) ان “الفصائل اجبرت على الهدنة بسبب الاوضاع في العراق”.

وتهدد الازمة مع الولايات المتحدة بالغاء واشنطن الشراكة، واغلاق السفارة، وانهاء برامج التدريب والتسليح فيما لايزال “داعش” في العراق يسدد ضربات، كما حدث الاسبوع الماضي، في ديالى. الفصائل بدورها التزمت بالهدنة حتى بعد 3 ايام من استئناف الحرب في غزة مرة اخرى، حيث يعتقد ان هجوما جديدا ضد قاعدة حرير في اربيل امس، دشن عودة الهجمات في العراق.

وصباح يوم السبت الماضي، كان السوداني قد تعهد من جديد لوزير الخارجية انتوني بلينكن، حماية قوات التحالف، خلال اتصال بين الطرفين. وحتى الان تصنف تلك الهجمات بانها “سطحية”، حيث لم يقتل اي عنصر امريكي، بحسب كلام قيس الخزعلي، زعيم العصائب.

وتشترك في تلك الهجمات 4 فصائل، وفق بيان لكتائب حزب الله الاسبوع الماضي، حين اعلنت تخفيض مستوى الهجمات.

وهي بالاضافة الى الكتائب، انصار الله الاوفياء، حركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء، وجميعها منضوية تحت الحشد الشعبي.

وتأتي التطورات الاخيرة في وقت وصل فيه رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية محمد باقري إلى العراق.

واعتبر السياسي مثال الالوسي، الزيارة بانها احدى وسائل “الابتزاز” التي تقوم بها طهران ضد بغداد وواشنطن.

الالوسي قال في مقابلة مع (المدى) ان النظام الايراني “يستغل الضغط الذي تتعرض له ادارة بايدن (الرئيس الامريكي) بسبب الاحداث في غزة واوكرانيا وقضايا داخلية اخرى”. ويشير الالوسي الى ان الرئيس الامريكي يسعى الى “حل سياسي مع ايران كورقة رابحة للانتخابات ما يزيد استغلال طهران لتلك الفرص”.

وجرت صباح امس، في مقر وزارة الدفاع مراسيم رسمية من قبل رئيس اركان الجيش العراقي لنظيره الإيراني، والتقى الأخير أيضا وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي.

وقال باقري في تصريح للصحفيين فور وصوله إلى بغداد، إنه “سنجري خلال هذه الزيارة التي تستغرق يومين لقاءات مع القادة في الجيش وعدد من المسؤولين السياسيين في هذا البلد، وهدفنا مناقشة سبل تنمية العلاقات العسكرية بين البلدين”.

وأضاف أنه “ليست لدينا أية مشكلة مع دولة العراق في المجال الأمني، وهذا البلد باعتباره صديقا وجارا لنا نواصل معه مسار تنمية التعاون العسكري”.

وتابع بالقول، “ستكون لدينا (إيران والعراق) اتصالات عملياتية مختلفة مع بعضنا البعض”، موضحا أنه “خلال هذه الزيارة، سنناقش ونراجع هذه المجالات مع هيئة الأركان المشتركة العراقية والمسؤولين العراقيين الآخرين؛ أعتقد أنه سيتم وضع الأساس للتطوير السليم للعلاقات في هذه الزيارة”. وكانت واشنطن قد وضعت مؤخرا، 4 عراقيين قالت انهم “مرتبطين مع ايران” على قائمة الارهاب الدولي، ابرزهم ابو الاء الولائي زعيم كتائب سيد الشهداء.

يأتي ذلك فيما وصل امس ايضا، وفد برلماني برئاسة رئيس مجلس النواب بالإنابة محسن المندلاوي، بحسب مكتب الاخير، إلى العاصمة الإيرانية طهران.

واكد البيان ان الوفد سيجري عدداً من اللقاءات مع مسؤولين إيرانيين، وسيركز خلال الزيارة على تعزيز التعاون لمواجهة التحديات القائمة.

ويقول الالوسي عضو لجنة العلاقات الخارجية السابق في مجلس النواب ان “الحكومة العراقية لم تعد قادرة على حماية المتورطين في قصف القوات الامريكية ودعم حماس”. ويؤكد بان التحقيقات الامريكية صارت متأكدة من تهريب الفصائل العراقية السلاح والدولار الى حماس عبر الاردن ولبنان.

ويتابع: “حسب الاعلام الاسرائيلي ان الاخيرة ستقوم بتصفية كل المتعاونين والممولين والمشاركين مع حماس، وبايدن لن يستطيع كذلك اعطاء ضمانات بعدم ضرب الجماعات في العراق”.

اما الحكومة العراقية فتبدو مطيعة للولايات المتحدة لكنها تتحايل بنفس الطريقة الايرانية على الولايات المتحدة، وفق مايقوله الحلبوسي، وتتحدث ظاهريا عن الاصلاح ونزع السلاح، لكن الحقيقة غير ذلك.

ويضيف “الحكومة تناور في مساحة ضيقة وشركاؤها في الاطار التنسيقي قد يتخلصون منها بعد انتهاء الانتخابات المحلية، وقد هيأت البديل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى