إحياء ذكرى «تشرين»: أحداث ساخنة في «التحرير» وحواجز كونكريتية تقطع أوصال العاصمة
اصيب عدد من العسكريين والمدنيين، عقب مناوشات بين القوات الامنية والمحتجين على جسر الجمهورية الواصل الى المنطقة الخضراء.
وانشأت السلطات لمواجهة المحتجين بالذكرى السنوية الثالثة لحراك تشرين خطين دفاعيين على الجسر بأعداد من الكتل الكونكريتية قدر وزنها الاجمالي بأكثر من 100 طن.
وسرّب محتجون أمس، معلومات عن نوايا لفصائل مسلحة مهاجمة المتظاهرين في المساء لإنهاء الاحتجاجات التي بدأت منذ ليل الجمعة.
وكان المحتجون قد انقسموا الى فريقين، الاول في غرب بغداد وهم في الغالب من مؤيدي تشرين بينما الفريق الثاني في ساحة التحرير فقد شهد تواجدا لأنصار التيار الصدري.
ووسط اصوات القنابل المسيلة للدموع والرشق المتبادل للحجارة، يأمل الإطار التنسيقي ان يعقد جلسة جديدة للبرلمان في وقت قريب لتشكيل الحكومة.
وكان «الإطار» قد استطاع الاسبوع الماضي، من استئناف جلسات البرلمان بعد توقف دام شهرين، اعاد خلالها الثقة برئيس المجلس محمد الحلبوسي وانتخب نائبا جديداً له.
أول المشاهد
بدأت مشاهد الاستعداد لإحياء ذكرى احتجاجات تشرين بصور عن انتشار مسلحين مجهولين في مناطق شرقي بغداد، ومحافظة المثنى، والبصرة.
ونفت قيادة العمليات المشتركة مساء الجمعة، وجود مظاهر مسلحة بينما كان محافظ البصرة قد توعد بردع ما وصفها بـ «الاستعراضات المسلحة».
وقال اسعد العيداني في مؤتمر صحفي مشترك مع القيادات الامنية في البصرة يوم الجمعة، ان «فصائل من الحشد الشعبي استعرضت بالسلاح اول أمس في البصرة وأمس استعرضت سرايا السلام».
واشار محافظ البصرة التي تستعد لاستضافة بطولة خليجي 25 الى ان «القوات الامنية قادرة على ردع كل من يقوم بالاستعراضات المسلحة والحفاظ على الأمن».
وتابع، «لا نريد زج القوات الأمنية في الصراع السياسي»، مؤكداً، «من اليوم القوات الامنية ستنتشر في الشارع وستمنع اي مظاهر مسلحة في مدينة البصرة بدون الموافقات الأمنية».
وكانت القوات الامنية قد شنت يوم الجمعة حملات تفتيش على السلاح في محيط ساحة التحرير، واكملت بطريقة سريعة البوابة الحديدية على الجسر الجمهوري التي كان من المفترض ان توقف العمل بها منذ أكثر من اسبوعين.
وشهد جسر الجمهورية انتشارا غير مسبوق للقوات الامنية التي قطعت الجسر بنحو 30 كتلة خرسانية توزعت على نقطتين، يبلغ وزن الواحدة نحو 4 أطنان.
ومع ساعات الصباح الاولى ليوم أمس، قام متظاهرون بإزاحة البوابة الحديدية من على جسر الجمهورية ورمي ما تبقى منها في نهر دجلة، ثم بدأت الاحتكاكات عند الحاجز الكونكريتي الاول.
وكان محتجو ساحة التحرير في البداية يحملون رايات تشير الى انهم من اتباع التيار الصدري، قبل ان تطغي شعارات تشرين على الساحة الذين تزايد عددهم تدريجيا حتى منتصف النهار.
وتبادل المحتجون والقوات الامنية على جسر الجمهورية رمي الحجارة، قبل ان تبدأ عناصر مكافحة الشغب باستخدام قنابل صوتية ومسيلة للدموع.
وبحسب تسريبات من مصادر امنية ومحتجين، فان توقعات بان تتصاعد عمليات قمع المتظاهرين في المساء (أمس) لفض التظاهرات.
وفي احصائية منتصف نهار أمس قالت خلية الاعلام الامني ان 19 ضابطاً ومنتسباً من القوة المكلفة بتأمين الحماية للمتظاهرين اصيبوا خلال المصادمات، اضافة الى 9 مدنيين.
وكشفت الخلية في بيان منفصل، عن القاء القبض على متهمين اثنين قالت ان: «بحوزتهما كرات زجاجية وادوات لرمي هذه الكرات على قواتنا الأمنية».
واضاف البيان بان القوات الامنية ضبطت بحوزتهما «دروعا واقية وقناع تخفي للوجه وعصي عدد 2».
وعلى خلاف ما يجري في التحرير فان الاوضاع في ساحة النسور، غربي بغداد، كانت أكثر هدوءاً وتنظيماً.
والنسور هو موقع التجمع الرسمي لأنصار تشرين، حيث بدأت الاعداد تتصاعد تدريجيا عند منتصف النهار مع وصول المؤدين من المحافظات.
وشهدت مداخل العاصمة تشديدا امنيا فسر بانه لمنع وصول المحتجين الى «النسور»، كما استمر غلق بعض الجسور والطرق الرئيسة.
وربط المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول، اعادة افتتاح الجسور والطرق المغلقة بـ «تطور الوضع الامني».
ووصف رسول في تصريح أمس للوكالة الرسمية، اغلاق جسر الجمهورية والسنك وساحة النسور بانه جاء لـ «حماية المتظاهرين».
وقال قائد عمليات بغداد أحمد سليم عصر أمس، إن «الخطة تسير كما مرسوم لها في جانبي الكرخ والرصافة وتحديداً في ساحتي التحرير والنسور».
وأضاف سليم أن «احتكاكاً حدث مع جزء من المتظاهرين في ساحة التحرير»، ويتوقع أن «هناك مندسين حاولوا إثارة الشغب»، مشيراً إلى أن «هناك إصابات طفيفة».
ولفت إلى أن «القوات المكلفة بحماية المتظاهرين ملتزمة بضبط النفس لتجنب وقوع إصابات بين المتظاهرين».
وأكد أنه «لا توجد أبداً نية لقطع جسور أخرى، أما الطرق المقطوعة فقط فهي المؤدية إلى ساحات التظاهر، والأخرى طبيعية جداً»، لافتاً إلى أنه «لا يوجد حتى الآن أي مبرر لفرض حظر للتجوال».
في تلك الاثناء يتابع الإطار التنسيقي ما يجري من رفض لخطواته في تشكيل حكومة جديدة يفترض انها ستكون برئاسة محمد شياع السوداني.
ويقول جواد الغزالي النائب عن دولة القانون ان «ماجرى اليوم في الشارع هو بسبب الانسداد السياسي وانعدام الخدمات للمواطن».
الغزالي يؤكد بان «الإطار التنسيقي وباقي القوى السياسية تسير في الطريق الصحيح بعد جلسة يوم الاربعاء الاخيرة».
وتوقع النائب عن «الإطار» ان «تشهد الايام القليلة المقبلة جلسة لتشكيل الحكومة بعد اتفاق القوى الكردية على مرشح لرئاسة الجمهورية».
وحتى الان لم يعلن الحزبان الكرديان الرئيسان «الديمقراطي» و»الاتحاد» اتفاقا على تسمية مرشح واحد للمنصب على الرغم من استمرار المشاورات بين الطرفين.