كتاب نقدي عن شعر كريم ناصر
دلالات التصدّي وعنفوان الإيحاء
عنوان الكتاب النقدي عن مجموعتين شعريتين للشاعر كريم ناصر
صدر حديثاً للشاعر والناقد العراقي خضر حسن خلف ضمن منشورات دار الدراويش للنشر والترجمة في ألمانيا كتابه الموسوم “دلالات التصدّي وعنفوان الإيحاء: اللغة والدلالة في قصائد مجموعتين شعريتين” للشاعر كريم ناصر، يشتمل الكتاب على مقدمة ومدخلين وفصلين تمهيديين وخاتمة
ندرج العنوانات الفرعية حسب التسلسل الآتي:
*دلالات التصدي في لغة أرخبيل الحدائق:
ــ مدخل ــ إشتغالات تكتيكيّة ــ وهج الإضاءة الأولى: “فكما تعرفُ أنّك صرتَ مطالباً مراراً” ــ وهج الإضاءة الثانيّة: “أرأيتَ؟ بهذهِ البلطةِ ذُبحتِ الوردة” ــ وهج الإضاءة الثالثة: “الجذاذاتُ تتناثرُ في طريقنا” ــ وهج الإضاءة الرابعة: “نخاريب الرمل” ــ المصادر والمراجع للقسم الأول.
*عنفوان الإيحاء في نبتة يدي غابة شوكيّة:
ــ معايير قيميّة ــ مدخل ــ إيحاء مشاكس ــ وهم التسلّط ــ تحوّلات القصيدة ــ الدلالة الوظيفيّة للعنوان ــ الخاتمة.
تعتمد قراءة الناقد على مبدأ تأويليي يصنف فيه قصيدة النثر كأنموذج يجترح لغة عميقة تحمل في طياتها الكثير “من كوامنِ شخصية الشاعر” وفلسفته ورؤيته وموقفه المبدئي من الحياةِ والعالم والكونِ والقيم والظواهر السلبية، ويعزو ذلك حسب الناقد إلى “حقبة تاريخية من تطوّر دلالاتِ اللغةِ وعنفوانِها في أسلوب الشاعر” الذي يخضعه إلى عوامل عديدة منها ما تتعلق ضمناً “بالسلوك التمرّدي على القوانين التي تتحكّم في الشعر الكلاسيكي وبالبلاغة” ومنها ما “يخضعُ لاشتغالاتٍ رؤيويّة دؤوبة ذلك بعد زمنٍ قدّرهُ النقاد” في شعر بودلير ورامبو وغيرهم من الشعراء لتوليد لغةٍ تولّدَ إيحاؤها من لهيبِ زمنٍ موّار! ممهدةً الطريق للذهاب إلى ما وراء اللغة.
ويستطرد الناقد قائلاً إنَّ الشاعر كريم ناصر في نصوصهِ ملمٌّ بالكثير من العناصرِ والمستوياتِ الأسلوبيّةِ التي أهلتهُ إلى أن يلوّن مساحاتِه في عملية الخلق الفني ويرتقي سلّم الجمال الشعري! فإيحاءُ شفراته بادٍ على الاشتغالِ النصيّ من دون الدخول في المباشرة، وتركيبةُ جملهِ استنفرتْ مبادئها البلاغيّة بأسلوبٍ حديثٍ تماشياً مع لغةِ العصر مستفيدةً من فنون تعبيريّة حديثة في تقطيع متعامد، ما حدا النصوص إلى أن تنفتح على آفاق متعدّدة في الدلالة في بنيةٍ تشتملُ على المتن الشعري العميق!.” ويقول في مكان آخر: إنّ “العنوان يفتحُ شهيّة المتلقي كما يقول رونالد بارت. والشاعرُ حسمهُ لمصلحة جمال المضمون! وترك الباقي للوعي في أن يتمثّل الآخر/ الحلم، ويقفُ عندهُ ملزماً لعدم وجود حيلة في اليد! فالمشهدُ لا يسرّ بعد محنة الشاعر والتي هي محنتنا جميعاً، فقد لمَّ المدركات “الزمكانيّة” المؤشّر إليها بالدلالات والشفرات اللغويّة وحدّدها بعد حالات التمزق والإغتراب، ما جعل الذات الشاعرة تُمسُّ بتأثير ذلك فنّياً، وتكشف دواخلها النفسيّة والذهنيّة في النصوص، بـأسلوبٍ حسّي متحرك ما بين المتخيّل والواقع، جمعها معمارٌ نهائي متجسّدٌ في رؤيةٍ متسائلةٍ، فيقفُ حضورها بادئ بدء عند “وعدٍ” مقترنٍ بتأمل الشاعر”.
ويختم الناقد رؤيته بتوصيف دقيق يدرج فيه الشاعر ضمن عالم شعري يحمل كيمياء خاصة “في تفعيل أواصر الألفاظ المختلفة المعنى والإتجاه بدلالة الرؤية الموحّدة في القصد الذي يروم”.
ووفقاً للناقد”إنَّ قراءةً أُسلوبيّة معتمدةً على المستويات التي تطرّقنا إليها غير كافية لأن نلمسَ معاني الدواخل بكلّ تفاصيلها، لأنّ النصّ المكتوبَ بدم الشاعر غير مضطرّ للبوحِ بكلّ حمولته. فمادتهُ التعبيريّة لها وجهانِ مستقلّان، ونحنُ في دراستنا هذه أجملناهما تحت غطاءٍ واحدٍ تموّلهُ الأسلوبيّة بكلّ مدلولاتها اللغويّة وانزياحها الظاهر. فالناقدُ مستنطِقٌ يسهبُ في تجريد اللغة ويراودُ معناها المستبطن ليخرجها عن احتشادها المكثّف، وقد يخفقُ في أن يخلعَ عنها العباءة الرمزيّة! فأنا أعرفُ أنّ الشاعرَ يخلقُ معانيه الشعريّة داخل مجرّتهِ الحرام، ويملأُ فضاءَها بالحركةِ والضجيج، ويواري الكثيرَ من المحمول من المعاني طي شفراتٍ لا يجدُ مفاتيحها سوى صاحبِ الفراسة في المكثف من الفضاءات اللغويّة، فضلاً عن أنَّ الشاعر يغامرُ في الغورِ في السديم غير المتناهي بغيةَ البحث فيه والتعرّف إلى “الوجود” الذي ما زال مجهولاً ومتخيّلاً في الأذهان، وقد يتماهى أحياناً مع نفسهِ ليخلقَ من الفضاءِ المحيط سمات حضورٍ وعناصر روح تحركُ الحياة في الجماد”.