ماذا سيحدث لو تركنا هواتفنا لمدة يوم كامل؟!
دراسات بريطانية كشفت أن إدمان الهاتف الذكي يغير شكل الدماغ البشري وحجمه بطريقة مماثلة للطريقة التي تغير بها المخدرات أدمغة المدمنين، اذ كشفت الصور التي التقطها ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي (إم آر آي) أن أدمغة الأشخاص الذين يعانون من إدمان الهاتف الذكي لديهم حجم أقل من المادة الرمادية في بعض الأجزاء الرئيسية من الدماغ، وفقاً لتقرير نشره موقع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
كما كشفت الصور عن انخفاض النشاط في أدمغة مدمني الهواتف الذكية مقارنة بغير المدمنين. وتم تسجيل أنماط واتجاهات مماثلة للمادة الرمادية المتضائلة في أدمغة مدمني المخدرات.
اقتراح
نتائج سابقة لوزارة التخطيط أظهرت فيها ان نسبة الافراد الذين لا يستخدمون الهاتف المحمول بلغت 14 بالمئة فقط، حيث اشارت الى ان 68 بالمئة من العراقيين ممن تزيد اعمارها عن 5 سنوات يستخدمون الهاتف النقال.
وهذا ما جعل احمد عدنان (25 عاما) ان يقترح على أصدقائه فكرة ترك الهاتف لمدة يوم كامل، اذ يقول في حديث لـ(المدى): “أصبحت حياتي روتينية بسبب تعلقي بهاتفي، فلا انام الا في الساعة الرابعة فجرا من كل يوم، لاستيقظ وانا اتوسل الساعات لكي تعود وتجعلني اخذ كفايتي من النوم والراحة، اذ تبدأ رحلتي في هذه المعاناة عند الاستيقاظ متأخرا عن عملي، ومن ثم استغنائي عن وجبة الإفطار لكي اسبق الزمن والتحق بوظيفتي التي تبدا في الساعة الثامنة صباحا، فضلا عن الآلام الراس والعينين الذي يصاحبني في الفترة الصباحية”. مشيرا الى، ان “قررت ان أقوم بتجربة الاستغناء عن هاتفي لمدة يوم كامل لأرى ما سيحدث، وطرحت هذه الفكرة على أصدقائي لكونهم يعانون ما اعاني”.
يضيف عدنان، ان “الهاتف الذكي سيطر عليّ بالكامل، وكأنني قد استعبدت من قبله بسبب افراطي باستخدامه، اذ ان اول مكسب ساستحصله بتركي للهاتف هو نهاية التوبيخ اليومي من مديري بسبب تأخري في العمل”.
اعمال مؤجلة
خبراء في الطب النفسي أكدوا ان استخدام الهاتف الذكي بشكل مفرط يزيد من التوتر والقلق ويرفع من مستوياتها، فيما بينوا انه سيقلص من أنشطة الأعضاء بسبب انعدام الحركة مما يسبب أزمات اجتماعية لدى الفرد.
بينما يؤكد عادل السلطاني (31 عاما): “اعاني في الآونة الأخيرة من التشتت الذهني الذي يصاحبه عدم التركيز، وهذا ما جعلني ان اقلص من أوقات استخدامي للهاتف الذكي”. مستدركا بحديثه لـ(المدى): “وجدت النتائج مرضية جدا، فزاد شدة تركيزي وانتاجي بالعمل، وانتظمت أوقات نومي، فضلا عن اختفاء الألم المستمرة بسبب استخدام الهاتف بشكل مستمر، اذ انه حسب دراسة عالمية فان شاشة الهاتف تبعث الاشعة التي توثر على عمل الدماغ وقوة النظر”.
يضيف السلطاني، ان “التجربة أتت بوافر من المكاسب، منها الصحي والنفسي وحتى الاجتماعي، بينما وجدت بأنني عندما أقوم باستخدام الهاتف بشكل مفرط يجعلني اؤجل اعمالي الحياتية”.
سلاح ذو حدين
تيم ألدرينك رئيس المعهد النفسي بمستشفى شون كلينك في شليشفيغ هولشتاين بألمانيا، أشار الى انه يمكن ملاحظة الإدمان المحتمل للهواتف الذكية عندما يكون هناك تحول كبير في الأولويات، وذلك عندما تتراجع مهام العمل أو الهوايات وتصبح أقل أهمية من استعمال الهاتف الذكي. وتتضح المشكلة أيضا عندما تظهر العواقب السلبية لاستعمال الهاتف الذكي، ومع ذلك يستمر المرء في استعمال جهازه الجوال بشكل مفرط.
بينما يشير مختصون في المجال الرقمي ان جائحة كورونا زادت من عدد ساعات استخدام الهاتف النقال عند العراقيين وخصوصا في مجال الاعمال. منوهين على ان الهاتف سلاح ذو حدين وبإمكان الفرد السيطرة على استخدامه للهاتف الذكي لساعات متقطعة لكي لا يصل الى مرحلة الإدمان.
الدكتور صهيب العزاوي يبين ان هناك العديد من الامراض الذي تصاحب استخدام الهاتف بشكل مفرط، فيما يؤكد ان “هناك أشعة كهرومغناطيسية تنبعث من الهواتف الذكية تسبب تأثيرات سلبية على الصحة”.
ويضيف العزاوي، في حديث خص به (المدى)، ان “تشير العديد من الأبحاث الى زيادة خطر الإصابة بسرطان الدماغ كلما زاد تكرار استخدام الهواتف الذكية، فضلا عن ان الأشعة الناتجة عن الهاتف الذكي أن تؤثر على قدرة الشخص على التركيز والتذكر بشكل سليم، ولم تنتهي عند هذا الحد، فاستخدام الهواتف لاوقات طويلة من اليوم يمكن أن يؤثر على جودة الحيوانات المنوية للذكور مما يقلل من خصوبتهم”.