طموح كرواتيا يخيف الأرجنتين في قبل نهائي كأس العالم
دخلت الأرجنتين بقيادة نجمها الكبير ليونيل ميسي نهائيات كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر كواحدة من الفرق المرشحة للتتويج لكن المنتخب سيواجه عقبة كبيرة في قبل النهائي يوم الثلاثاء المقبل عندما يواجه نظيره الكرواتي وصيف بطل النسخة الماضية في روسيا 2018 والذي أثبت جدارته وتفوقه في مواجهة البرازيل التي كانت مرشحة أيضا للتتويج.
وتجاوزت كرواتيا المنتخب البرازيلي في دور الثمانية من خلال أداء متميز بعد تأخرها بهدف في الوقت الإضافي وصمودها لفرض اللجوء لركلات الترجيح لحسم النتيجة التي جاءت في صالحها.
ورغم أن فوزها على البرازيل بطلة العالم خمس مرات كان غير متوقع بدرجة كبيرة بالنظر لمستوى البرازيل الحالي فإنه كان إنجازا كرواتيا تقليديا.
وبسبب أسلوبه الجاد وعدم التراجع حتى عندما تكون الحسابات في غير صالحه تأهل المنتخب الكرواتي عن جدارة واستحقاق لقبل النهائي في النسخة الثانية على التوالي وأي استخفاف بقدراته سيصب في غير صالح الأرجنتين.
وكان صانع اللعب المخضرم لوكا مودريتش بمثابة قوة الدفع في الفريق رغم أن عمره 37 عاما لكن وجوده كان بمثابة عامل تحفيز واضح لكل لاعب آخر في الفريق.
ويدخل فريق المدرب زلاتكو داليتش المباراة وكله ثقة بالنفس وفي كامل الجاهزية للمضي قدما في ظل اكتمال صفوفه وعدم وجود غيابات نتيجة الإيقاف أو الإصابات بعد عودة المدافع بورنا سوسا للتشكيلة.
وربما يستعيد البديل الرائع برونو بتكوفيتش الذي أحرز هدف التعادل في شباك البرازيل مكانه في تشكيلة البداية على حساب أندريه كراماريتش بينما يتوقع استمرار ماريو باشاليتش في خط الهجوم.
لكن وضع منتخب الأرجنتين مختلف، فلأنه لا يمكن للمدافع الأساسي ماركوس أكونيا وزميله في الخط الخلفي غونزالو مونتييل اللعب في المباراة المقبلة بسبب الإيقاف نتيجة البطاقات الصفراء تتراجع خيارات المدرب ليونيل سكالوني على مستوى خط الدفاع.
ويمكن لنيكولاس تاليافيكو اللعب بديلا لأكونيا لكن التشكيلة ستكون أقل قدرة على الهجوم مثلما كانت في وجود أكونيا.
وهناك علامة استفهام تحيط بالمخضرم أنخيل دي ماريا (37 عاما) ولياقته البدنية والذي شارك بديلا معظم الوقت خلال البطولة الحالية رغم تعافيه من الإصابة.
ويتطلع ميسي (35 عاما) الذي ربما تكون هذه آخر نهائيات يشارك فيها بشوق للتتويج باللقب الكبير الوحيد الغائب عن خزانة ألقابه الحافلة بالجوائز لكنه أيضا يحمل آمال بلاده أيضا.
ولن تكتمل المقارنة بين ميسي ومواطنه الراحل مارادونا كأفضل لاعب أنجبته البلاد على مر العصور بدون التتويج باللقب العالمي الذي أحرزه مارادونا بجهد فردي تقريبا قبل 36 عاما.
وكاد الفريق يفشل في بلوع قبل النهائي بعد أن قلب المنتخب الهولندي تأخره بهدفين إلى تعادل وفرض اللجوء لركلات الترجيح لحسم النتيجة في مواجهة محمومة.
وتكرار اللجوء لركلات الترجيح أمام كرواتيا القوية معنويا لابد أنه سيكون بمثابة احتمال مروع بالنسبة لأبناء المدرب سكالوني رغم أن حارس مرماهم إميليانو مارتينيز كان على مستوى المسؤولية في مواجهة هولندا عندما أنقذ اثنتين من ركلات الترجيح.
وصعدت كرواتيا لنهائي النسخة الماضية في روسيا قبل أربعة أعوام بعد الفوز بركلات الترجيح مرتين ولعب وقت إضافي مرة واحدة قبل أن تخسر أمام فرنسا كما أنها فازت بركلات الترجيح في مباراتيها بمراحل خروج المغلوب في قطر لتحقق الفوز 4-صفر في طريقة الحسم هذه.
وبناء على هذه الأرقام فإن الوصول لهذه المرحلة مرة أخرى أمام الأرجنتين سيضمن لها على الأرجح التأهل للمباراة النهائية.